رد: الاخبار والتقارير الاقتصاديه الهامه ليوم الثلاثاء 22-12-2009
بعد العاصفة الاقتصادية ... اسيا تواجه مخاطر سياسية في 2010
سنغافورة (رويترز) - كوفيء المستثمرون الذين لم يتزعزع ايمانهم باسيا بينما العالم على شفا انهيار مالي قبل عام مضى بسخاء فقد تجاوزت اسواق المنطقة العاصفة بشكل مبهر وحققت مكاسب مذهلة.
وتبدو التوقعات الاقتصادية لعام 2010 أكثر اشراقا. ولكن مع مراهنة الاسواق على عودة الامور لطبيعتها على نحو سلس فان خطر تصحيح مفاجيء يحلق فوق اسيا مالم تستطع المنطقة ان تتجاوز بعض أصعب المخاطر السياسية.
واهم قضيتين تواجهان الاقتصاد العالمي في العام المقبل قضيتان سياسيتان وهما العلاقات المحورية بين الولايات المتحدة والصين وتوقيت تنسيق وانهاء اجراءات التحفيز الاقتصادي التي حالت دون وقوع كارثة. كما أن على المستثمرين في اسيا أن يكونوا حذرين من الصدمات السياسية التي يمكن ان تغير مستوى الخطر في المنطقة رأسا على عقب.
فالمشاكل في كوريا الشمالية حيث ثمة شكوك مستمرة بشأن صحة الزعيم كيم جونج ايل وحيث يتدهور الاقتصاد قد تؤدي الى عدم استقرار كبير في المنطقة كما يتنامى خطر مواجهة بين الهند وباكستان ربما بسبب عمل وحشي آخر للمتشددين في الهند.
وقال مايكل دنيسون مدير ابحاث في المؤسسة الاستشارية كونترول ريسكس ومقرها لندن "تتجمع مجموعة من المخاطر السياسية والامنية وخاصة بالتشغيل في اسيا. اضحت اسباب الكساد العالمي مفهومة كليا الان وعلى النقيض من ذلك فان أبعاد الانتعاش أبعد ما تكون عن الوضوح."
والولايات المتحدة والصين اهم دولتين بالفعل من حيث المكانة السياسة. وفي عام 2010 من المتوقع ان تتقدم الصين على اليابان لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم. والعلاقة بين الصين والولايات المتحدة مهمة لتشكيل مصيرنا ليس في العام اوالعقد المقبل ولكن على مدار القرن الحادي والعشرين.
ومثل كل العلاقات فانها ليست سهلة.
وسيتزايد الضغط على الصين في عام 2010 أكثر من اي وقت مضى للسماح بارتفاع قيمة اليوان مع تبدد سحب العاصفة الاقتصادية.
الا ان الصين لن ترغب في تعريض النمو الاقتصادي للخطر بالسماح بارتفاع سريع لقيمة عملتها ولا ترحب بان تملي عليها واشنطن او اي دولة اخرى ما تفعله. وفي الولايات المتحدة ينظر لقيمة اليوان المنخفضة كسياسة حمائية تهدد الانتعاش في الولايات المتحدة
واضف لهذا المزيج المتفجر التهديد المستمر بفرض قيود على الواردات مثل الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على الاطارات الصينية في سبتمبر ايلول لتثور حرب تجارية بين البلدين.
يضاف الى ذلك خطر تفجر مواجهة سياسية بسبب مساندة بكين لانظمة تجدها واشنطن غير مقبولة من بيونجيانج الى يانجون وطهران والخرطوم.
ويقول معظم المحللين ان واشنطن وبكين يدركان هذه المخاطر وسيتراجعان من حافة اي مواجهة قبل ان يهدد اي خلاف الاقتصاد العالمي ولكن ينبعي على البلدين ان يتوصلا لوسيلة للتواصل بشكل مريح كشركاء. فخطر حدوث سوء فهم او فتور مفاجيء في العلاقات حقيقي.
