تدهورت العلاقات التي تجمع عقود الذهب بالفوركس بيد أنّ زوج النيوزيلندي/دولار لا يزال يحافظ

تستحوذ عقود الذهب في الآونة الأخيرة على كمّ هائل من الإهتمام في صفوف المستثمرين، إذ سجّل المعدن الأصفر ارتفاعًا وصولاً الى مستويات تاريخية جديدة.

بيد أنّه ليس من الضروري تداول الذهب من أجل الإستفادة من التذبذبات الأخيرة التي يشهدها هذا المعدن النفيس. في الواقع، بات العديد من أزواج العملات الأكثر تداولاً يستند بتحرّكاته على الذهب، ما يوفر لتّجار الفوركس فرصًا سانحة تخوّلهم الإعتماد على الإتّجاه الصعودي أو المراهنة ضدّه، هذا فضلاً عن المنافع التي يدرّها التداول في أكثر الأسواق عمقًا وسيولة.
يشمل الجدول الآتي العلاقة التي تربط الذهب بأكثر الأزواج تداولاً ضمن إطارات زمنية مختلفة ومتعدّدة. تشير أي قيمة تقترب من +1 الى أنّ علاقة ايجابية وثيقة تربط الذهب بالزوج ، بينما تدلّ أي قيمة بمحاذاة -1 على أنّ ارتباط سلبي قويّ يجمع ما بين هذين الإثنين.
التعليقات الأسبوعية: تدهورت العلاقات التي تربط الذهب بالفوركسخلال تداولات الأسبوع الفائت، وتبدو مستعدّة للتعثّر أكثر. فعلى سبيل المثال، ضعفت العلاقة اليومية التي تربط الدولار/فرنك سويسري بالذهب من -0.95 الى -0.68. بالإضافة الى ذلك، هوى ارتباطه بالمعدن الأصفر على أساس ستّين دقيقة من -0.87 الى 0.28. في الواقع، لقد لاحظنا في هذا الأسبوع الماضي مرّات عديدة اتّبع فيها الذهب والدولار الإتّجاه عينه، ما يتناقض بشكل واضح مع التحرّك المعاكس الذي عادة ما نتوقّعه.
هل نجتاز مرحلة تشهد فيها العلاقة التي تربط الذهب بالدولار تدهورًا مؤقّتًا؟ هذا احتمال قاطع. نعتبر أنّ الأخضر سيبقى ضعيفًا مع اقتراب موعد اعتماد بنك الاحتياطي الفدرالي سلّة ثانية من التخفيضات الكمّية. في الوقت عينه، تتواجد عقود الذهب ضمن منطقة مقاومة قويّة، مع إظهار تدفقات الإستثمارات نحو المعدن إشارات على الإستنزاف خلال الأجل القريب، وفقًا لحيازات الصناديق الإستثمارية المتداولة (سنشرح ذلك بشكل مفصّل أدناه). في إطار سيناريو مماثل، سيهبط كلّ من الدولار والمعدن الأصفر.
حافظ زوج واحد على وجه الخصوص على إرتباط وثيق بالمعدن الأصفر. لم يشهد زوج النيوزيلندي/دولار سوى تعثّر طفيف في علاقته اليومية على أساس شهري مع عقود الذهب، متراجعة من 0.96 الى 0.92. مع ذلك، تدهورت العلاقة بالساعة بشكل أكبر، مع انخفاض ارتباط الستّين دقيقة من 0.89 الى 0.76. على الرغم من ذلك، يحتلّ هذا الزوج في الوقت الراهن المرتبة الأولى من حيث التداول، لأنّه يشكّل المعيار الأمثل لدخول مواقع شراء الذهب في أسواق الفوركس.
ثمّة العديد من العوامل الأساسية التي تدعم العلاقة التي تجمع زوج النيوزيلندي/دولار بعقود الذهب. لقد لاحظنا هذا الأسبوع تزايد توقّعات الأسواق أزاء احتمال رفع البنك المركزي النيوزيلندي لمعدّلات الفائدة في المستقبل عقب قرار فائدته الأخير. بالإضافة الى ذلك، يدلّ مؤشر مقايضات اللّيلة الواحدة على أنّ بنك الاحتياطي النيوزيلندي قد يرفع تكاليف الإقتراض بمقدار 75 نقطة أساسية في الأشهر الإثني عشر المقبلة، أي أعلى من الخمسين نقطة التي تمّ تقديرها مطلع الأسبوع. كما يجسّد ارتفاع معدّلات الفائدة تشديد الشروط النقدية.
على الرغم من انخفاض حيازات الصناديق الاستثمارية المتداولة ETF للأسبوع الثاني على التوالي، ارتفعت أسعار المعدن بما يناهز 16$. يسود هذا النمط الذي تختبره عقود الذهب والذي يقوّضحيازات الصناديق الاستثمارية المتداولة منذ حوالى الثلاثة أشهر. ولكن الآن في ظلّ انخفاض الحيازات عوضًا عن ازديادها بشكل طفيف، لربّما سيبدأ المعدن الأصفر بإختبار بعض التصفيات. لا تزال الأسعار أدنى بقيمة 45$ من أعلى ذروة على الإطلاق بلغتها منذ أسابيع قليلة، لذلك من المرجّح أن يعتبر التسارع الصعودي الذي شهدناه هذا الأسبوع مجرّد جزء من وصول المعدن الى قمّة تجاراته.