• 7:52 صباحاً




قصص قصيرة جدا جدا جدا

إضافة رد
أدوات الموضوع
الصورة الرمزية مادنيس
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,276
معدل تقييم المستوى: 15
مادنيس is on a distinguished road
21 - 04 - 2011, 04:05 AM
  #1
مادنيس غير متواجد حالياً  
افتراضي قصص قصيرة جدا جدا جدا
قصص قصيرة جدا جدا جدا




المُغني


الساعة الواحدة من ظهيرة حارقة...
كان المغني يستريح علي( صيرة)* البيت، غناؤه موجع، عجوز الجيران تذرف دمعا مع كل ترنيمة تأتي بها ربابة المغني..
غني حداء مملوءا بالشجن، تكلم عن الأيام السالفة، الحنين، ذكريات الطفولة، وجع الترحال، الخيول في الأعياد، المروج الخضر، سراح الرعاة، صوت الأغنام، عن أعداء مجهولين، الزمن، موت الأحبة، الجمال، رائحة الربيع، الشر والخير، عن الشباب الذين لفتهم الحروب الصغيرة، العذاب، زمن المجاعات، القحط، طعم الجراد، عن الإبل، شجرة الدفلي، الزهور البرية، أسراب القطا، رائحة الطليع، الشفلح البري، عن الرجال الشجعان، غزواتهم العادلة، كرمهم المفرط، عن الجميلات، سحر الحب في ليالي مقمرة، عن ألم الوداع، هجرات الخوف، الصداقات، عن الأرض، رائحتها، وشرف الانتماء إليها...
كان المغني يبكي...
عجوز الجيران تبكي..
كنا نحن الأطفال نقف بنوع من محاولة رسم الصورة لزمن غابر قد عاش هنا وولي بكل تلك الضبابية المدهشة، شيء من الخوف يتلبسنا...
رؤوسنا الصغيرة تتحرك مع إيقاع الموسيقي...
المغني يحرك أوتار الربابة، تنفتح حنجرته علي شجن عميق كأنه قادم من أقاص بعيدة..
لوحة الحب ترسمها الإشارات
الأوتار..
الإيقاع...
وحزن الكلمات الآتية من شقاء قاس....
الصورة التي تقف خلف السياج الحطبي لبرية أصبحت قاحلة بفعل غزو السبخة تعطي مشهدا متناقضا عما يقوله المغني...
دموع المغني والعجوز يلونان لوحة فيها كل ذلك الألم الدفين والذكريات الذاهبة تحت غشاوة أيام ظللها سراب تلبسه الخوف وثقل السنيين المملوءة بالضياع والهجران والخسارات التي لا تحصي.....
ناولته الجدة شيئاً من الهدايا عبارة عن أكل وملابس...
المغني يغادر..
يبتعد..
نحن يلفنا الذهول والحيرة
تدلف العجوز البيت..
بعيدا يغادر المغني تأتي من هناك، من بعيد أصوات طلقات تنقلها ريح شقية...
صوت المغني يأتي حادا وقويا ومتحشرجا...
زمن طويل مرًّ ومازلت بذلك التساؤل المخيف
هل مات المغني ؟؟؟
****
مجنون القرية
كان مجنون القرية شابا جميلا، نظيفا، وهادئ الطباع...ماعدا حالات الجنون يبدو كل شيء عاديا علي مطشر....
مطشر جزء من القرية بكل تلك التفاصيل، بدونه تبدو حياة القرية بائسة وراكدة...
الكل يشكو ويتذمر جنونه...
ولكن عندما يمر زمن بدون أن تتلبسه حالة جنون ما يتكاثر التساؤل...؟
لقد مل مطشر ذلك التساؤل المجحف والملح...فهو يريد لجنونه تلك الحرية المطلقة في التألق وفي اختيار الزمان والمكان وشكل الطقس الذي يبتغيه..
لم يفهم الكثيرون ذلك، لأنهم يفكرون في راكد الأشياء، في سطحيتها السهلة...
عيونه الذكية تزرع حزنا في أرواحنا، نحن الذين فهمناه علي قلتنا وتعاطفنا معه، انه جزء من أيامنا المزروعة بالخوف دوما، ماعدا تلك التي يزرع فيها مطشر شيئاً من جنونه الفعال، كمن يحتج علي بلادتنا وقبولنا ذلك الواقع المّر، فبها يعطينا شيئا من نشوة مطلوبة لمواصلة الحياة...
كان مطشر دوما يفتعل الجسارة مره يسرق دجاجات الجيران أو يدخل حقل شيخ القرية موزعا ماقطفه علي الأطفال
وأخري....
كان دائم المغامرات، مكتشفها ومُبدعها العجيب..
بعضهم يقابل ذلك بالضحك أما هو فيقابل ذلك بالصمت وبنظرات تحتقر الجميع وخصوصا أولئك الذين تتلبسهم البلادة..
كان يقول لي انه يحب صراخ الأطفال واستهزاءهم به، لكنه لا يحب أبدا نظرات( جبار ) ابن زهلوله الشامتة.
تبدلت الحياة في القرية ما عدا مطشر فهو يواصل حياته بكل ذلك الثبات المعهود به وبكل تلك التلقائية العجيبة...
يمارس جنونه الجميل دون أن يكترث لتقلباتنا القلقة..
ابن زهلولة فشل في الدراسة، أصبح شرطي أمن ومعه تبدلت علاقات شباب القرية بابن زهلولة، أصبح رقيبا علي حركاتهم وهمساتهم..
ماعدا مطشر يواصل حريته المعتادة، منها البصاق علي الصور التي تكاثرت، ويوجع ابن زهلولة بالاحتقار
معها تكاثر جماعة جبار...
في يوم تموزي، فاقت القرية علي صراخ مطشر الجميع يركض نحو مصدر الصوت يا لهول المنظر جبار ( ابن زهلولة) ممدد علي الأرض بجانب مطشر تماما، بقايا أصابع يد مطشر علي رقبته بكل ذلك الأحكام المميت، فيما احدهم يقف بعيدا مرتعبا، ينظف مسدسه
دم مطشر يلون ارض القرية، دم أحمر قان ينساب بعيدا...
دمْ...
كل شيء تعتليه حمرة عليلة كل شيء
بكاء حار يغمر الجميع...
عويل النساء يتصاعد...
عويل هز السماء..
مطشر مات
ولكن هناك الكثير لا بد أن يقال يوما ما...!!!
من يدري... ؟؟؟



