رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليومالجمعة 27-
أمريكا تترقب البيانات!!!
لقد وصلنا إلى نهاية أسبوعنا الاقتصادي عزيزي القارئ و كان أسبوعاً حافل بالبيانات الاقتصادية الهامة عن مختلف البلدان, و اليوم نجد الأجندة الاقتصادية ذاخرة بالبيانات الاقتصادية الهامة عن المنطقة الأوروبية و الاقتصاد الأمريكي
و نعلم أن الاقتصاديات العظمي جميعها حول العالم تعاني الأن من ضعف و تهاون شديدين جراء احتدام الأزمة العالمية أكثر و أكثر مع جمود القطاع المصرفي و الائتماني....
لقد كان يوم أمس مليء بالبيانات الاقتصادية التي أعطت مزيد من البراهين على مدى التدني الذي يشهده الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي, حيث أنه في الوقت الحالي لا يمكننا أن نجد أي اقتصاد قد تمكن من تفادي الضرر الجسيم الذي سببته و مازالت تسببه أزمة الائتمان العالمية, و بالرغم من جميع الجهود التي قامت الحكومات بها خلال الفترة الماضية إلا أن الأوضاع مازالت لا تبشر بأي خير مع الانحدار المستمر في مستويات ثقة المستهلكين و المستثمرين...
و من ناحية أخري بدأت خطة السيد باراك أوباما التي تهدف إلى تدعيم قوة الاقتصاد, السيطرة على قطاع المنازل, حل الأزمة المالية و إعادة بناء نظام الرعاية الصحية الشاملة سوف يكون له الكثير من الآثار السياسية التي سوف تصب في صالح السيد أوباما.
تصل قيمة الخطة إلى قرابة 2$ تريليون و من خلالها سوف يقوم السيد أوباما بتخفيف أعباء الضرائب على مواطني المستوى المتوسط و تحميل هذه الأعباء على مواطني المستوى المرتفع, هذا حيث سيستفيد المواطنين الذين تتراوح رواتبهم بين 38$ ألف و 112$ ألف الاستفادة الأكبر من تخفيضات الضرائب, بينما سترتفع مستويات الضرائب قليلاً على المواطنين الذي يتعدي راتبهم 225$ ألف, بينما سيعاني المواطنين الذي تتخطي رواتبهم 600$ ألف من ارتفاع كبير في مستويات الضرائب.
لقد صدر صباح اليوم بيانات مؤشر GFK لثقة المستهلكين عن شهر شباط في المملكة المتحدة حيث جاءت القراءة الفعلية منخفضة بقيمة 35 أعلى من التوقعات التي كانت منخفضة بقيمة 39 و القراءة السابقة التي كانت منخفضة بقيمة 37. و نجد أن القراءة الفعلية قد أظهرت تحسن غير متوقع و لكن مازالت القراءة الفعلية قرب أدنى مستويات الثقة في المملكة المتحدة و غالباً لن يستمر هذا التحسن طويلاً خاصة مع التدهورات الاقتصادية الشديدة التي تصيب العالم بأثره...
اليوم تنتظرنا أجندة اقتصادية حافلة بالبيانات الاقتصادية سنبدؤها بمؤشر أسعار المستهلكين في المنطقة الأوروبية و الذي يعد أهم مقياس لقياس مستويات التضخم في البلاد و تشير التوقعات إلى استمرار التدهور في القراءة خلال شهر كانون الثاني و نتوقع أن تكون القراءة الفعلية أسوأ من التوقعات حيث أن المؤشرات الاقتصادية التي ظهرت في الفترة الأخيرة تشير إلى أن الاقتصاد الأوروبي في حالة اقتصادية أسوأ مما هو واضح أمام أعينينا!!!!
و نجد أن انحدرا المخاطر التصاعدية للتضخم على مثل هذا النحو يعطي فرصة كبيرة لازدياد المخاطر التنازلية المتعلقة بالانخفاض التضخمي و الذي يزداد خطورة يوم بعد يوم مع تدنى مستويات التضخم, و أحدي الأسباب الرئيسية فيما ألت إليه الظروف التضخمية في العالم من ضعف و تدنى هو الانحدار الحاد الذي شاهدته أسعار النفط الخام خلال النصف الثاني من العام الماضي و حتى الأن عقب أن حقق النفط أعلى مستوياته على الإطلاق أعلى المستوى 147$ للبرميل...
و لكن بالرغم من أهمية بيانات التضخم الأوروبية هذه إلا أن التركيز اليوم سيكون على الجلسة الأمريكية و بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي ستصدر اليوم, هذا حيث تشير التوقعات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سوف يشهد مزيد من التقلص و التدني حيث أن التوقعات تشير إلى أن القراءة سوف تكون منخفضة بنسبة 5.4% أقل من القراءة السابقة التي كانت منخفضة بنسبة 3.8%!!!
انحدار القراءة الفعلية للناتج المحلي الإجمالي على هذا النحو الضعيف يشير إلى أن التدهورات الاقتصادية التي شاهدتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الماضي كانت أسوأ بكثير مما توقعه الجميع, و غالباً ما سيزيد هذا من ضعف النظرة المستقبلية المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي أكثر خلال الفترة القادمة...
و مع كل هذا عزيزي القارئ فإني مازلت أصر على أن مستويات إنفاق المستهلكين التي تمثل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي هي الدافع إلى كل هذا التدهور الاقتصادي, و إذا لم يتمكن السيد أوباما و حكومته الجديدة من إعادة الثقة إلى المستهلكين من جديد, لن تتمكن أمريكا من الخروج من مأزق الركود الاقتصادي الحالي مهما كانت الوسائل