اسمه الحقيقي:
عبد الرؤوف عرفات عبد الرحمن القدوة .
اسمه الحركي :
ياسر عرفات ( أبو عمار)
ولادته :
ولد في القاهرة / حي السكاكيني / حارة اليهود / بتاريخ 24/08/1929 .
فصيلة دمه:
O +
عائلته :
القدوة ( عائلة يهودية من أصل مغربي حسب المرجعية الإسلامية لآل الحسيني في المغرب ) .
جده :
عبد الرحمن القدوة / قدم من المغرب إلى القدس في أواخر القرن التاسع عشر وكانت الدولة العثمانية تمنع الحجاج اليهود من الإقامة في مدينة القدس أكثر من ثلاثة أيام. والده:أمين القائم على المسجد الأقصى هو الشيخ عصام السعيد – وتعتبر عائلة السعيد فرعا من فروع عائلة الحسيني وتتصاهر معها - , أعلن عبد الرحم القدوة إسلامه بعد ثلاثة أيام وبقي ملازما للشيخ عصام السعيد في المسجد الأقصى يعينه في كل ما يطلب منه , ثم تزوج ابنته – وكانت عانسا ومقعدة – فأنجبا ولدا واحدا أسمياه عرفات .
والده :
عرفات عبد الرحمن القدوة; نشأ في القدس وعمل خادما بين عائلة السعيد وعائلة الحسيني وكان شبه منبوذ بسبب أصل والده وبسبب التمسك الشديد للعائلات الفلسطينية بتقاليدها وعاداتها في المصاهرة , ولذلك لم يزوجوه عندما بلغ سن الرجال .
كان يدير شركة في القدس لبيع القبعات الدينية للمهاجرين اليهود فأحرق الفلسطينيون محله وببيته , فهرب إلى غزة وتزوج زهوة أبو السعود إحدى بنات عائلة القدوة – وهي عائلة بسيطة تعمل في صيد الأسماك – وأسس مرة أخرى شركة لبيع القبعات الدينية للمهاجرين اليهود , فهدده الغزاويون بالقتل وحرقوا منزله فهرب إلى القاهرة وأقام في حارة اليهود وافتتح حانوتا لتجارة الأجبان .
والدته : زهوة أبو السعود / توفيت بالقاهرة عام 19 31 و دفنت فيها .
زوجة والده :
أم محسن ( وقد ماتت في الشارقة في منزل ابنتها مديحه زوجة الصحافي محمد مهيب جبر وكان محمد يسكن في شقة تقع فوق شقتي وكنت قبلها بليلة اسهر عند وفوجئت به في اليوم التالي يخبرني إن حماته قد ماتت وأم محسن مصرية أنجبت ولدا وبنتين ... الولد اسمه محسن وهو طبيب أسنان كان يعمل في مدينة العين ثم انتقل إلى أبو ظبي... لهجته:حه فكانت تعمل في وزارة الإعلام في الإمارات وكنت أنا حلقة الوصل بينها وبين زوجها محمد مهيب جبر الأخ الأصغر لصديق الكاتب والممثل المسرحي الفلسطيني محمد كما ل جبر ).
لهجته :
يتحدث بلهجة مصرية أكثر منها فلسطينية .
إخوته و أخواته : جمال وكان سفير منظمة التحرير في اليمن وتوفي في صنعاء , أما د.فتحي فهو أقرب شبها لياسر عرفات وهو رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية بالإضافة إلى مصطفى و أنعام ( وقد التقيت بها أيضا في منزل مديحه ).
ابنته:سهي الطويل التي تنتمي لعائلة نصرانية من القدس, والدها صاحب ومؤسس المصرف العثماني الذي سرق أموال الفلسطينيين بعد النكبة, أما والدتها فهي مديرة مكتب إعلامي في القدس ثم في واشنطن, جدها كان أحد كبار الإقطاعيين في فلسطين.
ابنته :
دراسته:ت في المستشفى الأمريكي بباريس في 24/7/1995 .
دراسته :
أعماله:ثانوية فاروق الأول بالعباسية – القاهرة 1947 تخرج من جامعة فؤاد بالقاهرة مهندسا 1951-1955وتخرج من الكلية الحربية المصرية – ملازم أول 1956 ..
أعماله :
التحق بفرقة اغتيالات حاولت قتل الحاج أمين الحسيني لصالح اليهود , وعندما تم اكتشافه هرب إلى القاهرة 1947
عضو في جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة الحلمية بالقاهرة 1947 .
رئيس رابطة طلبة فلسطين في جامعة الملك فؤاد الأول 1952 .
