موضوع جميل (منقول )
صيف مرهق للاسواق بما تضمنه من سجالات وتحديات وعقوبات وانتقامات، ولا يزال . ان هذا المزيج من العوامل المقلقة تحبط المستمثر وتجعله يؤثِر البحث عن الملاذات الىمنة مبتعدا عن المخاطر التي غابت عن البال هذا الصيف .. وان كانت بوادر عودتها أمكن تلمسها مؤخرا.
من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وحتى أقرب المقربين لها. الازمة الايطالية التي نتجت عن الانتخابات ولا تزال تمثل خطرا لا يُعلم موعد انفجاره غير المستبعد. الأزمة التركية والمخاطر التي تمثلها على اقتصاديات البلدان الناشئة. الازمة الايرانية والخليجية عامة والافق الخطرة التي قد تنزلق اليها..!
من الطبيعي الاستنتاج في ظل كل هذه العوقات ان عودة المستمرين الى السوق بحرية وحماس مستبعدة في المدى المنظور.
سوق الاسهم الاميركي ظل غير مبال بكل هذه العوائق فسجلت بعض مؤشراته مستوى قياسي الاسبوع الماضي. مؤشر ” اس اند بي 500 ” فوق ال 3455 نقطة متجاوزا الذروة التي تحققت في يناير الماضي. عشر سنوات ممتالية يمر فيها السوق الاميركي من قمة الى اخرى. انها ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ.
الوضع الصحي ل ” وول ستريت ” يرجع بالطبع الى نمو اقتصادي مطمئن ( معدل سنوي بلغ ال 4.1% في الربع الثاني من العام). يرجع ايضا الى ارباح الشركات التي لم تتوقف في ارتفاعها فصل وراء الاخر ( (+ 24.7٪ على السنة للأرباح في النتيجة الأخيرة ، + 9.4 ٪ لدوران المبيعات).
والأغرب من ذلك ، أن وول ستريت لا يبدو مباليا بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، ولا بسبب المخاوف بشأن استمرارية رئاسة ترامب واحتمالات عزله ، بعد تطورات الاسبوع الماضي.. مؤشر ” اس اند بي 500 سجل ارتفاعا بنسبة 7% منذ بداية العام ، بينما سجب مؤشر ستوكس 600 الاوروبي نسبة 1.5% فقط.
حديث رئيس الفدرالي الاميركي ” جيروم باول” يوم الجمعة شجع أكثر فأكثر على الاستثمار في السوق الاميركي. الفائدة سترتفع بتدرج كما كان متوقعا، وليس اكثر من خطوتين اضافيتين لهذا العام. السوق بات مدركا ومستوعبا للحدث وايضا متقبلا له. الاقتصاد بشهادة “باول” لا مخاطر تحدق به بالرغم من كل التحديات.
السؤال المطروح الان: هل تستمر هذه الدورة على ما هي عليه؟
بالطبع بات من الخطر الرهان على ذلك. لا استبعاد للعودة الى التنبه الى كون الوضع الاقتصادي الاوروبي ليس بالسوء الذي يتعامل السوق فيه معه. عودة المستمرين الى هذا السوق محتملة وسرقة الداكس الالماني الاضواء من جديد لا يجب استبعادها كليا من المشهد القادم.
وماذا على صعيد مواعيد هذا الاسبوع؟
في الولايات المتحدة ، ستراقب الأسواق الاربعاء التقديرات الثانية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. الإحصاءات الشهرية لدخل الأسرة والإنفاق ، في اليوم التالي ، ومؤشر النشاطات في شيكاغو وميتشيغان الجمعة.
في أوروبا ، صدرت ارقام مؤشر Ifo لأغسطس اليوم الاثنين على نتيجة مفاجئة ايجابا على 103 نقطة. أول أرقام التضخم في ألمانيا تصدر الخميس وفي منطقة اليورو ككل الجمعة.
نقطة الضعف تبقى الصين.
يبدو الوضع في الاقتصاد الثاني على المستوى العالمي أكثر صعوبة. السبب الرئيسي يكمن في التوترات التجارية وتراجع اليوان. إن عدم إحراز تقدم في المفاوضات بين بكين وواشنطن يترك التهديد بزيادة الضرائب الأمريكية إلى 200 مليار دولار على المنتجات الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة قائما ، ولا نهمل او ننسى ان الرد الصيني قادم و حجم كبير ايضا.
هنا يكمن الخطر ومن هنا ينبثق القلق. هل ان الضغوط على الصين ستنتقل إلى الأسواق العالمية كما كان الحال في 2015-2016؟
حتى الان لا يمكن الجزم جوابا على السؤال. وان حدث ذلك فهي ستكون واحدة من أكثر القضايا أهمية للمستثمرين العالميين في الأشهر المقبلة.
ونقطة ضعف أخرى نراها في التطورات في ايطاليا، فماذا عن الوضع هناك؟
انه الخطر الأكثر وضوحا. هو يطل برأسه من ايطاليا. إن الشكوك المتعلقة بصوابية وسلامة سياسة الحكومة الجديدة هي أحد العوامل الرئيسية المحتملة لعدم الاستقرار المالي، حتى على المدى القصير.
من المفترض ان تُصدر روما في غضون شهر من الان التوقعات الجديدة للاقتصاد الكلي، التي ستبنى على اساسها ميزانية العام 2019. احتمال أن يتجاوز العجز الحكومي 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المقبلة لا يمكن ان يمر بدون ان يثير المتاعب مع االمفوضية الأوروبية. هل يعني ذلك ان الحكومة الشعبوية ستعيد التهويل بالخروج من اليورو جديّة او ابتزازا؟ هذا مصدر معيق لارتفاعات واثقة لليورو في المدى المنظور.
من جهة اخرى فانه من المقرر أن تصدر وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني قرارها بشأن تصنيف ائتمان ايطاليا السيادي يوم الجمعة المقبل ، في حين قررت وكالة موديز تأجيل قرارها الى أكتوبر ( وهي الاكثر عدائية بين وكالات التصنيف بالنسبة للسندات الاوروبية ) .
هذا القلق يمكن ان نقرأه في تحركات عوائد السندات الحكومية الايطالية لفئة عشر سنوات. هي هبطت هبط 2.5٪ في منتصف يوليو تموز بعد أن بلغت ذروتها في ما يقرب من 3.4٪ في شهر مايو. مؤخرا استعادت عتبة 3٪ في . في الوقت نفسه ، عاد مؤشر أسهم البنوك الإيطالية الايطالية للتراجع وهو الان على مستوى مارس 2017.
واليورو ما مصيره اذا؟