رد: افتتاح الأسواق الأوروبية: تسلّط أسواق الصرف الضوء على مزادات سندات الدين الإيرلنديّة،
الدورة الأوروبية: ما المتوقع
تتصدّر أرقام الميزانيّة البريطانيّة الشهريّة المفكرة الاقتصاديّة، وتشير التوقعات الى بلوغ صافي اقتراض القطاع العام12.5 مليار جنيه استرليني في أغسطس. من غير المرجّح أن تثير النتائج أي ردود فعل في الأسواق حيث أنها تتطابق الى حدّ بعيد مع معدلها السنوي.
مع ذلك، تتوجّه الأنظار الى مزادات سندات الدين التي ستجرى في كلّ من اليونان، وأسبانيا وإيرلندا حيث يرجّح أن تلقي ضآلة عائداتها بثقلها على اليورو ولا سيما في ظلّ تجدّد المخاوف أزاء الديون السياديّة. وسيستحوذ مزاد سندات الدين الإيرلنديّة على الاهتمام على وجه الخصوص بعدما أعربت مجموعة باركلاي المصرفيّة عن إمكانيّة التماس البلاد مساعدة صندوق النقد الدولي في تقرير نشرته في الأسبوع المنصرم. وقد أعلن رئيس الوزراء الإيرلندي براين كوين ووزير الماليّة براين لينيهان عن عقد مؤتمر صحفي يسبق نشر الميزانيّة في تمام الساعة 16:00 بتوقيت غرينيتش في أعقاب المزاد. وقد نفى الساسة الشائعات المتعلّقة بمساعي التماسهم حزمة من المساعدات، إلا أن المستثمرين أظهروا عدم اقتناع بتعهّداتهم أزاء إعادة العجز المالي الى 3% من الناتج المحلّي الإجمالي مع حلول العام 2014، وذلك في ظلّ اتساع الفارق ما بين معيار عائدات السندات الحكوميّة الإيرلنديّة والألمانيّة المستحقّة في عشرة أعوام الى ذروة تاريخيّة تبلغ 401.5 نقطة أساس.
وبصرف النظر عن الأحداث المحفوفة بالمخاطر التي تحدق بأوروبا، سيركّز التجّار على إعلان بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركيلسياسته النقديّة، في ظلّ انخفاض الدولار الأميركي لليوم الثاني على التوالي وسط تجدّد المخاوف أزاء تباطؤ الاقتصاد خلال النصف الثاني من العام، ما قد يدفع بن برنانكي وأعضاء مجلس إدارته الى إدراج حوافز جديدة أو (أقلّه) الإيحاء بإمكانيّة قيامهم بذلك خلال المستقبل القريب. مع ذلك، وفرت سلّة البيانات الاقتصاديّة الأميركيّة مجموعة مفاجآت إيجابيّة منذ مطلع الشهر، ما بدّد فرص اعتماد المصرف موقفًا حذرًا. وفي الواقع، يبدو الاعتدال الذي شهدته معدلات النمو مؤخرًا منطقيًّا نظرًا الى التأرجحات الصعوديّة الناجمة عن الحوافز خلال العام المنصرم وقد لا يشير الى تدهور مثير للقلق في عمليّة الانتعاش ككلّ (أقلّه في الوقت الراهن). وإذا ما دفع السيناريو المذكور بنك الاحتياطي الفدرالي الى إصدار بيان لا يحمل في طيّاته درجة الحذر عينها التي كان يتوقّعها التجار، من المرجّح أن تثير النتائج تذبذبات حادّة.
مع ذلك، يخيّم الغموض على التداعيات المترتّبة على الاتجاه والناجمة عن التعليقات المتفائلة مقابل المتشائمة منها. في الواقع، وفي حين يقدّر أن يلقي ضعف البيان بثقله على الأخضر مقابل نظرائه التابعين لمجموعة الدول العشر من خلال الآفاق القاتمة لمعدلات الفائدة، يرجّح أن يؤدّي السيناريو البديل الى تقدّم العملة بفضل طلبات الملاذ الآمن إذ لا يزال التجّار يعتبرون عافية أوسع اقتصاد في العالم معيارًا للنمو العالمي ككلّ. وعلاوة على ذلك، قد يؤدّي التفاؤل المهيمن على الآفاق الى ارتفاع الوحدة الأميركيّة إذا ما تراجعت المعدلات عند استحواذ اتجاهات المخاطر على الاهتمام.
Daily FX