التحق بجهاز الموساد الإسرائيلي في دفعة ايليا كوهين 1952 .
مهندس في شركة مصر الاسمنت بمنطقة المحلة الكبرى 1955 .
عشيقته:هندسين – فرقة إدارة القنابل – أيام العدوان الثلاثي 1956 .
مهندس في وزارة الأشغال العامة الكويتية – الكويت 1957 .
تفرغ لانطلاقة حركة "فتح" 1964 .
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية 06/09/1969 .
رئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني منذ اتفاق أوسلو 13/09/1993 .
عشيقته :
رشيدة مهران وهي صحافية تونسية وقيل انه أمر بقتل رسام الكاريكاتير ناجي العلي بسبب رسمه عن نفوذ رشيدة مهران ( انقر هنا لمطالعة هذه الرسمة ).
أول خطيبة له :
جنان العرابي من الإسكندرية وقد رفضت الزواج منه .
لقد رصدت الموساد منذ مطل الخمسينات تطور الأوضاع السياسية في البلاد العربية المحيطة بها وبخاصة في مصر وسوريا فوجدت أن نجم حزب البعث في سوريا يصعد وأن الحزب ربما يتسلم الحكم عما قريب .
ووجدت إسرائيل أن سفير سوريا في الأرجنتين " أمين حافظ " من المرشحين الأقوياء لتزعم البعث وتولي حكم سوريا لذا سارعت إلى إرسال " اليا كوهين " إلى بيونس أيرس ليقيم فيها تحت اسم "كامل أمين ثابت " ويدعي أنه مواطن سوري مهاجر , واستطاع ثابت فعلا أن يوهم السوريين هناك بهويته الجديدة , وبدأ ينفق على النشاطات السورية بلا حساب حتى اعتبر من أبناء الجالية الأبرار . وحدث ما توقعته إسرائيل , وتولى البعثيون الحكم , وأصبح سفير سوريا في الأرجنتين رئيسا للدولة السورية , فطار كامل ثابت إلى دمشق وأقام فيها ونسج علاقاته مع كبار القادة العسكريين والوزراء , وأصبحت له " مونه " على الحكم وكان يدخل معسكرات الجيش دون إذن خاص , بل ويقال أن إسرائيل كان لديها خلال حرب عام (1967) تفاصيل وخرائط عن مواقع المدفعية والدبابات السورية حصلت عليها من خلال كوهين الذي أعدم في ساحة المرجة قبل الحرب بعدة أشهر .( إذا أردت المزيد عن الجاسوس كوهين انقر هنا لقراءة ما سبق ونشرته عرب تايمز عنه ).
أذهلت المفاجأة يومها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج لأن كامل أمين ثابت كان مرشحا لمنصب وزاري , وكان نجمه في صعود , ويقال أنه كان يطمع في رئاسة الجمهورية , وكان على علاقة بصلاح البيطار , وقد استأجر شقة في الطابق الرابع من بناية مقابلة لدار الضيافة في شارع أبو رمانه , ومن يدري فلولا ( الخربطة ) في البث في الوقت المخصص للسفارة الهندية لما اكتشفوه ولأصبح – ربما- وزيرا للدفاع وربما رئيسا للجمهورية . ويقال أن المخابرات المصرية هي التي نبهت سوريا بوجود اختراق إسرائيلي على أعلى المستويات , ويقال أن المخابرات المصرية كانت تستقي معلوماتها من رجل مخابرات إسرائيلي اسمه "برل فرانك" استطاع تجنيده ضابط في المخابرات المصرية اسمه "عثمان نوري" .
الذي لا يعرفه كثيرون أن الموساد غرس في مصر جاسوسا آخر في الوقت نفسه بعد أن شعرت إسرائيل بالقلق من ثورة الضباط الأحرار والشعارات التي رفعوها بتحرير فلسطين بخاصة وأن إسرائيل تعرف أن جمال عبد الناصر وجماعته قد صمدوا في حصار "الفالوجة" وأنهم قاموا أساسا بثورتهم احتجاجا على فساد الجيش خلال حرب فلسطين , وخشيت إسرائيل أن يتمكن عبد الناصر من تأليب الفلسطينيين وتحويلهم إلى قوة في مواجهة إسرائيل بخاصة وأن مليوني فلسطيني هاجروا بعد الحرب إلى الخارج وهم يشكلون قوة لا يستهان بها إن وجدت من يتعهدها بالتسليح والدعم ... لذا أرادت إسرائيل أن تغرس جاسوسا في صفوف الفلسطينيين ليتسلل إلى المراكز العليا تماما كما فعلت مع كامل أمين ثابت , ولأنها لم تجد يهوديا مصريا يصلح لهذا الدور , فقد اختارت عربيا من سكان حارة اليهود في القاهرة ينحدر من أسرة اتسمت بالعمالة لليهود وطردت من القدس وغزة بعد حرق منزلها ... " أنها أسرة عرفات القدوة " !!!!!!
