اتجاهات السوق
عودة الاستقرار؟
لقد كان يوم الخميس يوما ممتازا بالنسبة للأسهم الأمريكية. حيث ارتفعت المعدلات الرئيسية الثلاثة بنسبة 3.0% متخطية سباق الأسبوع الخامس والذي كان الأكثر حدة منذ عام 1933. لقد كان بنك ولز فارغو الكبير في كاليفورنيا عند الذروة كما تم ذكره, وكانت الأرباح أفضل بكثير مما كان متوقعا في الربع الاول. وقد شارك كل القطاع المالي في أعقاب تكهنات تقرير بنك ويلز فارغو وأنباء صحفية بأن جميع البنوك الامريكية الكبرى ستتجاوز اختبارات ضغوط وزارة الخزانة وأن الركود المالي قد ينتهي.
لا يوجد شيء غير عادي هنا، وان الأخبار الاقتصادية الجيدة تؤدي الى سباقا للأسهم. وليست بالفعل الأنباء هي التي تدفع البنوك لكسب الأداء الإيجابي القوي على الشركات الرئيسية مع أموال الاحتياطي الاتحادي بنسبة 0.25%. ان الحدث الغير العادي هو أن العملات لعبت الى جانب ذلك. وارتفع الدولار بشكل متواضع بنسبة 1.3% مقابل اليورو و 0.8% مقابل الين.
لكن ومنذ وقت غير بعيد فان الانباء الاقتصادية الامريكية الايجابية أو الانتعاش في سوق الأسهم قد أنتج دولارا أكثر ضعفا بحيث أبقى التجار على تركيزهم لتجنب مخاطر العملة الأمريكية. ان مخاوف وهواجس التخفيض التي حدثت في الخريف الماضي اعطت السوق الجدل الخاص بأن الأنباء المالية والاقتصادية السيئة هي التي أظهرت الشارين المتعطشين للدولار. وعندما كانت هناك انباء جيدة فقد كان الدولار اما ساكنا أو مقللا من انعكاس ملاذ آمن للصفقات.
لقد كان هناك اسقرار بطيئ للخوف من جميع الأسواق المالية. ويتوقع البعض من المحللين عودة تقلبات أشهر سبتمبر وأكتوبر الكبيرة. وهناك الكثير من القلق الاقتصادي المتبقي لكنه تحول إلى المسائل العادية لنمو الناتج المحلي الإجمالي، والسياسة الضريبية والميزات السياسية لمجموعة حوافز ادارة أوباما. ان أحداث الرؤيا التي وقعت في الخريف الماضي لقد ولت.
مع ضرورة وجود ملاذ أمن لانحسار العملة فان التجار يقومون باحياء المعايير العادية لمقارنة العملة، ودورات أسعار الفائدة والنمو الاقتصادي. ان أسعار الفائدة حاليا هي حبرا على ورق. ومع الاستثناءات الممكنة للعملات المتقابلة والدولار الاسترالي والنيوزيلندي، ولا يمكن لأي بنك مركزي أن يتوقع بثقة القيام برفع أسعار الفائدة قبل منتصف عام 2010. حتى ولو لم يقم محافظو البنوك المركزية بمحاربة الركود في جميع أنحاء العالم فان شبح الانكماش على الرغم من انحساره قد يكون كافيا لانتزاع ستة أشهر لانخفاض المعدلات من أي مصرفي قد تم انجازه.
ولكن ليست الأسواق فقط هي التي بدأت بمراقبة الاحصاءات الاقتصادية مرة أخرى ولكن التفسير الانتقائي قد عاد مجددا. وعندما يكون لدى الأسواق مجموعة قوية من الافتراضات والتي تقوم بتوجيه التداول أو العكس غالبا ما تكون المعلومات غامضة ويتم تجاهلها أو تفسيرها بشكل ايجابي.
لقد كان الميزان التجاري للولايات المتحدة يوم الخميس فقط عبارة عن رقم. وان 26 مليار دولار من العجز هو الأصغر لما يقرب من عقد من الزمان، منذ نوفمبر 1999. ان الانخفاض المذهل لنسبة 28 % في شهر واحد يعود أساسا الى انخفاض 8.2 في الواردات التي هي الآن من السنوات الخمس المنخفضة. لقد ارتفعت الصادرات بنسبة 2.0 مليار دولار.
ولكن الواردات المنخفضة ليست دليلا على النمو الاقتصادي وخصوصا الى جانب الدولار القوي الذي جعل اسعار البضائع في الخارج بوضع أرخص. ان التقليل من الواردات هو إشارة إلى أن المستهلكين ما زالوا يقتصدون ويسددون الديون ولا يشترون وبأن الاستهلاك سيظل عبئا على النمو الاقتصادي. وان هذا التفسير السلبي كان رد فعل أولي للاصدار بيما قفز اليورو الى نحو 1.3300.
لقد تجاهل السوق أول مرة ادعاءات البطالة التي كانت تفوق 600.000 للأسبوع العاشر على التوالي، والرقم القياسي للادعاءات المستمرة ب 5.84 مليون.
ان هذه الإحصاءات هي البنود الرئيسية للاخبار الاقتصادية يوم الخميس, وكل واحدة منها يمكن أن تكون سلبية بالنسبة للدولار. ولكن على مدار اليوم بدا المتداولون وكأنهم وصلوا إلى استنتاج بأن سباق الأسهم القوية كان أكثر أهمية. لقد أغلق اليورو عند 1.3167 بحوالي 30 نقطة من انخفاضه.
هناك جوانب ايجابية لكل من الإحصاءات. وفي النظرة التحليلية الطويلة الأمد ستكون أفضل بكثير بالنسبة للاقتصاد العالمي اذا كانت للولايات المتحدة علاقات تجارية محتملة مع بقية العالم. ولا يمكن للولايات المتحدة الحفاظ على العجز التجاري بسبب الائتمان الذي قاد الاقتصاد الاستهلاكي الى الأبد. وفي حين أنه قد يفيد البلدان المصدرة بشكل مؤقت كالاختلال في عجز النظام في الأسواق المالية العالمية، والذي كان أحد العوامل المساهمة في الانهيار خلال الخريف الماضي. ولطالما أن احصاءات البطالة تعتبر مؤشرا متراجعا فان المدى الأطول الذي تكون فيه متلازما في المجال المحدود سيكون لك الاحتمال الأقرب لهذه النهاية؛ وبعد عشرة أسابيع فان هناك صدمة سلبية صغيرة متروكة في متوسط الرقم 600.000.
ولكن على النحو الفوري لتفسير كل من الرقمين يمكن أيضا أن تكون سلبية بالنسبة الى الدولار: ان تقلص الواردات يشير الى انكماش السوق الاستهلاكية الأمريكية وان سجل عشرة اشهر من فقدان فرص العمل يشير الى المزيد من ارهاق المستهلك في المستقبل.
وفي آخر يوم للتداول الحقيقي وقبل عطلة نهاية الاسبوع، رأينا أسواق العملات وهي تضع دورة سريعة ايجابية على الإحصاءات الغامضة وتلاحق بشكل متعمد الأسهم لرفع مستوى الاخبار الاقتصادية، وكلا هاتين الاشارتين النفسيتين القويتين هما دليلا على احتمال ارتفاع الدولار في المستقبل.