مهّدت التصفيات التي سادت الأسواق والمبنّية على مشاعر الذعر الطريق أمام استمرار تراجع مؤشر S&P في أسبوع سيكون محوريًا بالنسبة الى الدولار الأميركي والأسواق المالية الأوسع نطاقًا.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: إيجابية
* يستهدف مؤشر الدولار داو جونز- أف.أكس.سي.أم مستوى 10000
* ارتفاع الدولار الأميركي على خلفية التصفيات التي اختبرها مؤشر الداو جونز الصناعي
* من المرجّح أن يسجّل الدولار اختراقًا صعوديًا مقابل اليورو قبيل صدور قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي
مهّدت التصفيات التي سادت الأسواق والمبنّية على مشاعر الذعر الطريق أمام استمرار تراجع مؤشر S&P في أسبوع سيكون محوريًا بالنسبة الى الدولار الأميركي والأسواق المالية الأوسع نطاقًا. أنهى مؤشر S&P500 الفصل الثالث دون مستوى الإفتتاح بنسبة 14.33% وسجّل انخفاضًا للشهر الخامس على التوالي، وهي المرّة الأولى التي تحدث فيها سلسلة الهبوط تلك منذ مارس من العام 2008. في هذا الصدد، سجّلت الأسهم تسارعًا صعوديًا للشهر الثاني على التوالي، وابتعدت عن قاع الأجل القريب بما يناهز 15%. علاوة على ذلك، شهدت الأسواق المالية أسوأ أزمة في فترة ما بعد الحرب، وخسر مؤشر S&P أكثر من 50% اعتبارًا من الذروة المحققة في مايو من العام 2008. أمّا الدولار الأميركي فإختبر تسارعات صعودية ملحوظة خلال تجاراته.
يعد الأسبوع المقبل ببروز تذبذبات كثيفة على خلفية صدور تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي الأميركي، ومن المرجّح أن يحدّد الأسبوع الأوّل من الشهر والفصل مسار تحرّكات الأسعار حتّى حلول نهاية العام. إنّه لمن الصعب التفاؤل حيال الاقتصاد الأميركي والعالمي بالمجمل نظرًا الى تزايد عدد البيانات الاقتصادية السلبية.
تشير التوقعات الاقتصادية الى اكتساب الاقتصاد الأميركي 50 ألف فرصة عمل في سبتمبر، وبقاء معدّل البطالة ثابتًا عند 9.1%، الأمر الذي يقوّض آمال نشوء انتعاش مبنيّ على الإستهلاك. من المحتمل أن يولي بنك الاحتياطي الفدرالي اهتمامًا خاصًا بالإصدار، إذ لا تزال ثقة الأسواق المالية هشّة للغاية. هذا ويستبعد أن يعلن الاحتياطي الفدرالي أي خطوات جديدة عقب إقرار تطبيق "عملية تويست" وغياب التصميم على توسيع دائرة الحوافز.
لا يتيح التحوّل نحو اعتماد التقشّف المالي في السلطة التشريعية الأميركية الكثير من المجال أمام زيادة الحوافز المالية. يبدو وكأنّ الساسة استنزفوا جميع الأدوات المتاحة لتفادي انزلاق البلاد داخل دوامة الكود المزدوج. ما هي الخطوة المقبلة؟ إذا ما استمعنا الى الطرف المتشائم، نجد أنّ الخطوة القادمة ستتبلور حتمًا بإنكماش الاقتصاد الأميركي.
ماذا يعني ذلك بالنسبة الى الدولار الأميركي؟ سنقرّ تلقائيًا بأنّ ضعف الاقتصاد المحلّي سيلحق الضرر بعملة البلاد. مع ذلك، الأخضر هو فريد من نوعه نظرًا الى أنّ المستثمرين يعتبرونه ملاذًا آمنًا. كما من الممكن أن يترجم الضعف الاقتصادي بتنامي الطلبات على الملاذات الآمنة وبالتالي بتقدّم الدولار الأميركي. نتوقّع أن يتسارع الأخضر صعودًا عند صدور أي بيانات اقتصادية مخيّبة للآمال- وإن كانت متعلّقة بتقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي.
لا تقتصر التذبذبات التي ستنجم عن البيانات الاقتصادية على الاقتصاد الأميركي فحسب. من المرجّح أن تولّد قرارات فائدة كلّ من بنك انجلترا وبنك الاحتياطي الأسترالي والبنك المركزي الأوروبي على وجه الخصوص تحركات ملحوظات في أسواق الأسهم والعملات. يبيّن مقياس مقايضات اللّيلة الواحدة بنسبة 100% فرص تقليص البنك المركزي الأوروبي لمعدّلات الفائدة بمقدار 0.25 نقطة، وستؤثّر أي نتيجة مخيّبة للآمال بشكل سلبي على الأسواق. تترقّب الأسواق الحدث المقبل وتداعياته على زوج اليورو/دولار.
إنّه أسبوع محوري بالنسبة الى الدولار الأميركي والأسواق المالية الأوسع نطاقًا. عادة ما يحدّد الأسبوع الأوّل من الشهر مسار الفترة المتبقّية، في حين قد يرسم الشهر الأوّل من الفصل اتّجاه التداولات حتّى نهاية العام. تتسلّط الأضواء على البيانات الرئيسية وقرارات الفائدة، وستتزايد حدّة التذبذبات في أسواق الفوركس استباقًا لتبلور تلك الأحداث.
Daily FX