فعندما قامت ثورة يوليو في مصر عام (1952) و بدأ عبد الناصر برفع شعارات فلسطينية أفاقت إسرائيل فعمدت إلى تجنيد ياسر عرفات - و كان عمره (23) سن ة – و طلبت منه سحب البساط من تحت أرجل عبد الناصر و ذلك بالعمل على تشكيل تجمعات فلسطينية سياسية و قام بتنفيذ التعليمات ; فالتحق بجامعة فؤاد بالقاهرة و أسس اتحاد للطلبة الفلسطينيين , ومن هناك بدأ نجمه يصعد و كان خلال هذه الفترة يتردد على الإسكندرية للقاء تاجر يهودي معروف اسمه " ماركابي " قيل أنه كان حلقة الوصل بين عرفات و إسرائيل , و قد تم اكتشاف جث "ماركابي" بعد أيام ووفقا لما ذكرته "جنان العرابي" – أول خطيبة لعرفات – فان "ماركابي" كان يجتمع مع عرفات في منزلها حيث كان على صداقة بابنتيه "مريم , راشيل" , و لكن جنان العرابي تتهم عرفات بقتل ماركابي , و لا يزال هذا الأمر لغزا إلى اليوم 000 0
في عام (1957) اجتمع جمال عبد الناصر وشكري القوتلي واتفقا على التخلص من الملك سعود وأنه يجب التخلص منه , وبعد أقل من شهر رفع "آلون" – مسؤول المخابرات المركزية الأمريكية – تقريرا إلى الملك سعود بان هناك تعاونا بين إسرائيل و بعض الأفراد داخل مصر , وأن هناك أكثر من خمسة تقارير وصلت إلى إسرائيل واطلعت الولايات المتحدة عليها , وأن المخابرات الأمريكية من خلال أجهزتها الخاصة تأكدت من صحة المعلومات : بأن مجموعة تخريبية من المصريين و بالاتفاق مع عناصر من المعارضة السعودية سينفذون عملية اغتيال الملك سعود في أحد لقاءاته العامة , فقام الملك سعود بترحيل أعداد كبيرة من المصريين وإلقاء القبض على البعض الآخر وزجهم في السجون . نشطت المخابرات المصرية في التحري عن كيفية وصول المعلومات إلى إسرائيل و دارت الشبهات حول ياسر عرفات ووضع تحت مراقبة الاستخبارات المصرية فهرب إلى الكويت قبل أن يكتشف أمره.
كان كوهين يعلم أن المستقبل لأمين الحافظ لذا رمى شباكه حوله ... وهذا ما فعله عرفات فقد كان يعلم - من خلال الموساد- أن المستقبل في مصر للضباط الأحرار لذا رمى شباكه حول "كمال الدين حسين" و "خالد محي الدين" واستطاع من خلالهما التعرف بجمال عبد الناصر وقد اعترف عرفات بذلك في حديث أدلى به فيما بعد للصحافية التونسية "رشيدة مهران" التي وضعت كتابا عن عرفات , والتي يقال أنها كانت إحدى عشيقاته , و التي يقال أيضا أن عرفات أمر باغتيال الرسام "ناجي العلي" لأنه أشار إلى هذه العلاقة في إحدى رسوماته .
في هذه الأثناء بدأت تتشكل طلائع فلسطينية ثورية من عدد من الطلبة الفلسطينيين منهم "خليل الوزير"-أب و جهاد-,"صلاح خلف" -أبو إياد-, "فخري شقورة" و "عبد الرزاق المجايدة" وكان من الطبيعي أن يندس عرفات بينهم , وبدأ يؤيد حركة فتح ويشاركهم اجتماعاتهم في ملتقاهم الأول ومركزهم التأسيسي شقة أبو جهاد في حولي "بالكويت" .
