جريدة الوطن الكويتية فؤاد الهاشم
هذه مقالات قديمة للزميل الكاتب فؤاد الهاشم مضى على العديد منها اكثر من 25 عاما، لكنها تبدو وكأنها تتعلق بأمور حدثت في الشهر الماضي، وسوف تنشر ريثما يعود زميلنا «الهاشم» من اجازته التي تستغرق عدة ايام.
من وجهة نظر شخصية، نرى أن حصر جلسات دواوين الوزراء في يوم الاثنين لا يساعد على تقديم خدمة أكبر الى المواطنين، وأن النظام السابق يجعل لكل وزير يوماً في الأسبوع هو أكثر جدوى وفائدة.
كانت المرة الأولى التي أزور فيها ديوانية وزير في يوم الاثنين الماضي هي ديوانية وزير الإعلام، فقد توجهت إلى هناك في حوالي التاسعة والنصف، ثم أوقفت سيارتي في الساحة الرملية امام مبنى الوزارة وعبرت خطوط المشاة التي لا تقف السيارات عندها، ثم سألت الشرطي عن مكان الديوانية فقال لي «اذهب إلى الچبرة»، فذهبت إلى حيث قال ووجدت طابوراً طويلاً انتهى بعد نصف ساعة لأخذ ورقة دخول زرقاء، لاعطيها للحارس الواقف أمام الباب، ونظراً لعدم وجود جهاز كشف بالأشعة ومتطور كالذي في وزارة الخارجية فقد «دلدغني» وهو يفتشني تفتيشاً ذاتيا، وهي عملية لا فائدة منها، إذ لا أحد يفتش النساء الداخلات لعدم وجود «امرأة حارسة» تقوم بالمهمة، بل يكتفى بتفتيش حقائب اليد النسائية.. فقط!
المهم كنت محملاً بمشكلة تخص أسرة كويتية إلى وزير المواصلات، ولكن أحاديث «بوصباح» الشيقة ورؤية وكيل الوزارة الأخ عبدالعزيز جعفر وهو يسجعل ملاحظات وشكاوى المواطنين جعلت الوقت يمر سريعاً دون أن أستطيع اللحاق بموعد ديوانية الأخ خالد الجميعان التي تنتهي في الساعة الثانية عشرة ظهراً!!
جريدة الوطن الكويتية فؤاد الهاشم
في اليوم التالي، اتصلت بوزير المواصلات هاتفياً لشرح مشكلة الأسرة الكويتية، فقال لي مدير مكتبه إنه مشغول، فعذرته، لأن مشاكل ديوانية الاثنين كثيرة، واتصلت به بعد نصف ساعة، فقال لي مدير المكتب انه مازال مشغولاً، ثم مرة ثالثة، وكان الرقم هذه المرة هو.. المشغول!
كلمت وكيل الوزارة بالنيابة، وفي المساء، تحدثت مع الوزير في ديوانيته الخاصة، فوعد بحل المشكلة، وهذا للعلم وشكراً.
تاريخ نشر المقال (1986/8/27)
فؤاد الهاشم