تداولات ضيقة لليوم الثاني تم تسجيلها بتداولات العملات يوم امس الثلاثاء في الوقت الذي ارتفع اليورو بشكل محدود نتيجة ارتفاع بيانات الثقة الأوروبية لأعلى مستوياتها منذ حوالي أربعة أعوام تداولات ضيقة نتيجة انتظار الاسواق للحدث الابرز والاهم والذي حيث تترقب الأسواق قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بالإعلان عن السياسات النقدية والتغيرات المتوقعه عليها للمرحلة القادمة .
فقد سجلت بيانات الثقة الاوربية امس ارتفاعا كبيرا في كلا من ألمانيا ومنطقة اليورو وسجل المؤشر أعلى مستويات عام 2009، وهذا ما يدعم إشارات التحسن الاقتصادي للاقتصاد الالماني بشكل خاص او اقتصاد منطقة اليورو بالعموم ، فالظاهر من البيانات الاوربية المتتالية بان القارة العجوز قد بدأت فعليا تتعافى من الركود الاقتصادي الذي غرفت فيه لثلاثة سنوات متعاقبة ،التطورات الاقتصادية الاوربية وهل هي حالة دائمة ؟! سيكون لنا وقفة قريبا معها لتوضيح بغض النقاط حولها بعد الانتهاء من الحدث الابرز وتوابعه حول الفدرالي الامريكي .
بتداولات اليوم نكون قد وصلنا للحدث الابرز الحدث المرتقب منذ شهور ،الحدث الذي استطاع حبس انفاس الاسواق خلال اليومين السابقين بانتظاره
ننتظر اليوم قرار اللجنة الفدرالية للمركزي الامريكي واللقاء المرتقب من رئيسة برنانكي .
التوقعات ترجح أن تقوم اللجنة بتثبيت أسعار الفائدة عند المستويات الحالية ما بين 0.00%-0.25%، بدون اي تغير وان التغير سيكون بتقليص وخفض البرامج التحفيزية (برنامج التيسير الكمي )بمبلغ 10 مليار دولار شهرياً حسب النسبة الاكبر للتوقعات ، او 15 مليار دولار شهريا حسب توقعات اخرة ،إضافة إلى ذلك ننتظر ان يعلن الفدرالي توقعاته المعدلة للنمو و التضخم و البطالة للأعوام الثلاث المقبلة .
مصطلحات لا بد من توضيحها لأهميتها بتداولات اليوم
التسهيل الكمي (بالإنجليزية: Quantitative Easing أو QE) هو سياسة نقدية غير تقليدية [1] تستخدمها البنوك المركزية لتنشيط الاقتصاد القومي عندما تصبح السياسة النقدية التقليدية غير فعالة. حيث يشتري البنك المركزي الأصول المالية لزيادة كمية الأموال المحددة مقدما في الاقتصاد. وتتميز هذه عن السياسة المعتادة أكثر لشراء أو بيع الأصول المالية بالحفاظ على معدلات الفائدة في السوق عند قيمة الهدف المحدد.
والمصطلح المعاكس للتسهيل الكمي هو Deflation الانكماش النقدي
الانكماش النقدي هو عملية ارادية تقوم على اتخاذ سلسلة من الاجراءات لمكافحة ( التضخم ) وارتفاع الاسعار .
وفي هذه الاجراءات تقليص نفقات الدولة مع ابقاء الضرائب عند مستواها السابق , او حتى زيادتها . وبذلك يتكون فائض لدى خزينة الدولة .
وتعمد الدولة الى تجميد هذا الفائض او الى استعماله لسداد الدين العمومي , اي ديون الدولة لدى المصارف او الافراد .
ومن الوسائل التي توًدي الى ( الانكماش النقدي ) التضييق على التسليف ويتم ذلك عبر رفع سعر الفائدة ورفع ( سعر الخصم ) , فلا يتشجع الافراد على الاقتراض طالما انهم سيضطرون لاحقا الى سداد الدين مع ما يترتب عليه من فوائد مرتفعة , كما لا يتشجعون على خصم ما لديه من سندات وأوراق تجارية طالما انهم سيقبضون ما دون قيمتها بكثير نظرا لان سعر الخصم مرتفع .
هذا ولا يخفى على احد بان ارقام المديونية الامريكية قد وصلت مستويات فلكية فقد تجاوز الدين العام في الولايات المتحدة بنهاية آب (أغسطس) الماضي حاجز الـ 16 تريليون دولار وفقا لما أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية.
تكمن اهمية الحدث المرتقب(وخفض البرامج التحفيزية (برنامج التيسير الكمي )بتداولات اليوم بأنه يعتبر الخطوة الاولى لرحلة طويلة تقوم على الانتقال التدريجي من مرحلة التسهيلات النقدية وصولا الى المرحلة التي ستستطيع خلالها الولايات المتحدة الامريكية للبدء بسداد ديونها الفلكية ,وهو ما يعني ادخال الاقتصاد التدريجي والمرحلي بمرحلة الانكماش النقدي وما يتطلبه ذلك من انهاء برامج التيسير , ثم رفع اسعار الفائدة ,وما يرافق ذلك من تقليص نفقات الدولة ورفع الضرائب او بالادق اعادة الضرائب لمستوياتها السابقة قبل الازمة المالية عام 2007 على الاقل .وهذا هو واقع الحال او الطريق الاقتصادي الذي تسير علية الولايات المتحدة الامريكية ,وتحاول الوصول الى مستويات تضخم مثالية قرب 2% ومعدلات بطالة ثابته وملائمة تحت 6.5%للسير في طريق سداد ديونها على المدى الطويل .
مهمة برنانكي الصعبة بتداولات اليوم ان تم التخفيض لبرنامج التيسير الكمي ، ان يقنع الاسواق بان أن عمليات التخفيف لا تعني "الانكماش ألنقدي و أنه من غير المحتمل أن تتغير أسعار فائدة المدى القصير كسعر الفائدة التوجيهي للاحتياط الفدرالي أو الليبور بشكل كبير قبل العام 2015. وان يؤكد بان السياسة المالية العامة سوف تبقى متلائمة وأن معدلات الفائدة ستبقى عند مستوياتٍ منخفضة.
الدولار الامريكي , تعتمد تحركات الدولار للمدى اليومي القريب على عاملين رئيسين مقدار التخفيض ,كلما كان اكبر من 10 مليار دولار يفترض ان يكون لصالح الدولار ,والاهم على قدرة برنانكي بإقناع الاسواق بان هذه الخطوة مجرد اختبار لقدرة الاقتصاد الامريكي على النمو مع الاستغناء التدريجي عن برنامج التيسير الكمي , ولاننا في بداية الطريق قد يكون الحل بان يوضح برنانكي بان اعادت المبلغ الى 85 مليار دولار شهريا هو ماسيكون ان سجلت نتائج غير مستحبة نتيجة قرارات اليوم .