تسارع اليورو صعودًا على خلفية توقعات معدّلات فائدة البنك المركزي الأوروبي، ولكن هل هي وفيرة فرص انعكاسه؟
أنهى اليورو الأسبوع على ارتفاع حادّ مقابل نظرائه الرئيسيين، متلقّيًا الدعم من التحسّن الملحوظ لتوقعات معدّلات الفائدة الأوروبية وضعف الدولار الأميركي على نطاق واسع.
الآفاق الأساسية لليورو: محايدة ارتفاع اليورو بشكل حاد على خلفية إعلان البنك المركزي الأوروبي لمعدّلات الفائدة هبوط زوج اليورو/دولار الى ما دون مستوى 1.3740 يشير الى نشوء انعكاس ملحوظ من المرجّح أن يؤثر أسبوع حافل بالأحداث الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر على اتّجاه زوج اليورو/دولار
أنهى اليورو الأسبوع على ارتفاع حادّ مقابل نظرائه الرئيسيين، متلقّيًا الدعم من التحسّن الملحوظ لتوقعات معدّلات الفائدة الأوروبية وضعف الدولار الأميركي على نطاق واسع. فاجأ رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه الأسواق عندما كشف النقاب عن إمكانية رفع معدّلات الفائدة خلال الإجتماع المقبل. في هذا الإطار، أظهر مؤشر مقايضات اللّيلة الواحدة بأنّ التّجار يقدّرون بنسبة 100% زيادة المعدّلات بمقدار 25 نقطة أساسية، إذ صرّح السيّد تريشيه بأنّ البنك المركزي لا يزال "متيقظًا للغاية" أزاء ضغوطات الأسعار- وهي عبارة تهدف الى تحذير الأسواق من اقتراب موعد الزيادة في خضمّ دورة التشديد التي يعتمدها المصرف مؤخّرًا. كما ساهم الزخم الصعودي بإبقاء زوج اليورو/دولار على أهبّة الإستعداد لتوسيع دائرة مكاسبه، بيد أنّ الفشل في التماسك عند مستوى 1.40 ينذر بمواجهة الزوج صراعًا عسيرًا خلال أسبوع حافل بالأحداث الاقتصادية العالمية التي تتّسم بقدر كبير من المخاطر.
تتوقّع الأسواق في الوقت الراهن أن يعمد البنك المركزي الأوروبي الى رفع المعدّلات بمقدار 125 نقطة أساسية بشكل تدريجي خلال الأشهر المقبلة- وهي التقديرات الأعلى في خمسة أعوام على الأقلّ. تؤدّي مثل هذه النسبة المرتفعة الى تسليط الأضواء على البيانات الاقتصادية الأوروبية المرتقبة ومن المرجّح أن تدفع مفكّرة اقتصادية ألمانية محفوفة بالتقاريرأزواج اليورو الى اختبار موجة من التذبذبات. ستتضمّن هذه البيانات طلبات المصانع والإنتاج الصناعي والحساب الجاري وتضخّم مؤشر أسعار الجملة وتضخم مؤشر أسعار المستهلك. لم تساهم أيّ من هذه المؤشرات سابقًا في اختبار اليورو تذبذبات حادّة، بيد أنّه لا يمكن استبعاد بروز ردود فعل في حال حدوث مفاجآت كبرى.
يضفي التحوّل غير المتوقّع لموقف البنك المركزي الأوروبي محفزًا جديدًا على تداولات اليورو، وسيكون من الضروري رصد التصريحات الرسمية من الآن فصاعدًا. بات البنك المركزي الأوروبي واحدًا من المصارف المركزية القليلة التي يرجّح أن تزيد تكاليف الاقتراض بإستمرار خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة- عامل سيوفر له الدعم مقابل نظرائه ذات معدّلات الفائدة الأكثر تدنّيًا. مع ذلك، من الصعب التوفيق بين آثار توقعات معدّلات الفائدة والمخاطر الحقيقية لنشوء أزمة مالية أخرى في منطقة اليورو. لقد أفاد الحاكم تريشيه بكلّ وضوح أن البنك المركزي هو مسؤول عن التضخّم المتفشي في الإتّحاد النقدي الأوروبي وينبغي عليه مواجهة ارتفاع ضغوطات الأسعار. علاوة على ذلك، بالكاد ستساعد زيادة معدّلات الفائدة على تحسين وضع سوق العقارات الأسبانية أو الحكومات المركزية التي تعاني من الإرتفاع المفرط لتكاليف الإقتراض. في هذا الإطار، يهيمن الغموض على طريقة موازنة نوعي المخاطر الذي يهدّد العملة الأوروبية، ومن الضروري التيقّظ حيال الإتّجاهات الأساسية ذات المعالم غير الواضحة.
أظهرت البيانات الأخيرة للجنة التّجار التابعة لهيئة تداول عقود السلع الآجلة أنّ المستثمرين غير التجاريين هم أكثر من يعمد الى دخول مواقع شراء زوج اليورو/دولار اعتبارًا من شهر يناير من العام 2008. وكما أوردنا في مرّات عدّة، من الصعب للغاية رسم حدود الإتّجاه الى حين تبلور الحدث. كما تنذر مثل هذه المواقع الأحادية الجانب بأنّ "القارب" بات مقتظًا وبأنّ أي تحوّل نحو بيع اليورو سيؤدّي الى بروز تحرّكات تصحيحية حادّة. بالإضافة الى ذلك، أظهرت البيانات الصادرة عن لجنة التجار أنّ المضاربين الكبار يواصلون دخول مواقع بيع الدولار الأميركي بشكل كثيف.
لم يكن تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي كافيًا لدفع الأخضر على الإرتداد. مع ذلك، أكّد التقرير على آفاق الاقتصاد الأميركي المشرقة. هل يمكن أن تشير التغييرات التي أدخلها البنك المركزي الأوروبي على موقفه الى اقتراب زوج اليورو/دولار من اختبار تصحيح حادّ؟ سنرصد أي تطوّرات مماثلة ونراقب عن كثب مسار أزواج اليورو خلال أسبوع التداول المقبل.
Daily FX