كانت المخابرات المصرية ترصد عرفات وتشك فيه لذا ظلت تتعامل معه بحرص , وهذا يفسر السر في أن عبد الناصر اختار "أحمد الشقيري" لزعامة منظمة التحرير , ويبدو أن هذا الاختيار هو الذالمؤتمر.ات إلى الهرب من مصر والإقامة في الكويت على أمل أن يتمكن هناك من تشكيل تجمع عجز عن تشكيله في القاهرة , وكانت المسألة تبدو وكأنها سباق بين إسرائيل وعبد الناصر ; فعبد الناصر يسعى إلى تأسيس منظمة التحرير , وإسرائيل سعت في الوقت نفسه إلى تأسيس منظمة بديلة بواسطة عرفات , ولم تكن مصادفة أن تظهر المنظمتان في وقت واحد تقريبا ; الأولى يترأسها أحمد الشقيري , والثانية يترأسها عرفات , وكانت إسرائيل تعلم أن النصر في الصراع على زعامة الفلسطينيين يعود إلى الانجازات على الأرض التي يمكن أن يحققها هذا أو ذاك , لذا أوعزت إلى عرفات بالبدء ببعض العمليات الفدائية المحدودة التي يمكن استخدامها في الدعاية والمزايدة على عبد الناصر مثل تفجير محطة مياه – وهي أول عملية عسكرية لفتح – ونفذ عرفات الأوامر وبدأ يدفع بسخاء للصحف اللبنانية لنشر الأخبار وتلميع صورة ثورته والمزايدة على أحمد الشقيري واتهام منظمة التحرير بأنها أداة بيد الأنظمة العربية ...
كانت إسرائيل قلقة جدا من نمو منظمة التحرير وكان عرفات أكثر المعادين للمنظمة وقد حضر أول مؤتمر للمجلس الوطني الفلسطيني الذي انعق في القدس عام (1964) لغرض واحد هو التخريب على المؤتمر ... 0
وجاءت حرب حزيران (1967) نتيجة لتخطيط مسبق من الموساد أوجد الذريعة لإسرائيل كي تضرب مدينة "السموع" قرب الخليل بدعوى وجود قاعدة لعرفات فيها ... وحدث ما حدث ... واستغل عرفات النهاية المأساوية للحرب فسيطر على المنظمة و أصبح رئيسا لها ... 0
لم يتمكن عرفات من ملء الفراغ الذي كان يشكله أحمد الشقيري الخطيب المارد للهجة عرفات المصرية وضحالة ثقافته العربية أبعدته عن الجماهير , بعكس الشقيري الذي كان يلهب حماس الجماهير بخطاباته , وكان لابد من عمل ما لرفع أسهم ع رفات عربيا وفلسطينيا إذ أنه لم يكن من السهل أن يصبح شخص غير معروف ويبرطم بالعامية المصرية زعيما للشعب الفلسطيني ... وتفتحت قريحة الموساد عن مسرحية "معركة الكرامة " ; كان العرب قد خرجوا من حرب حزيران مهزومين وكانوا بحاجة إلى بطل ... وكانت السلطات الأردنية قد سمحت لعرفات وجماعته بالإقامة في مدينة الكرامة على مقربة الأردني.وكان عددهم لا يزيد عن مائتين (200) وبدأت إسرائيل تشن حملة إعلامية كبيرة بدعوى أن جماعة عرفات يهددون أمنها , ولكن هذه الحملة لم تعط أكلها بين العرب فقررت القيام بمناورة عسكرية استعراضية تشتبك خلالها مع جماعة عرفات ثم تنسحب بدعوى أنها خسرت المعركة وانتصر عرفات , فقد يرفع هذا من رصيده , وتقدمت مئات الدبابات الإسرائيلية فعلا عبر النهر ومن عدة محاور , ولاحظ المراقبون أن تقدمها لم يسبقه تمهيد ناري بالمدفعية مما يؤكد أن العملية كانت استعراضا لا أكثر ولا أقل , لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ; ف قد تدخل الجيش الأردني بصورة لم تكن تتوقعها إسرائيل , انهالت قذائف المدفعية السادسة الأردنية على أرتال الدبابات الإسرائيلية التي كانت تعبر النهر باستهتار , كما أن المقاتلين الفلسطينيين لم يرضخوا لأوامر عرفات الذي طالبهم بالانسحاب إلى جبال السلط بعد أن هرب على دراجة نارية إلى عمان , وقاد "صبري البنا" مجموعته على التلال , وصمد "أبو إياد" في الكرامة , وقاد "أبو جهاد" المقاتلين في المعابر الغربية , واستبسلت قوات الحجاب الأردنية في اصطياد الدبابات الإسرائيلية , وتحقق مساء ذلك اليوم أول نصر من نوعه للعرب . وكما هو متوقع "نط" عرفات أمام عدسات المصورين وسرق النصر من زملائه ومن أبطال الجيش الأردني . ولم تكن الحالة العامة في الأردن تسمح بإصدار توضيحات تكشف أكاذيب عرفات ودور الجيش الأردني في التصدي للإسرائيليين.
