الاقتصاد الأمريكي ينمو بنسبة 5.6% خلال الربع الأخير من العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قطاع المنازل الأمريكي يشير إلى تقلص الأنشطة بعض الشيء، والاقتصاد الأمريكي ينمو بنسبة 5.6% خلال الربع الأخير من العام المنقضي
أشارت البيانات التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع المنقضي إلى أن وتيرة التعافي في الاقتصاد الأمريكي تقلصت نوعا ما، إذ أتى قطاع المنازل الأمريكي ليظهر بأن القطاع يبحث عن الاستقرار من أسوأ أزمة له منذ سبعة عقود، بينما جاءت القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الرابع من العام 2009 مشيرة إلى أن النمو الاقتصادي تم تعديله إلى نسبة 5.6% مقابل 5.9%. مشيرين إلى ان مبيعات المنازل القائمة انخفضت خلال شهر شباط بنسبة 0.6% لتصل إلى معدل سنوي 5.02 مليون وحدة سكنية مقارنة بالقراءة السابقة التي بلت 5.05 مليون وحدة، حيث وبالرغم من أن القراءة جاءت بأفضل من التقديرات إلى أنها أشارت بأن قطاع المنازل يواصل تحقيق للاستقرار، بينما أشارت مبيعات المنازل الجديدة الفكرة نفسها، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 2.2% لتصل إلى 308 ألف وحدة سكنية خلال شهر شباط أيضا. واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل تمكن من الارتداد من أسوأ هبوط له منذ الكساد العظيم، في حين أن الأوضاع الاقتصادية في القطاع لا تزال بعيدة بعض الشيء عن التعافي التام، وذلك على الرغم من الدعم المقدم للقطاع من قبل الحكومة الأمريكية عن طريق برنامج الإعفاء الضريبي الذي تمثل في إعفاء المشترين للمنازل لأول مرة من الرسوم الضريبية، إلا أن ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري إلى جانب معدلات البطالة المرتفعة وأوضاع التشديد الائتماني لا تزال تلقي بظلالها على النشاطات الاقتصادية في القطاع. في حين أن طلبات البضائع المعمرة أتت ببيانات مشجعة نوعا ما حيث ارتفعت الطلبات خلال شهر شباط وسط الاعتقاد بأن مستويات الطلب تمر هي الأخرى بمرحة تعافي تدريجي، إلا أن مستويات الطلب لا تزال ضعيفة، ولذلك ستأخذ مستويات الطلب وقتها إلى حين تحقيق التعافي التام، إلا أن تحسنها الطفيف أعطى نظرة متفائلة للمرحلة القادمة. وانتقالا إلى قطاع العمالة الأمريكي فقد أشار تقرير طلبات الإعانة الأمريكية بأن القطاع يحاول اللحاق بباقي القطاعات الرئيسية نحو التعافي، حيث أن القطاع يسير على خطى التعافي وبالرغم من أن وتيرة سير القطاع لا تزال بطيئة إلا أنها تبقى مؤشر جيد على التحسن، حيث أن أرباب العمل بدأوا بالاعتقاد بأن الأوضاع قد تطورت و تحسنت، مما قد يدفعهم أخيرا إلى التفكير في توظيف أعداد جديدة من الأيدي العاملة، إلا أن هذه المسألة ستأخذ بعضا من الوقت حتى تتحقق. ونشير أيضا إلى أن مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين صدر في قراءته النهائية خلال شهر آذار الحالي لتشير إلى تحسن الثقة نوعا ما ليصل المؤشر إلى 73.6 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 72.5، بينما بقيت توقعات التضخم لعام واحد عند 2.7%، في حين انخفضت توقعات التضخم لخمسة أعوام إلى 2.7% مقابل 2.9%. وبالإضافة إلى ذلك فقد صدر عن وزراة التجارة الأمريكية تقرير الناتج المحلي الإجمالي في قراءته الثالثة و النهائية عن الربع الرابع من العام المنصرم، لتشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي تمكن من النمو بنسبة 5.6% مقارنة بالقراءة السابقة والمتوقعة عند 5.9%، وذلك وسط تقلص الإنفاق الشخصي بنسبة 1.7%. مشيرين إلى ان الاقتصاد الأمريكي تلقى النمو الأكبر من ارتفاع الاستثمارات والمخزونات خلال الربع الرابع من العام 2009، وذلك وسط تحسن الأوضاع خلال تلك الفترة، إلا أنه شهد تقلص الأنشطة بعد ذلك نوعا ما، لنتوقع نحن بدورنا بأن الاقتصاد الأمريكي سيفقد بعضا من عزمه خلال الربع الأول من العام الجاري على الأقل. ولكن هذا لا ينمعنا من توقّع أن الاقتصاد قد يتمكن من النمو بوتيرة أسرع خلال النصف الثاني من العام الجاري وذلك مع بدء الأوضاع بالتطور بشكل أوضح إلى حين تحقيق الاستقرار التام، وإلى ذلك الحين لا نعتقد بأن الاقتصاد الأمريكي سيحقق النمو على المدى البعيد قبل العام المقبل، وذلك في خضم معدلات البطالة المرتفعة وأوضاع التشديد الائتماني التي تلقي بظلالها على الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة. في حين أن الدولار الأمريكي اكتسب زخما كبير خلال الأسبوع المنقضي وسط الغمامة التي تحوم حول الاقتصاديات الرئيسية في العالم وسط الوضع الذي لا يزال مبهما في اليونان وحول خطة الإنقاذ التي قد تلجأ إليها الدول الأوروبية، حيث أن اليونان باتت في مسابقة مع الزمن للخروج من أزمة توسع العجز في ميزانيتها، مما أكسب الدولار شهية كبيرة من قبل المستثمرين ليرتفع أمام العملات الرئيسية. إلا أن هذه الأنباء لم تمنع المستثمرين للتوجه إلى سوق الأسهم، حيث تمتعت المؤشرات الأمريكية بارتفاع حاد خلال الأسبوع المنقضي، حيث اقترب مؤشر داو جونز الصناعي من مستوى 11,000 نقطة، بينما تداول مؤشر S&P 500 بالقرب من مستويات 1,200 نقطة، إلا أن زعزعة الثقة بين المستثمرين وخصوصا عقب يوم الخميس فقد انخفضت المؤشرات الأمريكية بعد ارتفاع بأكثر من 1.0% لتنهي تداولات يوم الخميس على اللون الأحمر. ويجب على المسثتمرين أن يتحلّوا بالحذر الشديد خلال الفترة القادمة، حيث أن الوضع في اليونان بات الأكثر طرحا بين المسؤولين في العالم، ولهذا فإن الثقة لن يكون لها مكانا بعض الشيء خلال الفترة القادمة، ناهيك عن مسألة أن الأزمة الأسوأ منذ الكساد العظيم تركت ندوبا في الاقتصاد، مما سيأخذه وقتا حتى يشفى تماما منها، وذلك قبل أن تعود المياه إلى مجاريها كما يقولون.
الاقتصاد الأمريكي ينمو بنسبة 5.6% خلال الربع الأخير من العام
رد: الاقتصاد الأمريكي ينمو بنسبة 5.6% خلال الربع الأخير من العام
