رد: تحديث الأسواق: أساسيّات تجارات عقود النفط الخام
تضفي شهيّة المخاطر عنصرًا لا يمكن التنبؤ به على تحركات الأسعار
تمامًا كما هي حال معظم الأصول التي تتسم بحساسية تجاه النمو، فان الوتيرة العامة للنفط الخام تعدّ نتاج محركين بارزين: شهيّة المخاطر السائدة في الأسواق، الى جانب التوازن ما بين العرض والطلب. وتعتبر شهيّة المستثمرين بمثابة محفّز خارجي يخرج عن الاطار الطبيعي لأسواق الطاقة. وتشكّل تدفقات رؤوس الأموال مصدر قلق رئيسي في الأسواق؛ كما أن دوافعها هي غير قابلة للتنبّؤ. ويمكن ان يكون لأي اصدار اقتصادي ذو تداعيات كبرى أو لأي تغيير عام في مزاج الحشود آثارًا مماثلة على تحركات الأسعار. ويعتمد هذا الأمر بكل بساطة على درجة استعداد الاسواق في هذا الوقت. ولكن، كيف يعقل ان يكون لشيء خاص كشهية المخاطر هذا التأثير البارز على تحركات الأسعار؟ في أسواق العقود الآجلة، يعزّز الدور الطبيعي لتحوّط المستخدمين التجاريين أزاء التذبذبات السلبيّة للأسعار الدوافع التخمينية المحض. ويؤدي ادراج عنصر المضاربة في الأسواق الى تزايد السيولة واكتشاف الأسعار؛ الا انه يعرّض السلع الى شريحة في الأسواق لا تمتّ بصلة الى القوى الملموسة الخاضعة للقوانين العلميّة. وعلاوة على ذلك، يتجلّى تزايد صناديق الاستثمار المدعومة من السلع في درجة اهتمام المستثمرين. وبصرف النظر عن أي تفسير منطقي لما تحمله شهيّة المخاطر من تأثير على هذه الأصول، يمكننا ان نلحظ تداعيات المضاربات من خلال درجات الارتباط الملحوظة. ويبيّن الرسم البياني أدناه عقود النفط الخام الآجلة (الخط الرمادي) ومعدل الداو جونز الصناعي (الخط البرتقالي). ومنذ انعكاس هذا الأخير من مستوياته القياسية، كانت العلاقة التي تربط الاثنان متميّزة. ومع ذلك، لا تزال التذبذبات اليوميّة والتأرجحات ما بين الاثنان تشهد المزيد من التراجع
وعلى الرغم من كونه المحرّك الرئيسي، يمكن لتأثير شهية المستثمرين على النفط ان يتزايد أو يتقلّص تبعًا للأحوال السائدة في الأسواق ونوعيّة اتجاهات المخاطر نفسها. فعلى سبيل المثال، اذا ما استقرّت شهيّة المستثمرين أو شهدت تقدمًا بوتيرة بطيئة؛ فانها ستثير ردود فعل كبيرة على المحركات الملموسة (كالعرض والطلب). ومن ناحية أخرى، فان فئة هذه الأصول هي ذات حساسيّة مرتفعة أزاء تغيرات التفاؤل. ولذلك، قد يعود ضعف الارتباط فجأة لفترة وجيزة ويزعزع الاتجاه السائد أو يثير تطورات فنّيّة كبرى.