رد: الجنيه الاسترليني: هل سيضفي محضر اجتماع بنك انجلترا أي تغيّرات جديدة على الصورة القاتم
الجنيه الاسترليني: هل سيضفي محضر اجتماع بنك انجلترا أي تغيّرات جديدة على الصورة القاتمة؟
التوقعات الأساسية للجنيه الاسترليني: سلبيّة
استقرّت مواقع البيع مجدّدًا عند 1.55
تشير التوقعات الى انخفاض الجنيه الاسترليني مقابل الدولار
خسر الجنيه الاسترليني ما يناهز 1.79% مقابل الأخضر هذا الأسبوع، في وقت لا تزال المخاوف أزاء الديون الأوروبيّة تزعزع صفو الأسواق، بينما بدأت التطوّرات الأساسيّة في بريطانيا ترسم صورة قاتمة للجنيه الاسترليني قبيل تنفيذ البلاد أوسع تخفيضات يشهدها الإنفاق منذ الحرب العالميّة الثانية. وبما أن الآفاق الفنيّة لا تزال تشير الى تكبّد زوج الجنيه الاسترليني/دولار المزيد من الخسائر، سيرتقب التجّار محضر اجتماع بنك انجلترا لتأكيد السناريو المذكور. وفي الواقع، سيواجه المشاركون في الأسواق على الأرجح انشقاقًا ثلاثيّ الأقطاب، إلا أن دعوة عضو جديد لرفع معدلات الفائدة أو تعزيز برنامج شراء الأصول من شأنه أن يؤدّي الى تسجيل معدلات صرف العملة تحرّكات يوميّة حادّة في ظلّ ضآلة السيولة في الأسواق خلال موسم الأعياد.
كان الجدول الاقتصادي خلال الأسبوع المنصرم متباينًا، قبيل نشر محضر اجتماع بنك انجلترا، الا أن النتائج المخيّبة للآمال فاقت الإيجابيّة منها. وفي هذا السياق، ارتفعت أسعار المستهلكين في نوفمبر وفق وتيرة سنويّة تبلغ 3.3% في أعقاب ازديادها بنسبة 3.2% في أكتوبر. في الواقع، يجسّد تقدّم التضخّم أعلى مستوى له منذ شهر مايو. ومع حلول العام 2011، يتوقّع أن تبقى الأسعار عند مستويات مرتفعة في ظلّ ازدياد الضرائب على القيمة المضافة، التي ستنمو الى 20.0% من 17.5%. تبرّر النتائج دعوات العضو أندرو سنتانس لرفع معدلات الفائدة بما أن التضخّم لا يزال يتجاوز المستوى الذي يستهدفه المصرف المركزي. علاوة على ذلك، يظهر ارتفاع مبيعات التجزئة خلال الأسبوع المنصرم قوّة طلبات المستهلكين، وهو يدعم زيادة أسعار المستهلكين. مع ذلك، فإن القراءة المخيّبة للآمال التي سجّلها تقرير إعانات البطالة وأعقبت صدور أرقام التضخّم سرعان ما بدّدت أي تفاؤل برفع معدلات الفائدة، إذ هوت قراءة التقرير بمقدار 1.2 ألف فقط في نوفمبر وسط تقديرات انخفاضها بمقدار 3.0 ألف، بينما ارتفع معدل البطالة الصادر عن منظمة العمل الدوليّة خلال الأشهر الثلاث حتى أكتوبر الى 7.9%، مسجّلاً أعلى مستوى له منذ أكتوبر. يعدّ هذا الأمر مبعثًا للقلق بالنسبة الى المصرف المركزي، ولا سيما بالنسبة الى آدام بوسين الذي يدعو الى توسيع دائرة برنامج شراء الأصول.
ينبغي أخذ هذه التطوّرات بعين الاعتبار قبيل نشر محضر اجتماع بنك انجلترا هذا الأسبوع، حيث أنّها قد تمهّد الطريق لانضمام عدد جديد من الأعضاء إمّا لأندرو سنتانس أو لآدام بوسين. ومن ناحية أخرى، لا ينبغي أن يستبعد المشاركون في الأسواق أي تغيير عن تصويت الشهر السابق، في ظلّ اعتناق بعض الساسة نهج التريّث والترقّب مع حلول العام 2011 بهدف تقييم الآثار المترتّبة عن تخفيضات الإنفاق. كما يرتقب خلال الأسبوع المقبل مسح GfK لثقة المستهلكين، الى جانب أرقام الماليّة العامّة وإجمالي الأنشطة الاقتصاديّة. وعلى الرغم من وفرة البيانات التي يحفل بها الجدول الاقتصادي في المنطقة، من المرجّح أن تقود اتجاهات المخاطر تحرّكات الأسعار، في ظلّ تسرّب مخاوف انتشار عدوى الديون التي تعصف في منطقة اليورو الى بريطانيا. علاوة على ذلك، وإذ يبدو أن وكالة الخدمات الاستثماريّة موديز كانت منهمكة للغاية في الآونة الأخيرة، مع تخفيضها تصنيف إيرلندا الى فئة Baa1، ووضعها تصنيف اليونان الائتماني قيد المراجعة استعدادًا لتخفيضه، قد تكون مجرّد مسألة وقت قبل إدلائها بتعليقات تتناول آفاق نمو بريطانيا.
بالنظر الى تحرّكات الأسعار، انحسر التقدّم الذي حقّقه الجنيه الاسترليني/دولار ودام لأسبوعين، ويبدو الزوج على أهبّة الاستعداد لمواصلة مساره الهبوطي مع حلول العام 2011، بما أن المؤشرات الفنيّة في الرسم البياني الأسبوعي تبيّن فرص تكبّده المزيد من الخسائر. وقد سجّل مؤشر الماكد اختراقًا انخفاضيًّا، دلالة على تفاقم الخسائر. وأخيرًا، يستقرّ مؤشر التداول القائم على اتجاه التخمينات عند 2.21، ما يوفر إشارات متضاربة ببيع الزوج.
Daily FX