رد: بلغت نقاط تحديد المواقع الفنية لليورو حدود متدنّية تاريخية- وتلوح موجة من التذبذبات في
أنهى اليورو أسبوع التداول على انخفاض حادّ مقابل الدولار الأميركي، وبلغ أدنى مستوى له منذ نوفمبر من العام 2008 على خلفية الأزمة المالية السائدة في مجموعة العملة الموحّدة. وأدّى الإعلان عن إنشاء الاتحاد النقدي الأوروبي صندوقًا يعمل على التوزيع المباشر للأموال الى ارتفاع اليورو بشكل حادّ مقابل نظرائه. كما عمد التجار الى بيع اليورو بسرعة عندما هدأت الأوضاع وقيّم التّجار جوهر الحزمة المذكورة.
أمّا الإعلان الذي أثار الصدمة الأكبر فينصّ على أنّ البنك المركزي الأوروبي ذات الاستقلالية التامّة سيشتري مباشرة الديون اليونانية والبرتغالية- ما يعني أنّه سيشوّه سمعته كبنك مركزي لا ينتمي الى أي جهة سياسية ومكافح للتضخّم. وهوت عائدات الديون اليونانية إذ اشترى البنك المركزي الأوروبي الأوراق المالية، بيد أنّه تجدر الإشارة الى أن التدهور الحادّ في اتجاه مخاطر الأسواق المالية أبقى عائدات السندات اليونانية المستحقّة في عشرة أعوام عند 7.71% عند إقفال الأسواق يوم الجمعة. يدعو ذلك الى التساؤل عمّا إذا كانت مثل هذه الجهود المكثّفة ستحدّ من تداعيات الأزمة المالية التي يواجهها الاتحاد النقدي الأوروبي. كما تشير عمليات بيع اليورو الكثيفة الى أنّ الأسواق لا تزال تشكّك بنماذج الإنقاذ، ويميل الزخم الراهن الى تكبّد زوج اليورو/دولار المزيد من الخسائر.
ينذر أسبوع حافل بالأحداث التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر بتسجيل اليورو تذبذبات إضافية، بيد أنّ الأسواق تركّز بشكل أساسي على أسوأ أزمة تقضّ مضجع الاتحاد النقدي الأوروبي منذ تاريخ نشأته القصيرة نسبيًا. ولقد حاول المسؤولون مرارًا وتكرارًا وضع حدّ للتخمينات التي تفيد بأنّ البلدان المعرّضة للخطر كاليونان والبرتغال قد تتخلّف عن سداد موجبات ديونها. كما يواصل التجّار الحائرين طلب دفعات كبيرة على السندات اليونانية على الرغم من الضمانات الملموسة التي تغطّي ديونها. وسيحدّد ذلك المسار الذي سيسلكه اليورو خلال الأجلين المتوسّط والبعيد، كما تؤثر اضطرابات الأسواق المستمرّة بشكل سلبي على الاتجاه في المدى القريب.
ومن وجهة نظر التجّار، بات من الصعب بيع اليورو مقابل الدولار الأميركي نظرًا للخسائر الهامّة التي يتكبّدها الى يومنا هذا. واستنادًا للبيانات الصادرة عن لجنة تداول عقود السلع الأميركية الآجلة، أظهرت نقاط تحديد المواقع الفنية الآجلة بلوغ صافي عمليات بيع اليورو مقابل العملة الأميركية مستويات تاريخيّة. تحدّ هذه المراهنات الكثيفة الأحادية الجانب من فرص التراجع المحتمل للزوج، وقد تؤدّي أي إشارات تدلّ على إمكانية نشوء انعكاس الى تسجيل تسارع صعودي، إذ يتبارى التجّار لتغطية مواقع بيع اليورو. تدعو التذبذبات التي شهدتها الأسواق مؤخرًا التجار الى توخّي الحذر، إذ أنه لا يمكن التنبؤ بتطوّرات الأسواق.
Daily FX