تفسير قوله تعالى
فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
كما ذكرت سابقا ان عيسى لا يتكلم في حضن امه بل كما جاء في القران الكريم يكلم الناس في المهد اي الفراش
او السرير ولهذا اشارة اليه الى المكان الذي وضعته فيه حتى يتكلم
ولمره واحده فقط مع الناس وليس مع امه كما جاء في تفسير الرواة الذي فيه الاختلاف الكبير
في هذه الايه ان المتكلم عيسى مع امه
ومعنىتحتها و تحتك في هذه الاية وجود ضميرين في المخاطب فيهما هم جبريل وعيسى
مثلما نقول جنات تجري من تحتها الانهار المخاطب تحتها هنا اي الجنة ولكن لما نقول جنات تجري من تحتهم
الانهار هنا المقصود بضمير المخاطب تحتهم هم المؤمنون
وفي اللغة معنى سريا ما يذهب الهم والحزن ورهن الاشارة
وهذا الحال مالوف لدينا عندما يتهم الناس شخصا بالسرقه وليس عنده دليل الا شاهد
واحد شهد الواقعه ويعرف انه برىء وليس مذنب فيطلق الرجل اشارته
بيده تلقاء الشاهد باشارة بيده ويسكت ولا يتكلم ويدع الشاهد ان يسرد الحقيقه
امام الناس لتبرئته هذا معنى رهن الاشاره
اما من قال ان سريا هو النهر فلا ينفع مريم النهر بشىءلتبرئة ساحتها مما
يقال فيها فيكون تفسير معنى الايه قد جعل ربك تحتك سريا فناداها
من تحتها (جبريل) الا تحزني قد جعل ربك تحتك اي (عيسى ) سريا رهن اشارتك وتحت
امرك وما يذهب همك ليتكلم امام قومك ردا على مخافتها بقولها
يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ﴿ 23 ﴾
فسريا بمعنى ما يذهب همها وحزنها وتكلم وليدها رهن باشارة منها
هذا هو التفسير اللغوي للايه بلسان عربي مبين سنة رسولنا الخاتم عليه افضل الصلاة
والسلام فلما وصلت الى حال لتبرىء نفسها من الذي قيل فيها
من قبل قومها اشارة اليه لتترك الرد لعيسى للاجابة على قومها بعد الاشارة
حيث قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا فكانت اجابة عيسى لهم
بتبرئتها مما نسب اليها من كلام لا يليق بمكانتها
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
هكذا يكون التفسير اللغوي للاية دقيق وكل كلمة فيها تعطي مدلول
على الاحداث التي حصلت في حينها
ومعلومه بخصوص المهد
في بشارة الملائكه لمريم بخصوص عيسى
بقوله تعالى
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ
هنا عرفت مريم ان ابنها سوف يكلم الناس في المهد اي الفراش
لكن مريم لا تعلم بالتحديد عن وليدها متى واين يتكلم
وعن طريق جبريل بعدها علمت متى واين سوف يتكلم عيسى
وكما بينته اعلاه في الايه بقوله
فنادها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا
ولهذا لما اشارة اليه جاء تاكيد كلامهم ان عيسى في المهد
بقوله تعالى كيف نكلم من كان في (المهد) صبيا= وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ (فكان الرد من بعدها)
هذه هي الايات التي احكمها الله سبحانه ولا تدع لاحد ان يفسر على هواه
بفهم القران الكريم لغويا
والحمد لله رب العالمين