فقد كان الملك حسين يرى فيما حصل إنهاضا للحالة النفسية المنهارة لدى الشعب... وظن الناس إن عرفات هو الذي قاد المعركة فارتفعت أسهمه, وأصبح خلال اقل من سنة أشهر من الحاكم الفعلي في الأردن.
كانت خطة إسرائيل منذ البداية تقوم على سرقة أي إنجاز فلسطيني ثوري, وعزله عن الجماهير وتدميره أولا بأول... لذا فإنها وان كانت قد خطت لرفع أسهم عرفات فلسطينيا إلا أنها لم تكن راغبة في خروج المعركة التي يتزعمها عرفات عن الحجم الطبيعي حتى لا تتمرد عليه فينقلب السحر على الساحر وتشكل خطرا على إسرائيل لذا أصدرت تعليمات لعرفات بالعمل على محورين :
الأول: شل التنظيمات الفلسطينية الأخرى.
الثاني: التصادم مع الجيش الأردني.
وأنجز عرفات المهمة ببراعة فقام بشق صفوف الجبهة الشعبية إلى ثلاث جبهات , وقاد الفلسطينيين إلى حرب أهلية خاسرة مع الجيش الأردني انتهت بمقتل عشرات الآلاف , وخروج المقاومة من الأردن, وإفساد العلاقة الأخوية المتميزة التي كانت تربط الأردنيين بالفلسطينيين وهي العلاقة التي كانت تحسب له إسرائيل إلف حساب.
وصدرت التعليمات لعرفات إن ينقل وساخته إلى بيروت " للعمل" وقاد الفلسطينيين هناك إلى حروب خاسرة مع جميع الطوائف اللبنانية بلا استثناء إلى إن قضى على الجالية الفلسطينية القوية في لبنان ودمر كل الخيوط التي ربطت بين الشعبين اللبناني والفلسطيني فأثار ذلك حفيظة بعض القادة الفلسطينيين , وشككوا في تصرفات عرفات وسلوكياته وإنفراده في اتخاذ القرار, فقرروا استبعاد عرفات عن القيادة , وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني في لبنان وربطه بعلاقات وطيدة وأخوية مع جميع الطوائف اللبنانية , والعجب كل العجب أنه ما أن أحس عرفات بما جرى حتى قامت إسرائيل باغتيال جميع القادة الفلسطينيين الذين كان يمكن إن يشكل وجودهم خطرا على زعامة عرفات أمثال :
كمال ناصر, وكمال عدوان, وأبو يوسف النجار, في بيروت عام 1973, وعلي حسن سلامة, و زهير محسن عام 1979, وما تبع ذلك من اجتياح إسرائيل لبيروت لتصفية الشعب الفلسطيني الصامد, وللتغطية نشرت إشاعات أسطورية عن سوبرمانية عرفات الذي يغير خط سير سيارته قبل دقائق من غارة إسرائيلية , أو يصحو في منتصف الليل لينام في بيت اخر أو ينتقل بطائرته الخاصة في سماء الشرق الأوسط دون أن تستطيع إسرائيل اكتشافه, علما انه لما سقطت طائرته في ليبيا كانت إسرائيل هي التي اكتشفت مكان السقوط والتقطت إشارات استغاثته ودلت الأمريكان على موقع الطائرة !!!!!
كانت إسرائيل ترى من أبواب الخطر على وجودها وأمنها القدرات العسكرية الإيرانية والعراقية في منطقة الشرق الأوسط, وكان لا بد لها من درء الخطر بهجوم إسرائيلي على كل من تلك الدولتين. وبعد مشاورات إسرائيلية وأمريكية , تخوفت أمريكا على مصالحها وعلى حلفائها من الدول العربية , فلطالما إسرائيل خططت لتصعيد الحرب الإيرانية العراقية وإطالة أمدها وتزويد الدولتين بالأسلحة لإنهاك الطرفين المتحاربين.
