رد: الدولار الأميركي:هوى الدولار الأميركي على خلفية تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع ال
* جاء تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي مخيًبًا للآمال وتقلّصت المخاطر، إلاّ أنّ الدولار الأميركي لا يزال عاجزًا عن استعادة جاذبيته كملاذ آمن
* باتت اتجاهات المخاطر أكثر اهمية بالنسبة الى الدولار في ظلّ غياب الدعم من النمو ومعدّلات الفائدة
* بلغ كلّ من زوج اليورو/دولاروالاسترليني/دولار اعلى مستويات جديدة له، إذ بدأت الأسواق تشكّك في الزخم
غابت هذا الأسبوع فرص اختبار الدولار انعكاسًا حادًا. وفي ظلّ هبوط مؤشر الدولار الى أدنى مستوى له في أربعة أشهر، وبات عدد من العملات الرئيسية على أعتاب اختبار فترة رئيسية جديدة تسود فيها الاتجاهات المعاكسة للدولار، والمحفز المثالي لإنشاء الاتجاه والزخم. ليس من البالغ فيه القول إنّ العملة استهلكت جزء كبير من مكاسبها في خضم الانعكاس الذي شهدته في الشهرين الماضيين، لذا سيكون من السهل اعتبار الإصدار ايجابي بالنسبة الى الدولار بغضّ النظر عن النتائج. في حال جاءت البيانات ايجابية، سيكون تجاوز الاقتصاد الأميركي نظرائه العالميين أمرًا محتومًا. في المقابل، إذا ما جاءت الأرقام سلبية، فإنّها تلقي الضوء من جديد على تباطؤ الاقتصاد، وعلى أنّ نفور المخاطر قد يعزّز وضع الأخضر كملاذ آمن. في الواقع، من المرجّح أن يهيمن السيناريو الثاني، ويؤدّي بدوره الى تراجع الأصول المحفوفة بالمخاطر؛ كما قد ينخفض الدولار بالتزامن مع مؤشرات الأسهم.
من منظور فني، من المحتمل أن تعزى الاستجابة الضعيفة أزاء البيانات الى أنّ الأسواق قد تؤخّر استهلال اتّجاه واسع النطاق قبيل جفاف السيولة في عطلة الأسبوع (يفسّر ذلك عدم وجود أي من الانعكاس الرئيسي أو التوسّع الملحوظ للإتّجاه الهبوطي السائد). مع ذلك، يعود الإيضاح الأساسي الى انّ تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي لا يحدّد آفاق الأنشطة الاقتصادية الأميركية أو مصالح المضاربة الكامنة. في الواقع لم يبعد المؤشر كثيرًا عن التقديرات التي نشرت قبيل الحدث؛ ويتمّتع بقدرة صغيرة على تغيير التوقّعات التي تشير الى تباطؤ الأنشطة في أوسع اقتصاد في العالم. بالإضافة الى ذلك، نبدأ الأسبوع مع البحث عن عنصر يساهم في تحديد شهية المخاطر. نظرًا لسلّة الأحداث التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر والتي صدرت في الأسبوع الماضي، من الواضح أنّ أحداث قليلة قد تنجز هذه المهام. في الواقع، تفتقر المفكّرة الأميركية لموجّهي تحرّكات الدولار (كملاذ آمن). من المرجّح أن يؤدّي تدهور العافية المالية للصين التي تظهر في بيانات النمو الاوروبي والتي تعزّز بدورها مخاوف بروز أزمة سيادية في المنطقة أو مجرّد موجة متنامية من تدفقات المضاربة الى تجدّد الطلبات على الملاذ الآمن. في المقابل، قد نواصل رؤية هيمنة عملية إعادة الثقة التدريجية.
يتبقى أن نشير الى المفكّرة الاقتصادية الي تشمل تداعيات تذبذبات الأجل القريب وتغيير توقّعات النمو للأجل البعيد. وعوضًا عن تصنيف المؤشرات بهدف التأثير في الأسواق، من الأفضل بناء التوقّعات على أساس دورة واحدة. تمتّعت إصدارات يوم الجمعة بآثار ملحوظة على التوقعات الأساسية، غير أنّ قرب عطلة نهاية الأسبوع سيساعد على تقويض ردود الفعل المحتملة أزاء المفاجآت. سيتّم استخدام أرقام مبيعات التجزئة ومؤشر الثقة الصادر عن جامعة ميشيغان من أجل تقييم عادات الإنفاق لدى المستهلك الأميركي- وهو المحرّك الرئيسي للأنشطة في أوسع اقتصاد في العالم. علاوة على ذلك، تعدّ قراءة مؤشر أسعار المستهلك بالغة الأهمية، غير أنّ الوضع الراهن لا يوفر لها القدرة الكبيرة على تغيير السياسة النقدية في الأجل القريب. على صعيد السياسة، من المستبعد أن يخرج قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي المرتقب يوم الثلاثاء عن الاتجاه السائد. بناء عليه، قد تقلّص أي تعديلات غير اعتيادية يتمّ ادخالها على السياسة الترجيحات. كما تتّجه الأنظار الى ثقة الأعمال الصغيرة الصادرة عن NFIB، الى جانب بيان الميزانية الشهري.
Daily FX