قصص قصيرة جدا جدا جدا




حب

لم يقل لها مرة واحدة: أحبك، فهو يكتفي بالنظر إلى عينيها، وبين الحين والآخر يمد أصابعه بحنو يسوّي خصلات شعرها التي تبعثرها ريح المساء دون استئذان.
لم تقل له مرة واحدة: أحبك، فهي تكتفي بالسير صامتة إلى جواره، وفي الصباح التالي تأتي وحيدة تلملم آثار خطواتهما خوفاً من قسوة المارة، ثم تعود وعلى رأسها سلة كبيرة لا يدري أحد ماذا خبأت فيها.




تمثال
على صدرها أسند رأسه المتعب، وهناك بكى دون توقف وهي تسرّح أصابعها الرقيقة في شعر رأسه الأليف.
في الصباح، تحلق الناس عند قارعة الطريق، تلمسوا أبدانهم الهشة، وهم يرون بمحاذاة أشجار الكينيا، تمثالاً من لحم ودم، لرجل وامرأة، رأسه فوق صدرها، يدها الحانية على شعره الساكن، تماماً، في الموقع الذي يلتقي فيه الأحبة كل مساء.


قلب
في الأيام الأولى التي سبقت لحظة البرق، كانت تأتي إلى المبنى وقد خلفت قلبها في البيت مثل قرود الحكايات القديمة.
في الأيام التالية التي أعقبت لحظة البرق، صار قلبها يسبقها، يتراكض أمامها مثل أرنب أليف، يصعد درجات المبنى بأذنين طويلتين وأنف مرتجف أحمر دقيق، ثم يغفو طويلاً في حضن رجل ينتظر وصولها في لهفة كل مساء.




وحدة

بعد منتصف الليل بقليل، أيقظه لسع الهواء البارد، اتجه نحو النافذة وهو يؤنب نفسه، لأنه لم يفطن إلى إغلاقها قبل النوم.
عاد إلى سريره ثم توقف حينما انتبه إلى أن القطة ليست على السرير، ولا في ركن الغرفة أو تحت المائدة الهرمة.
اتجه نحو النافذة من جديد وانتظر، وحينما أدركه اليأس انزوى في سريره وهو يتمتم: كم مرة حذرتها من الخروج ليلاً! قال ذلك وهو يسعل، قاله كأنه يقصد امرأة.





[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ]

قصص قصيرة جدا جدا جدا



رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص حب قصيرة جدا 2 مادنيس استراحة بورصات 0 15 - 04 - 2011 12:30 PM
قصص قصيرة جدا hames استراحة بورصات 0 24 - 03 - 2010 04:35 AM


07:52 AM