رد: يتطلّع اليورو الى تقرير الوظائف الأميركيّة المتوافرة خارج القطاع الزراعي، والبيانات ال
أقفل اليورو دون تسجيل أي تغيير يذكر مقابل الدولار الأميركي في وقت ساد فيه الغموض تحركات الأسعار، إلا أن الارتداد الذي شهده في وقت متأخّر من يوم الجمعة ترك زخم الأجل القريب مائلا لصالح تحقيق زوج اليورو/دولار المزيد من الانتعاش. وقد أدى إعلان الصين عن سماحها لعملتها بالتذبذب مقابل الدولار الاميركي فورًا الى تقدّم اليورو صعودًا قبيل افتتاح يوم الأحد. مع ذلك، ورغم استيعاب الأسواق جوهر التحركات التي اتخذتها الصين، صحّح الدولار الأميركي خسائره الأوليّة وأدّى بالتزامن مع هبوط مؤشر S&P 500 الى تراجع زوج اليورو/دولار في تجاراته الأخيرة. تعزى قوّة اليورو نظريًّا الى البيانات الاقتصاديّة المتعدّدة المرتقبة، ولكن في الواقع لا تزال تحرّكات مؤشر S&P وسائر فئات الأصول الأساسيّة تعدّ المحرّكات الأكثر الأهميّة لأسعار زوج اليورو/دولار أميركي. يحفل الأسبوع المقبل بالأحداث الاقتصاديّة التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر، ما قد يثير تحرّكات حادّة في أسواق الأسهم العالميّة، وسيكون لمراقبة تحرّكات اليورو/دولار أميركي أهمّيّة بالغة مع اقتراب الزوج من مستويات رئيسيّة.يوجّه تقرير الوظائف الأميركيّة المتوافرة خارج القطاع الزراعي وعدد من الإصدارات الاقتصاديّة الأوروبيّة تحركات أسعار اليورو/دولار أميركي خلال الأسبوع المقبل. وعلى اعتباره واحدًا من أبرز البيانات الاقتصاديّة المحرّكة للأسواق الماليّة في أنحاء العالم، من الممكن جدًّا أن يكسر تقرير الوظائف الأميركيّة المتوافرة خارج القطاع الزراعي خلال الأسابيع المقبلة نمط تحركات اليورو التي تفتقر لاتجاه محدّد. لا يقلّ عنه أهميّة، أرقام التغيير في البطالة الألمانيّة التي قد تثير على نحو مماثل تذبذبات في الأسواق الماليّة الأوروبيّة، وبالتالي في تجارات اليورو نفسه. يخيّم قدر كبير من الغموض على كلّ من بيانات سوق العمل المذكورة، لتغلب التذبذبات على الأسواق بصرف النظر عن النتائج. مع ذلك، ستكون معرفة ما إذا كان هذا الأمر كافيًا لتحقيق اليورو/دولار اختراقات مستمرّة مسألة أخرى؛ ويشير الهبوط الملحوظ في توقعات تذبذبات أسواق الفوركس الى أن تجارات زوج اليورو/دولار قد تبقى منحسرة ضمن نطاق ضيّق خلال المستقبل القريب. لا يزال اليورو يتّبع الاتجاه الرئيسي الذي ساد تحرّكاته منذ سبعة أشهر، إلا أنّه ينبغي نشوء تصحيح دراماتيكي لتأكيد انتهاء الاتجاه المذكور. وبالتالي، قد يعدّ الارتداد الملحوظ من قيع تجاراته لسنوات عدّة بمثابة توطيد للأجل القريب في سياق التحرك الهابط الأوسع نطاقًا، بينما يميل زخم الأجلين المتوسّط والبعيد لصالح تسجيل المزيد من التحركات الانخفاضيّة. مع ذلك، يجعل افتقار تحرّكات الأسعار في الآونة الأخيرة لأي اتجاه حاسم تقييم فرص هذا السيناريو أكثر صعوبة، وربما علينا الانتظار للحصول على تحوّل جوهري في اتجاه الأسواق قبل اعتماد أي توقعات محدّدة.
نأمل أن توفر البيانات الاقتصاديّة المرتقبة بعض الإيضاحات حول اتجاهات الاقتصادات الكلّيّة في أوسع اقتصادات العالم. ولا يزال التجّار يتساءلون عمّا إذا كانت الولايات المتّحدة وأوروبا لا تزالان تلحظان نموًا اقتصاديًا معتدلا، أو ما إذا كانتا ستنزلقان داخل دوامة ركود مزدوج. وقد شهدت الأسواق هبوطًا على خلفيّة تسجيل بيانات المنازل الأميركيّة في الآونة الأخيرة أرقامًا مخيّبة للآمال، لتتبدد نتيجة ذلك الثقة في تحقيق نمو محلّي قوي. ويكمن السؤال الرئيسي في ما إذا كانت بيانات العمالة ستظهر استمرار ارتفاع فرص العمل، وستكون الآثار المترتّبة عنها أساسيّة على مؤشر S&P 500 وزوج اليورو/دولار أميركي ذات الارتباط الوثيق به.
Daily FX