إن اكبر مشكلة تؤرق إسرائيل وبل ويهود العالم اجمع هي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, وعلى رغم كل المحن والمؤامرات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني فقد ظلت الجالية الفلسطينية في دول الخليج تشكل قلقا لإسرائيل, فهي جالية كبيرة وغنية وقادرة على تمويل أية تحركات وثورات ضدها, لذا بات على إسرائيل الخلاص من تلك القدرات, وجاءت حرب الخليج فرصة ذهبية لإسرائيل للقضاء على هذه الجالية, وقام عرفات بدوره كاملا حسب تعليمات الموساد, حيث توجه عرفا يوم 28/7/1990 ( قبل احتلال الكويت بخمسة أيام) إلى بغداد والكويت حيث كانت حالة القلق و التوتر بين البلدين ( وطبعا لبذر الشقاق و تأزيم العلاقات تحت اسم الوساطة ) لحل الخلافات وإنهاء الأزمة الكويتية العراقية ( وكان دوره مكملا لدور سفير أمريكا في كل من بغداد والكويت ) فقابل الرئيس صدام حسين وسانده بمطالبة الكويت بعائدات النفط المستخرج من حقول نفط الرميلة الواقعة ضمن الحدود العراقية, و ام على العراق التمسك بحقوقه ومكاسبه وانه سيحاول مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح إقناعه بتلبية مطالب العراق. ثم توجه عرفات إلى الكويت وقابل أمير الكويت وابلغه إن العرب يرفضون المطالب العراقية تحت التهديد والوعيد كما ابلغه إن صدام حسين يهدد ويتوعد إما بدفع مبلغ 10 مليارات دولار فورا, أو اللجوء إلى القوة العسكرية, وربما احتلال الكويت بأكملها, مما اضطر أمير الكويت لطلب الحماية الأمريكية. فأعلن عرفات وقوفه وتأييده للرئيس العراقي فاستعدى الدول الخليجية كلها على الفلسطينيين دون مبرر فكانت الضربة التي لحقت بهم المسمار الثالث الذي دقته إسرائيل في الجسد الفلسطيني في المهجر.
لقد أصبح الفلسطيني يائس ومحاربا ومطاردا أينما حل وكان هذا هو المخطط الاسرائيل ي منذ البداية والذي نفذه عرفات بحذافيره ... لكن إسرائيل التي اهتمت بملاحقة وتدمير الفلسطينيين في الخارج غفلت عن ورقة رابحة أُحسن لعبها و هي ورقة الفلسطينيين في الضفة والقطاع, و جاءت الانتفاضة التي تزعمتها "حركة حماس" البعيدة عن نفوذ عرفات بمثابة الإعصار الذي يهدد الطموحات الإسرائيلية كلها ويفشل المخططات العرفاتية, وكان لا بد من التحرك.
حاول عرفات شراء الناس في الداخل كما اشتراهم في الخارج فلم يفلح ... وبسبب الخسائر المتلاحقة في صفوف الإسرائيليين تقرر أن تكشف إسرائيل أوراقها بالكامل وأوعزت إلى عرفات بالمسرحية الأخيرة.... مسرحية الحكم الذاتي في أريحا و غزة... وهدفها من هذه المسرحية ضرب حركة حماس في غزة من خلال حسابات يقودها عرفات من مكتبه في أريحا وقدمت له إسرائيل تعهدات وضمانات لحمايته الشخصية من الفلسطينيين والإسرائيليين فحياة عرفات بالنسبة لها غالية... إنه الجاسوس الأطول عمرا ... والأكثر حظا... فليست هناك موجات ( هندية ) تعطل عليه إرسالياته كما حدث لزميله كوهين ... والمذابح والماسي التي قاد الفلسطينيين خلالها لم تترك للموا طن الفلسطيني العادي لحظة واحدة ليسال نفسه: من هو عرفات هذا ؟؟؟ من هو أبوه و من هي أمه ؟؟؟ و لماذا لا تُعرف له عائلة أو بلدة أو عشيرة , مثل باقي خلق الله من الفلسطينيين !!!!!.
قال اسحق رابين _ رئيس وزراء إسرائيل_ مخاطبا ياسر عرفات في حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الأمريكي _ بيل كلينتون_ في واشنطن بعد التوقيع على اتفاقية ( أوسلو2 ) بتاريخ 28/9/1995 بحضور الرئيس المصري_ حسني مبارك_ , وملك الأردن _الملك حسين_ , ووزير الخارجية الأمريكي _ كريستوفر_ , ووزير خارجية روسيا_كوزيريف_, ووزير خارجية النرويج_ غوزال_ , ورئيس وزراء اسبانيا_ غونزاليس_ , وشمعون بيريس _ ممثل الحكومة الإسرائيلي_ ومحمود عباس_ ممثل السلطة الفلسطينية_:
" وبعد إنني أتساءل إذا كنت يهوديا ؟؟ "
فامتقع وجه ياسر عرفات , وضج الجميع بالضحك وصفقوا طويلا , فيما استمر اسحق رابين على جديته في الحديث قائلا للضيوف وللمراسلين الصحفيين: " إن هناك صفات أساسية في اليهود يتمتع بها السيد عرفات " وأضاف قائلا :
" في تراثنا اليهودي قول مأثور يرى إن رياضة اليهود هي فن الخطابة ". ثم تابع بعد فترة من الجدية مخاطبا عرفا الذي زاد تجهمه قائلا : " بدأت اعتقد أيها الرئيس انك قد تكون يهوديا "
هذا الحوار الذي بدأ بسيطا في حينه لم يكن بسيطا في مدلولاته وإنما كان يرمي إلى أهداف بعيدة والى أمور يسعى كثير ممن بحثوا في أصول عرفات وجذوره إلى التقصي عنها.
