تصريحات غريبة ومثيرة أدلى بها عدد من المسؤولين الأمريكيين خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، تسبب في إثارة ضجة كبيرة، وحدوث بلبلة وقلق في الأسواق العالمية، وأصبح العالم كله في حالة ترقب وانتظار لما سيحدث خلال الأيام المقبلة.
من أبرز هذه التصريحات، ما جاء على لسان "ستيفن منوشين" وزير الخزانة الأمريكي، الذي علق على ضعف الدولار في الأسواق، بأنه أمر جيد بالنسبة للتجارة الأمريكية، فقيمة العملة قصيرة الأمد لا يشكل أي قلق لأمريكا، لأن السوق متقلب.
كما أكد أن تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية يأتي في مصلحة الاقتصاد الأمريكي، جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بفرض رسوم جمركية على واردات الغسالات والألواح الشمسية.
كما قال " ويلبور روس"وزير التجارة الأميركي، إن الحرب التجارية موجودة دائمًا، وأن أمريكا قد وصلت بالفعل إلى هذه الحرب،مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها اقتصاد قوي، وأن الدولار حتى وإن ضعف على المدى القصير، فإنه سيعود أقوى.
كل هذه التصريحات أثارت جدل وقلق بالأسواق العالمية، حيث بدأ الجميع يشعر أن أمريكا تريد تسليح الدولار لخوض حرب تجارية، وبالفعل بدأ الكثير من المستثمرين في اللجوء إلى الملاذات الآمنة، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار الذهب واستمرار تراجع العملة الخضراء.
كان اليورو قد ارتفع نحو 10% العام الماضي، هذا الارتفاع سيؤثر بالطبع على الأحوال الاقتصادية بشكل عام والتجارية بشكل خاص، وغيرها من النتائج الاقتصادية السلبية التي يسعى "ماريو دراجي" رئيس البنك المركزي الأوروبي تفاديها.
كما أن ارتفاع اليورو، يضع المزيد من الضغوط الهبوطية على التضخم، الذي يسعى البنك المركزي الأوروبي للوصول به إلى 2% ارتفاعًا من مستواه المسجل نهاية العام الماضي عند 1.4%، فمع انتعاش اقتصاد منطقة اليورو وإنخفاض الدولار، يواجه "دراجي" معضلة كبيرة في الوقت الحالي، فهو يواجه نقاشات صعبة حول متى ينتهي التيسير الكمي في ظل هذه الظروف.
ومن جانبها حذرت "كريستين لاجارد" رئيسة صندوق النقد الدولي من تسليح الدولار، مؤكدة أن الوقت الراهن لا يتحمل نشوب أي حرب تجارية.
في منتصف التسعينيات، تحدث وزير الخزانة الأمريكي "روبرت روبين" عن الدولار القوي، وتأثيره على الاقتصاد العالمي، ومنذ ذلك الحين، ظهرت كلمة "الدولار القوي" وأصبحت كلمة أساسية في خطابات وزراء المالية الأمريكيين.
ففي عام 2001، قال "بول أونيل" وزير الخزانة "عندما نستعد لتغيير السياسات الخاصة بالدولار، سوف نستأجر استاد "يانكي" ونحضر فرقة عزف موسيقي حتى يعرف الجميع أننا نفعل ذلك"، وفي عام 2008، صرح "أونيل" بعد أن رحل عن منصبه، قائلًا:" عندما كنت وزيرًا للخزانة، لم يكن المفترض أن أقول أي شيء سوى أن "الدولار قوي" رغم أني أكدت وأؤكد الآن أن هذه الفكرة خاطئة".
ترجمات
محاولات أمريكية لـ "تسليح الدولار" وخوض حرب تجارية
المواضيع المتشابهه 
2Likes