رد: افتتاح الأسواق الأوروبية: ارتفع اليورو على خلفية رسم الإتّحاد الأوروبي الخطوط العريضة
أبرز النقاط الرئيسية للدورة الآسيوية
سجّل كلّ من الدولار الأسترالي والنيوزيلندي أداءًا مخيّبًا للآمال إثر هبوط الأسهم في الدورة الآسيوية، ما قوّض الطلبات على العملات المرتبطة تجاراتها بالمخاطر. كما هوى مؤشر الأسهم الإقليمي لبلدان آسيا والباسيفي MSCI بنسبة 3.1%، قاده تراجع مؤشر النيكي بنسبة 6.6% وسط مخاوف نشوء كارثة نووية في أعتاب أضخم زلزال في التاريخ الياباني. وبالإضافة الى الخسائر البشرية التي يرجّح وصولها الى 10000 ضحيّة (بحسب وكالة بلومبرغ)، ألحق الزلزال والتسونامي الذي نجم عنه الضرر بمحطّة للطاقة النووية في فوكوشيما- تبعد حوالى 135 ميل عن شمال طوكيو- في ظلّ انفجار المفاعل الأوّل خلال عطلة نهاية الأسبوع وانفجار الثاني اليوم، ما يعزّز مخاوف حصول انهيار واسع النطاق. في هذا الإطار، انخفض الدولار الأسترالي بما يناهز 1%، في حين خسر الدولار النيوزيلندي 0.8% مقابل نظرائهما الرئيسيين.
تقدّم الين الياباني في مطلع الدورة واكتسب حوالى 1.4%، إذ رسّخ تراجع الأسهم عودة رؤوس الأموال الى اليابان، وعزّز التدفقات الآمنة نحو هذه العملة. مع ذلك، كان هذا التحرّك وجيزًا، مع سلوك الأسعار اتّجاهًا معاكسًا بعد أن أفاد بنك اليابان بأنّه سيضخّ 12 ترليون ين في النظام المصرفي بغية موازنة المخاطر الصعودية التي تهدّد تكاليف الإقتراض عقب الزلزال. كما عمد الساسة الى مضاعفة القيمة المستهدفة لشراء الأصول لتصل الى 10 ترليار ين وذلك في محضر اجتماعهم الشهري. سيتضمّن البرنامج الموسّع عمليات شراء إضافية بقيمة 500 مليار ين لسندات الخزانة اليابانية وترليون ين للسندات الحكومية القريبة الأجل، تنتهي في شهر يونيو من العام 2012 . بالإضافة الى ذلك، بقيت معدّلات الفائدة وقيمة برنامج الإقراض الإئتماني ثابتة عند 0.10% و30 ترليون ين على التوالي.
ارتفع اليورو مقابل جميع نظرائه الرئيسيين واكتسب ما يناهز 0.4%، إذ قيّم التّجار النتائج التي رشحت عن الإجتماع التمهيدي لمسؤولي الإتّحاد الأوروبي يوم الجمعة والذي رسم القادة في خلاله الخطوط العريضة "للصفقة الكبرى" المرتقبة بشأن أزمة الديون، والتي يتوقّع أن تكتمل في القمّة المقرّر انعقادها في الخامس والعشرين من الجاري. أمّا الأهمّ من ذلك، فيتجسّد بالتوصّل الى اتّفاق حول إعطاء برنامج الإستقرار المالي الأوروبي صلاحية الوصول الى كامل رأس المال البالغة قيمته 440 مليار يورو.
الدورة الأوروبية: ما المتوقع
تخلو المفكّرة الاقتصادية نسبيًا من البيانات خلال الساعات الأوروبية والأميركية، ما يسلّط الأضواء على شهية المخاطر، في وقت تتنافس الدلائل الإيجابية النابعة عن قمّة الإتّحاد الأوروبي لتهيمن على الإتّجاه الأوسع نطاقًا، وسط التخوّف من تشرنوبيل جديدة في اليابان. كما تداولت مؤشرات عقود الأسهم الآجلة على انخفاض، دلالة على إمكانية تبلور السيناريو الهبوطي، ما يعد بتعزيز الدولار الأميركيوالفرنك السويسري- وهما من الملاذات الآمنة.
بشكل عام، من المنطقي تبلور السيناريو السلبي، في ظلّ ترجيح تلاشي التفاؤل الذي ظهر في أعقاب اختتام اجتماع الإتّحاد الأوروبي نظرًا الى أنّ مبلغ 440 مليار يورو لا يزال غير كافٍ على الإطلاق لتحمّل كامل عبء إنقاذ البلدان المثقلة بالديون. بالإضافة الى ذلك، شملت الخطّة تحديد "الأهداف" عوضًا عن أهداف ملزمة بشأن قواعد الميزانية بالنسبة الى الدول الأعضاء، وهو أمر غالبًا ما يتمّ تجاهله (تمامًا كما حصل خلال أعوام عدّة بشأن مسار الإستقرار والنمو). في النهاية، اقتصرت صلاحيات صندوق الإستقرار المالي الأوروبي على شراء سندات الدول الأعضاء في منطقة اليورو من الوسطاء الرئيسيين فقط (الحكومات مثلاً)، دلالة على عجز الصندوق عن الإدارة المباشرة لتكاليف اقتراض تلك الدول في السوق المفتوحة.
من المرجّح أن يلقي ما ورد ذكرة أعلاه بثقله على الإتّجاه بشكل عام، وعلى اليورو بشكل خاصّ. وفي ظلّ تبلور السيناريو الأوروبي، لا يشجّع شكله الحالي على تهدئة الأسواق المالية المتخوّفة من أن تلحق أزمة سيادية في منطقة اليورو أضرارًا تفوق تلك التي نجمت عن إفلاس مصرف ليمان براذرز. في غضون ذلك، ستتراجع العملة الموحّدة نظرًا الى أنّ شراء السندات من السوق الثانوية (السوق المفتوحة مثلاً) كان يندرج ضمن إطار مهام البنك المركزي الأوروبي. يتيح ذلك المجال أمام البنك المركزي الأوروبي للتركيز على التضخّم، ما يزيد فرص رفع معدّلات الفائدة خلال الأجل القريب، بيد أنّ الخطّة الحالية لن تفوّض هذه الصلاحية لصندوق الإنقاذ.
Daily FX