قال احمد جبريل_ الأمين العام للجبهة الشعبية_القيادة العامة_ مخاطبا فيصل الحسيني_ مسؤول ملف القدس_ والوفد المرافق له أثناء زيارتهم إلى دمشق للاجتماع مع القادة السوريين وقادة الفصائل المعارضة لعملية السلام, وتحدث جبريل عن جذور عرفات وأصوله ثم قال: " يا فيصل أنت ابن عبد القادر الحسيني, والحاج أمين الحسيني تحالف مع الألمان من اجل قضية فلسطين وعندما صدر قرار مجلس الأمن الداعي إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية رفض الحاج أمين التوقيع على هذا القرار وغادر إلى لبنان وبقي هناك إلى إن توفاه الله. الحاج أمين كان يحذرنا من ياسر عرفات وكان يقول لنا هذا الرجل ليس من آل الحسيني كما يدعي وبعد تدقيقنا في هويته والرجوع إلى المرجعية الإسلامية لآل الحسيني في المرغب إفادتنا هذه المرجعية بأن عرفات ينحدر من أسرة يهودية هاجرت إلى فلسطين اسمها " القدوة " وعم والده بعد ذلك خادما لآل الحسيني في القدس.
كان عرفات يفاوض الاسرائيليين سرا في أوسلو وتعهد لهم بإغلاق كل المؤسسات الفلسطينية في القدس, وأن الاتفاق بين " يوسي بيلين" و " محمود عباس" ينص على إن عاصمة الدولة الفلسطينية_ إذا أقيمت_ ستكون " أبو ديس" وليس القدس كما يدعي أبو عمار".
ولم يرد فيصل الحسيني على احمد جبريل حتى بالحد الأدنى الذي يتناسب وما قاله. وقد أُعد تقريرا سري لهذا الحوار لعرضه على ياسر عرفات.
اطلع مراسل جريدة الرأي العام" الكويتية في القدس_ أحمد منصور_ على التقرير السري الذي رفع إلى ياسر عرفات عم مقابلة فيصل الحسيني لأحمد جبريل ونُشر في عددها الصادر بتاريخ 12/12/1996 بعنوان " أصول عرفات وجذوره" , وكذلك الصحفي الكويتي_يوسف سليمان المطاوع_ بعنوان " العرق دساس ", كما تناوله الدكتور عبدا لله النفيس في زاويته"عدسة مجهر" نقلا عن كتاب الباحث" أندرو جابوزنوكوني ووكر" والتي نُشرت في صحيفة " الوطن" الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 11/12/1996 .
ذكر " داني روبنشتاين" في صحيفة" هارتس" الإسرائيلية: " هناك حقائق ثابتة لدى كثير من الباحثين إلا أنها غير مريحة لياسر عرفات, فمن يتصل بديوان ياسر عرفات من الصحفيين أو الباحثين مطالبا بالحصول على معلومات حول سيرة حياته يقولون له إنه ولد في القدس, على اعتبار أن القدس هي أفضل الأماكن التي تجسد المشكلة الفلسطينية والتي تؤكد أن الرجل الذي يجلس على رأس السلطة الفلسطينية نشأ وترعرع على أرض وتراب فلسطين وهذا تضارب في المعلومات حول سيرة عرفات وجذوره.
ولأن جمعت هذه الروايات إلى بعضها البعض ووثقجاسوسا. فإنها تكون حلا لكل ما يدور على الساحة الفلسطينية من أحداث, وتميط اللثام عن كثير من التصرفات والسلوكيات التي يعتبرها بعض المراقبين ألغازا, ولعل الأيام القادمة تأتي بالمزيد.
