خبراء يتوقعون استمرار أزمة السيولة حتى الإنتخابات البرلمانية

04 أغسطس, 2011

توقع خبراء أسواق المال ومحللون استمرار ازمة السيولة فى البورصة حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة ، مشيرين إلى أن البدأ فى محاكمة الرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق وأعوانه سيعطي دافعه للسوق خلال الايام المقبلة .

ولفت الخبراء إلى ان الاضطرابات السياسية التى تشهدها المنطقة العربية أثرت بنحو كبير على أداء البورصات وهو ما أثر بدوره على السيولة ، وهو ما أكدته النشرة الربع سنوية للهيئة العامة للرقابة المالية التى أكدت على عزوف الاموال الساخنة عن أسواق المال العربية خلال الفترة الماضية نتيجة للتوترات والاضطرابات السياسية فى جميع دول المنطقة والتى أطاحت باثنين من رؤساء العرب خلال هذه الفترة ، إلى جانب الكثير من المؤشرات الاقتصادية التى كانت فى صالح الغرب أكثر منها للمنطقة العربية .

من جانبه قال علاء عبدالحليم ، العضو المنتدب لشركة ،المتحدة لتداول الأوراق المالية، أن البورصة المصرية تعاني حالياً من مشكلة شح السيولة، معتبراً أن تلك الفترة مؤقتة لن تستمر طويلاً ، مرجعاً ذلك إلى سببين رئيسيين وراء العزوف عن البيع والشراء وانخفاض شهية المخاطرة لدى المستثمرين والتى كانت السمة الرئيسية لأداء السوق خلال الجلسات الأربعة الأخيرة، الأول: على الصعيد المحلى وهو محاكمة الرئيس السابق ونجليه وزير الداخلية الأسبق وأعوانه، حيث كانت هناك شكوك حول محاكمتهم لافتاً إلى أن إجراء المحكمة اليوم سيعطى السوق دفعة إلى الأمام، أما السبب الثانى عالمى يتمثل فى أزمة سقف الدين الأمريكى، مشيراً إلى أن قانون خفض العجز في الميزانية عبر الاتفاق الأخير يعتبر حلاً على المدى القصير، غير أنه ليس الحل الكافى للأزمة فى الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الفترة الحالية تعتبر فترة انتظار تحسباً لهدوء الأوضاع حتى تعود شهية المستثمرين مرة أخرى للمخاطرة، موضحاً أن حركة السوق مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالأحداث السياسية الراهنة.

ولفت العضو المنتدب لشركة "المتحدة" لتداول الأوراق المالية، إلى أن أزمة السيولة ستستمر حتى الإنتخابات البرلمانية وعلى المدى المتوسط ستستمر لمدة ستة أشهر قادمة، وذلك لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد.

ومن جانبة قال محمد سعيد ، مدير أدارة الاستشارات والنظم بشركة IDT ،أن مشكلة شح السيولة، وتناقص حجم التداولات الى مادون 500 مليون جنيه تاتى نتيجة لضعف التداول الحر والذى يساهم بشكل اساسى فى تكوين اتجاة صاعد فى السوق طبقاً لاليات العرض والطلب ليكون كفيلاً بضخ سيولة اضعاف الموجودة حالياً .

ولفت الى أن أحجام التداول تعتمد بشكل اساسى على الاتجاة الذى تتحرك بة الاسواق وعندما تتسم حركة الاسعار بوجود اتجاة قوى فى السوق ينعكس ذلك بشكل واضح على زيادة السيولة وارتفاع أحجام التداول ، لافتا الى ان مؤشرات السوق المصري تتميز بالاتجاهات العرضية مع أنخفاض واضح فى احجام التداولات ، وفى حال استمرارها لفترة طويلة فانها تؤدي الى جفاف تام للسيولة ونقص فى احجام التداول.

وارجع عزوف المستثمرين عن حيازة الاسهم خلال الفترة الحالية الى خروج العديد من المستثمرين العرب والأجانب ، نتيجة لحالة القلق من مستقبل الاقتصاد العالمى بع ازمات الديون المتتالية والتى بدءت سلسلتها بأزمة ديون دبي ثم الديون الاوربية فى اليونان والبرتغال وايرلندا ثم ايطاليا واسبانيا ومؤخراً الجدل الدائر حول الديون الامريكية والتى تنتظر حلاً يتمثل فى رفع سقف الدين أو مواجهة العجز عن سداد التزامات الديون ،هذا بخلاف التصنيفات الائتمانية السلبية الصادرة من المؤسسات الدولية مثل موديز.

وشدد مدير أدارة الاستشارات والنظم بشركة IDT على ضرورة توعية المدخرين بطبيعة الاستثمار فى الاسهم والتركيز على التدابير التى يتم اتخاذها لتأمين الاستثمارات للتخلص من الدعاية السلبية التى تفرزها وسائل الاعلام المختلفة عن مخاطر الاستثمار فى أسواق المال ، لافتا الى أهمية أتاحة التداول على أدوات مالية جديدة منخفضة المخاطر مثل الشوت سيلنج والعقود المستقبلبة وعقود الخيارات.

وأكد على ضرورة تفعيل دور صناديق الاستثمار بصورة أكبر وتكوين البنوك لأكبر قدر ممكن من المحافظ لتدعيم السوق.

ودعا إلى تكثيف الحملات الترويجية للبورصة المصرية و استمرار حملات دعم البورصة المصرية بوسائل الإعلام المحلية، لجذب مستثمرين جددا.

أتفق مع الرأى السابق محسن عادل، العضو المنتدب لشركة بايونيرز لصناديق الاستثمار نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، مطالباً بضرورة البدء في حملة توعية شاملة من خلال ادارة البورصة خلال شهر رمضان للتوعية بعمليات الاستثمار في سوق المال المصري وتحسين صورته امام المستثمر الصغير بعد كل ما اثير حوله موضحا انه من الممكن الاستفاده بالتجمعات الرمضانية لتنفيذ هذه الحملة الموسعة التي تأخرت كثيرا .

كان مؤشر البورصة المصرية الرئيسى "EGX 30"،الذى يقيس اداء أنشط ثلاثون شركة ، قد أنهي تعاملات شهر يوليو المنصرم ، على انخفاض حاد بلغت نسبته 6.3% تعادل 337.37 نقطة ليغلق عند 5035.63 نقطة مقابل 5373 نقطة .

على العكس ارتفع مؤشر "EGX 70"، للاسهم الصغيرة والمتوسطة، بمقدار 1.9% تعادل 11.97 نقطة ليغلق عند 641.6 نقطة مقابل 629.63 نقطة، فيما تراجع مؤشر "EGX 100"،الاوسع نطاقاً الذى يضم الشركات المكونة لمؤشرى "EGX 30"و"EGX 70" ، بمقدار 1.9% تعادل 18.8 نقطة ليغلق عند 954.07 نقطة مقابل 972.87 نقطة .

التوقيع