عاد الاقتصاد الأمريكي إلى المسار الصحيح، حيث أظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة أن مشتريات التجزئة الاستهلاكية ارتفعت في الشهر الماضي، وإن كان أقل من المتوقع، بعد مكاسب مارس التي جاءت عقب الانخفاض في الشهر السابق، مما يشير إلى أن التباطؤ الذي حدث أوائل عام 2017 كان عابراً.
واستقر مؤشر أسعار المستهلك في أبريل بعد أول انخفاض في السنة، على الرغم من أن المقياس باستثناء الغذاء والطاقة سجل أدنى زيادة على أساس سنوي منذ أكتوبر 2015.
ويخفف الارتفاع في مبيعات التجزئة من القلق الذي حدث في وقت سابق من العام حول فقدان الزخم في إنفاق الأسر المعيشية، وهو الجزء الأكبر في الاقتصاد الأمريكي.
وتشير البيانات مجتمعة إلى التقدم الذي يتماشى مع وجهة نظر مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن الاقتصاد والتضخم قبل اجتماع صانعي السياسات في منتصف يونيو، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يواصلوا خطتهم التدريجية للزيادات في أسعار الفائدة مع زيادة بمقدار ربع نقطة. وقد يشعر بنك الاحتياطي الفدرالي بضغط أقل، ولكن تخطي وتيرة التضخم الأساسي لا تزال ضعيفة.
وقال كبير الاقتصاديين في “بي إم أو كابيتال ماركيتس”، “سال غواتيري”: إنها صورة عامة لائقة تماما للاقتصاد الأمريكي، وإن الإنفاق الاستهلاكي آخذ في الارتداد، وإن لم يكن بقدر ما كنا نتوقع. وعلى جبهة التضخم، ليس هناك الكثير من الضغوط، ويبدو أن التضخم ينجذب نحو هدف بنك الاحتياطي الفدرالي.
وأظهر تقرير منفصل أن مؤشر ثقة المستهلك الصادر من جامعة “ميشيغان” ارتفع إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر في مايو، وضمن ذلك، ارتفع شراء السلع المعمرة المنزلية الكبيرة إلى أعلى مستوى منذ عام 2005، مما يعزز الثقة بأن الأمريكيين ما زالوا متفائلين بشأن الإنفاق.
وقال الخبير الاقتصادي في معهد “ANG”،”جيمس سميث” في مذكرة أوردتها “بلومبرج”: من غير المرجح أن ترتفع البيانات في الولايات المتحدة دون التوقعات.
وشملت تفاصيل تقرير مبيعات التجزئة بعض المؤشرات المشجعة على أن سوق العمل الصلب يدعم الطلب على السلع الاستهلاكية، وأن عمليات استرداد الضرائب التي تأخرت في أوائل عام 2017 بدأت في طريقها إلى محافظ الأمريكيين، وستقدم دعما إضافيا في الأشهر المقبلة.
وارتفعت المبيعات السيارات والأجهزة الإلكترونية، في حين سجلت متاجر التجزئة على الانترنت والمطاعم ومخازن السلع الرياضية ومنافذ مواد البناء مكاسباً.
وعلى صعيد التضخم، كانت الأخبار الصادرة عن وزارة العمل أكثر اختلاطاً، حيث ارتفعت الأسعار بالنسبة للسكن والطاقة والتبغ والغذاء، في حين انخفضت التكاليف بالنسبة للسيارات الجديدة والمستعملة، وخدمات الهاتف المحمول، والملابس والترفيه.
وانخفضت تکالیف الرعایة الطبیة بنسبة 0.2% وھي الأکثر منذ مایو 2013، وقفزت أسعار التبغ بنسبة 4.2% مسجلةً أكبر ارتفاع خلال ثماني سنوات، مما يعكس بشكل كبير زيادة دولارين لكل علبة، وذلك بعد ضرائب ولاية كاليفورنيا على السجائر التي دخلت حيز التنفيذ في 1 أبريل.
وباستثناء تأثير ضريبة التبغ، من المتوقع أن يكون مؤشر أسعار المستهلك الإجمالي قد ارتفع بنسبة 0.1% في أبريل بدلا من 0.2% وفقا لما ذكره الخبير الاقتصادي بوزارة العمل “ستيف ريد”.
بدوره قال الخبير الاقتصادي في مورغان ستانلي، “تيد ويسمان”، في مذكرة، إن نتائج مبيعات التجزئة الإيجابية تؤكد انتعاشا قويا في نمو الربع الثاني، ومن المحتمل أن يدعم معدل البطالة المنخفض فكرة رفع سعر الفائدة في يونيو.
في الوقت نفسه، قال ويسمان بحسب “بلومبرج”: إن التضخم الأساسي ربما يحتاج إلى العودة إلى المسار الصحيح في الأشهر المقبلة لدعم مزيد طريق أسعار الفائدة أو الميزانية العمومية في اجتماعات مجلس الاحتياطي الاتحادي.
الاقتصاد الأمريكي يعود الى المسار الصحيح
المواضيع المتشابهه 
1Likes