قد يقول قائل: ليس من المعقول أن يكون عرفات جاسوسا ... ولهؤلاء نقول: إن السوريين أيضا قالوا مثل هذا الكلام عن كامل أمين ثابت, وظل الشعب السوري عدة أشهر لا يصدق ولما عُرضت وقائع التحقيق مع الجاسوس من خلال شاشة التلفزيون. فهل من المعقول إن يكون هذا الشاب السوري الوديع ورجل الأعمال المعروف جاسوسا واسمه ( كوهين ) ؟؟!! وبعد إعدامه اعترفت إسرائيل بحقيقة شخصيته وبعد حرب حزيران طلبت استرداد جثته مقابل تسليم مئات الأسرى السوريين
ولمثل هذا نقول عن عرفات ... فمنذ عام 1952 وعرفات هذا شخصية مشبوهة لا أحد يعرف لها اصلا ولا فصلا , وقد حشر نفسه في صفوف الثوار حتى أصبح رئيسهم وجر الفلسطينيين إلى مذابح في الأردن ولبنان , والكويت , ثم فلسطين , حتى أصبح المواطن الفلسطيني لا يطلب إلا لقمة العيش.
وقد تم قتل جميع قادة فتح وبطرق متنوعة ومشبوهة رتبها عرفات , ليس لأنه له حاسة سادسة كما بزعم, وإنما لأنه لم يكن على قائمة الاغتيال , وإن إسرائيل التي استطاعتأن تصل إلى منزل خليل الوزير( أبو جهاد ) عام 1988, وصلاح خلف, وهايل عبد الحميد, ومحمد العمري عام 1991 في تونس , وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي_ د. فتحي الشقاقي_ في مالطا عام 1995, ثم توالت اغتيالات رموز الانتفاضة من جميع التنظيمات والحركات الاسلامية , الم تستطيع اغتيال عرفات ؟؟؟ !!!! وما يدور ألان في المقاطعة عبارة عن مسرحية يشترك فيها عرفات بدور رئيسي يهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني حتى يقبل بالشروط الإسرائيلية حتى يقول عرفات لاحقا إن الشعب هو الذي ضغط عليه لقبول الحل الإسرائيلي !!
كان بإمكان إسرائيل إن تصطاد طائرة عرفات الذي يتنقل مثل لسندباد في سماء الشرق الأوسط ... أليست هي التي عثرت على طائرته عندما سقطت وقامت بإبلاغ السلطات الأمريكية عن مكانها ؟..
ألم يسبق إن اصدر مناحيم بفقال:رئيس وزراء إسرائيل_ عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان, امرا لو زير دفاعه_ أرييل شارون_ بتأمين الحماية وعدم التعرض لعرفات وهو في البحر في طريقه من لبنان إلى تونس _ وكان على مرمى طلقة رصاص_ ؟ مما أثار يومها غضب صهيوني.ال: سأبقى أشعر بالذنب والخطأ لعدم قتل عرفات.
الحل الأخير هو حل صهيوني ... إنها المصيدة التي يستدر بها الاسرائيليون أجيال الثورة الفلسطينية ومنظماتها وقادتها, بعقد مفاوضات سرية مع عرفات , وتوقيع اتفاقيات " وهمية " تعد عرفات بموجبها حكما ذاتيا تمهيدا لقيام دولة فلسطينية , وتسمح إسرائيل لجميع الفدائيين والتنظيمات الفلسطينية بالدخول إلى الضفة والقطاع تحت قيادة عرفات وتكون إسرائيل قد أحكمت قبضتها على جميع التنظيمات الفلسطينية ورموزها التي تشكل الخطر الأكبر على أمن إسرائيل , ومن ثم على الشعب الفلسطيني بأكمله.
وبالفعل, وكما قال رئيس وزراء إسرائيل_ اسحق رابيين_:
" لقد تم وضع الفلسطينيين في زجاجة , إذ إنني امسك الزجاجة من عنقها متى أشاء وكي أشاء , ولا تلزمني أي قوة دولية بالتعهدات والاتفاقيات, فلنا حلفاء وأصدقاء وجيران يؤيدوننا ويقفون إلى جانبنا."
ومن يقرأ البنود السرية للاتفاق يجد إن عرفات قد نفذ مهمته بحذافيرها ولولا الانتفاضة وحركة حماس لظل نشاطه مستترا , لكن الانتفاضة فضحته , ولسوف يعمل جاهدا على اغتيال الانتفاضة , ثم اغتيال الشعب الفلسطيني_ إذا لم يتم تهجيره_ وبالتالي اغتيال الوطن الفلسطيني . ومن يدري ماذا بعد ذلك ؟؟!!.
وبعد موت عرفات , أو اغتياله لدفن أسراره م عه , أو نفيه لإنهاء دوره , ستقيم له إسرائيل نصبا أهم وأكبر من النصب الذي أقامته لكوهين .
التعديل الأخير تم بواسطة samox ; 15 - 07 - 2009 الساعة 08:16 PM