والخطر السياسي الرئيسي الثاني في اسيا بل والعالم هو التعامل مع تبعات اجراءات التحفيز التي ساهمت في انقاذ الاقتصاد العالمي خلال العامين الماضيين.
فاذا انهت الحكومات اجراءات التحفيز قبل الاوان قد تضر بالنمو. ولكن بقاء سياسة متساهلة للغاية لفترة طويلة لا يثير خطر التضخم فحسب وانما ارتفاعا مبالغا فيه في أسعار الاصول قد يؤدي لحدوث كارثة. وفي ضوء اهمية الصين لحدوث الانتعاش العالمي تثير مؤشرات ارتفاع مبالغ فيه في أسعار العقارات والاسهم قلقا بشكل خاص.
وينشأ الخطر الآخر الذي يحدق بالمستثمرين في حالة محاولة دول الحيلولة دون ارتفاع مبالغ فيه للاسعار وتشديد القيود على رأس المال للحد من تدفقات "اموال المضاربة".
ويقول محللون انها قد تكون قضية رئيسية في الهند واندونيسيا في عام 2010.
وقد تثور خلافات داخل الدول بين حكومات تركز على حماية النمو وبنوك مركزية تخشى التضخم وارتفاعا مبالغا فيه للاسعار. وربما يقود ذلك لقرارات سيئة ويجعل من الصعب التنبؤ بالسياسات. واضحى الخلاف حول السياسة قضية بالفعل في اليابان وربما تنشأ الخلافات المقبلة في الهند وكوريا الجنوبية.
ومثلما يمكن ان يحدث في اي عام يمكن ان تحيد افضل الخطط عن مسارها بسبب صدمات غير متوقعة. وليس لدينا ادنى فكرة عن بعض الصواعق المفاجئة التي يمكن ان تضر باسيا في العام المقبل ..اي المفاجات التي يطلق عليها نسيم نيكولاس طالب وهو مؤلف ومدير صندوق "البجع الاسود" أو كما يصفها وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد "المجهول غير المعروف
ولكن هناك امورا كثيرة مجهولة ولكن معروفة تثير القلق.
فالاضطرابات الاجتماعية نتيجة المصاعب الاقتصادية من المخاوف الرئيسية التي لم تتحقق في 2009 ولكن قد يتغير الامر في 2010.
ويقول دنيسون "سيمثل النمو الهيكلي للبطالة خطرا رئيسيا سياسيا وامنيا وكليا حتي في دول مثل الصين حيث استمر معدل نمو قوي نسبيا."
وكان الفوز الحاسم لحزب المؤتمر في الانتخابات في الهند 2009 بمثابة خبر جيد للاسواق التي قد تشعر بالتهديد اذا تسبب متشددون في باكستان في اثارة مواجهة اخرى. ويقلق المستثمرون بالفعل ان الاصلاحات في الهند ابطأ من المتوقع. واخر ما يريدونه خطر نشوب حرب.
واخيرا فان زعيمين اسيويين في حالة صحية سيئة ولم يعرف بعد من سيخلفهما أو كيف ستكون الاحوال بعدهما.
ويرقد ملك تايلاند بوميبون ادولياديج في المستشفى منذ سبتمبر في تعقيد جديد للازمة السياسية المستمرة في البلاد.
ويتوقع محللون ان تتفاقم حالة عدم الاستقرار بعد انقضاء عهده لتواجه اسواق في تايلاند صعوبات ولكن معظمهم يقول ان لا يوجد تهديد يذكر من امتداد التاثير لاسواق اخرى.
وعلى العكس فان الهزة التي قد تسببها وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل ستمتد لكوريا الجنوبية واليابان ودول اخرى.
ويقول العديد من المحللين ان وفاة كيم ستكون بداية انهيار النظام في بيونجيانج مما يحتمل ان يقود لحرب اهلية طويلة في كوريا الشمالية وتحركات عدائية ضد الجنوب أو اعادة توحيد مفاجيء لشبه الجزيرة الكورية. وفي جميع الحالات فان رد الفعل المحتمل من السوق سيكون واحدا .. حالة من الفزع