شاب في مقتبل العمر هجم عليه الحزن من كل جانب , فقد والديه ثم فقد حبيبته التي رافقته منذ الصبا كاد أن يفقد عقله وظل منطوي على نفسه مدة طويلة لا يقابل أحداًً ولا يتحدث إلا قليلاًً
انشغل بعمله وأخذ العمل كل وقته أعطى كل جهده وتفكيره للعمل حتى أصبح في مكان مرموق مما زاد انشغاله واهتمامه بالعمل
فقد حيويته مع الناس افتقده الكثير كان الكل يحب مزاحه وحديثه حتى أصدقائه لا يرونه إلا قليلا
كان في كل ليلة يفتقد حبيبته ويتذكر الأوقات الجميلة التي قضاها معها
منذ الصبا ولا يجد إلا الدموع والحسرة على ما فات كره الدنيا وقسوتها
هكذا كانت حياته العمل بالنهار والحسرة والدموع بالليل الحزين
حاول أصدقائه أن ينتشلوه من عزلته أكثر من مرة بلا فائدة
إحدى أصدقائه نصحه بالتعرف على وجوه جديدة ويكون صداقات جديدة
وقال له أفضل وسيلة هي الإنترنت لعلك تجد أصدقاء رائعين يخرجونك من
هذا الحزن وتشاطرهم همومك وأنت بعيد عنهم لعلََ في ذلك مؤاساة لأوجاعك
كانت حياته كبستان جميل عاش فيه أجمل الأوقات ثم فجأة اختطفت منه
الدنيا كل تلك السعادة وتركته في بستان جفََ كل ما فيه ويبس الجمال
المخضرُُ فيه
أخذ برأي صديقه فدخل عالم النت محاولاًً التعرف على أصدقاء جدد,تفاجأ
حين دخل رأى الأغلبية تستعمل النت لأغراض معروفة ليس لها علاقة بالصداقة,وفي إحدى الليالي تعرف على فتاة كانت جادة نوعا ما ومثقفة
وترغب بصداقة جادة تحدث معها قليلا فأرتاح لها ثم خرجت هي وودعته على أن يتقابلا لاحقاًً لم يضيفها لقائمته وهي أيضا لم تضيفه وكأن القدر يسوقه نحو شيئاًً مجهولاًً
اختفت تلك الفتاة بحث عنها وحاول أن يجدها أكثر من مرة بلا جدوى
في يوم من الأيام بالصباح دخل الشات لاحظ عند دخوله أن هناك فتاة
تطلب صداقة جادة وأسمها مقارب لأسم تلك الفتاة دخل عليها في غرفة خاصة وحياها فردت التحية لاحظ عند الدخول أنها ليست الفتاة التي
يبحث عنها فأعتذر لها خوفاًً من الإزعاج فردت هي عليه بكل هدوء
اطمأن لها وأخبرها أنه يبحث عن فتاة أسمها جميلة فردت عليه بكل هدوء
وأخبرته عن أسمها فأرتاح لهذه الفتاة وبدأ في التعرف عليها أخبرها عن أسمه الذي في الواقع لم يكن أسمه فرحبت هي به ثم سألته عن بلده وحين أخبرها تعجبت واندهشت فأكدََ لها أنه صادق فيما يقول فسألته عن المدينة أخبرها عن مدينته فردت هي بلهجة تلك المدينة استغرب هو
ردََ عليها متعجباًً وسألها عن إقامتها فزاد استغرابه من هذه الصدفة
الغريبة حين أخبرته كانت من نقس البلد الذي هو ينتمي إليه رحب بها
مع إظهار فرحه بها ورحبت هي أيضاًً به وقالت له أنها ليست من هذا البلد هي تقيم فيه مع أهلها منذ فترة طويلة ولم تخبره عن بلدها وقالت لنترك ذلك للوقت ثم عرضت عليه ما كان يتمناه الصداقة, فرح فرحاًً شديداًً بهذا العرض ورحب بها وقال لها: لي الشرف
أن أكون من أصدقائك فرحبت به هي أيضاًً وسألته عن أسمه من جديد
استغربت حين قال لها عن اسمه كان الاسم غير متداول في بلده فأسعفها
بالرد إعترف لها بأن هذا الإسم ليس بإسمه فردََت هي أيضا معترفة
