رد: أثرتَ هزبْرَ الشّرَى-ابن زيدون-روائع الشعر
تَشُوبُ وَأمْحَضُ، مُسْتَبْقِياً؛ وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ !
أبنْ لي، ألمْ أضطلِعْ، ناهضاً، بأعباء برّكَ، فيمنْ نهضْ؟
ألَمْ تَنْشَ، مِنْ أدَبي، نَفْحَة ً، حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ؟
ألَمْ تَكُ، مِنْ شِيمَتي، غَادِياً إلى تُرَعٍ، ضَاحَكْتُها فُرَضْ؟
ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ لحالَيْكَ: مِنْ صِحّة ً أوْ مَرَضْ
ولا عادَني، منْ وفاءٍ، سرورٌ؛ وَلا نَالَني، لِجَفَاءٍ، مَضَضْ
يعزّ اعتصارُ الفتى ، وارداً، إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ
عمدْتَ لشعري، ولمْ تتّئبْ، تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ، بِالعَرَضْ
أضَاقَتْ أسالِيبُ هَذا القَرِيضِ؟ أمْ قَدْ عَفَا رَسْمُهُ فَانْقَرَضْ؟
لعمرِي، لفوّقْتَ سهمَ النّضالِ وَأرسَلْتَهُ، لَوْ أصَبْتَ الغَرَضْ
وَشَمّرْتَ للخَوْضِ في لُجّة ٍ، هي البحرُ، ساحلُها لمْ يخضْ
وَغَرّكَ، مِنْ عَهْدِ وَلاّدَة ٍ، سَرَابٌ تَرَاءى ، وَبَرْقٌ وَمَضْ
تَظُنّ الوَفَاءَ بِهَا، وَالظُّنُونُ فِيهَا تَقُولُ عَلى مَنْ فَرَضْ:
هيَ الماءُ يأبَى على قابضٍ، وَيَمْنَعُ زُبْدَتَهُ مَنْ مَخَضْ
ونبّئتُها، بعديَ، استحمِدَتْ بسرّي إليكَ لمعنى ً غمضْ
أبَا عامرٍ ! عثرة ً فاستقِلْ، لتبرِمَ، منْ ودّنا، ما انتقضْ
وَلا تَعْتَصِمْ، ضَلّة ً، بالحِجَاجِ؛ وسيِّمْ، فربّ احتجاجٍ دحضْ
وَإلاّ انْتَحَتْكَ جُيُوشُ العِتَابِ، مُنَاجِزَة ً، في قَضِيضٍ وَقَضّ
وأنذرْ خليلَكَ، منْ ماهِرٍ بطبّ الجنونِ، إذا ما عرضْ
كَفِيلٌ بِبَطّ خُرَاجٍ عَسَا؛ جريءٌ على شقّ عرقٍ نبضْ
يُبَادِرُ بالكَيّ، قَبْلَ الضّمادِ، وَيُسْعِطُ بالسّمّ لا بِالحُضَضْ
وأشعرْهُ أنّي انتخبْتُ البديلَ؛ وأعلمهُ أنّي استجدْتُ العوَضْ
فلا مشربي، لقلاهُ، أمرَّ؛ وَلا مَضْجَعي، لِنَوَاهُ، أقَضّ
وإنّ يدَ البينِ مشكورة ٌ لعارٍ أماطَ، ووصمٍ رحضْ
وحسبيَ أنّي أطبْتُ الجنَى لإبّانِهِ، وأبحْتُ النّفضْ
وَيَهْنِيكَ أنّكَ، يا سيَدِي، غَدَوْتَ مُقَارِنَ ذاكَ الرّبَضْ
يتبع