بأن الإسم الذي بعثته ليس بإسمها اختارا أن يبقى الوضع هكذا
حتى تتوطد العلاقة بينهما
أضاف كل منهما الآخر في قائمة أصدقائه لتستمر العلاقة ويسهل التواصل
بينهما سعد هو بهذه الصداقة الجديدة وشعر بارتياح لهذه الفتاة
إستمرا في التواصل وطال الحديث بينهما وشيئاًً فشيئاًً بدأت العلاقة
بينهما تزداد عمقاًً حتى كشف كل منهما عن إسمه الحقيقي وأخبرها عن طبيعة عمله وإنشغاله حتى لا تتفاجأ يوماً بغيابه
توطدت تلك العلاقة وبدأ كل منهما يحنُُ للآخر ويشتاق إليه
أخبرته هي عن أهلها وأخبرها أيضاً هو عن أهله شعر برومانسيتها
كانت ترسل بعض الكلمات الجميلة من بعض الخواطر الرومانسية
وكان هو أيضاً يرسل لها بعض الكلمات أصبحت بينهما صداقة
متينة يكسوها الإعجاب وازدادت الشفافية بينهما فكشف كل منهما
عن همومه وألآمه
وفي هذه الفترة إختفت تلك الفتاة فجأة فجنََ جنون ذلك الشاب
كان في أمسِِ الحاجة إليها وإلى صداقتها كان كل يوم يفتح النت
ولا يجدها مما أرهق تفكيره وأحزنه إختفائها
كان أحياناً يحاول أن ينسى وينهي إستعمال النت ليعود إلى عزلته
وحزنه, وفي هذا الوقت ظهرت الفتاة من جديد فرح بها فرحاً شديداً
استغربت من إهتمامه وشدََة قلقه عليها عند غيابها قالت له: لم أكن أعرف أنك مهتم بي لهذه الدرجة واعتذرت له وأخبرته
أنها كانت مشغولة بالإمتحانات
تعمقت العلاقة بعد هذا الغياب وأصبحا على تواصلٍٍ دائم
أرسلت له بعض الكلمات هدية له وقالت: هي من كتاباتي أعجبته
تلك الكلمات وسألها: هل تكتبين الشعر والخواطر؟ قالت: نعم أحياناً
ثم قالت كنت مشتركة بإحدى المنتديات ولي بعض الخواطر
هناك أعطته عنوان ذلك المنتدى ليقرأ خواطرها دخل هو بدوره
ذلك المنتدى وقرأ خواطرها أعجبه رومانسيتها وكلماتها الجميلة
ولاحظ من خلال كتاباتها عمق الحب بداخلها
حركت تلك الكلمات مشاعره وتذكر حبيبته وأفتقدها, كان هو
أيضاً يكتب الشعر والخواطر إلاََ أنه ترك الكتابة منذ زمن
وها هي المشاعر تصحو من جديد وبدأ يحنُُ للكتابة وبدأ يشعر
بعظمة صداقة هذه الفتاة التي حركت المشاعر الدفينة عنده
إشترك في هذا المنتدى وكتب أول خاطرة له ثم بعثها لها
أعجبت الفتاة بكلماته وهكذا أصبح الإعجاب يرتقي
شيئاً فشيئاً نحو الرومانسية ولا يتخطى الصداقة
سألها عن المنتدى وأخبرها بإشتراكه فقالت له: أنها تركت المنتدى منذ زمن
ولن تعود إليه بسبب وعد وعدته لإحدى الأصدقاء إحترم هو وعدها
وزاد إعجابه بهذه الفتاة المحترمة الوفية بوعودها
في إحدى الليالي كان يتحدث معها فسألها عن كتاباتها التي تدل على
حب عميق إما أن يكون موجود حقيقة أو هي تبحث عنه في خيالها
أخبرته أنها كانت تحب رجلاً وتركته منذ فترة وهي حزينة جداً بهذا الفراق
لاحظ الشاب الألم من خلال ردها أحزنه ألمها وتحرك الحزن الذي بداخله
تذكر حبيبته وفراقها كان يعرف معنى الفراق وألمه وعذابه
حاول بكل جدية أن يؤاسيها ويخفف عنها هذا الألم رغم الحزن العميق
في داخله كما حاول أن يعطيها بعضاً من الأمل لعلها بذلك ترجع لحبيبها