من المرجّح أن يختبر اليورو موجة هبوطية حادّة إذا ما تراجعت السندات الإيطالية والأسبانية أكثر
أدّى أسبوع سجّل فيه مؤشر الداو جونز الصناعي والأصول المحفوفة بالمخاطر أداءًا مخيّبًا للآمال الى تراجع اليورو مقابل الدولار الأميركي.
الآفاق الأساسية لليورو: سلبية
* من المرجّح أن يكون ارتداد اليورو وجيزًا، إلاّ أنّ اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي قد يكون محوريًا
* شهد اليورو ارتدادًا حادًا مقابل الفرنك السويسري إذ اعتمد البنك الوطني السويسري موقفًا أكثر تشدّدًا
* من المقدّر أن تقود نتائج مؤشر أسعار المستهلك الألماني توقعات معدّلات البنك المركزي الأوروبي
أدّى أسبوع سجّل فيه مؤشر الداو جونز الصناعي والأصول المحفوفة بالمخاطر أداءًا مخيّبًا للآمال الى تراجع اليورو مقابل الدولار الأميركي، بيد أنّ الأنباء التي تسرّبت في نهاية الأسبوع حول إمكانية بدء البنك المركزي الأوروبي بشراء السندات الإيطالية والأسبانية دفعت بزوج اليورو/دولار الى اختبار بعض الإستقرار.
تزايدت حدّة التوتّرات المالية في منطقة اليورو مرّة جديدة، إثر ارتفاع الفارق بين عائدات السندات الإيطالية وتلك الألمانية بأكبر قدر له في خسمة عشر عام. لقد أوردنا مرارًا وتكرارًا: لا تمتلك منطقة اليورو رأس المال الكافي لإنقاذ بلاد كإيطاليا ومن المرجّح أن تزعزع أي اضطرابات إضافية محيطة بالسندات كينونة الإتّحاد النقدي.
يبدو أنّ مناخ من الطمأنينة ساد الأسواق عقب الإعلانات التي أفادت بأنّ إيطاليا قد تسرّع وتيرة تطبيق التدابير التقشّفية وتبتكر خطّة متوازنة للميزانية قبل عام من الموعد المحدّد. يعتقد المحلّلون والتّجار على نطاق واسع بأنّ ذلك يرمي الى ضمان حصول البنك المركزي الأوروبي على دعم أسواق السندات الدولية. في الواقع، يقدّر البعض أن يعمد البنك المركزي الأوروبي الى شراء سندات إيطالية خلال الأسبوع المقبل بغية وضع حدّ للتسارعات الصعودية الجارية. وفي وقت يبلغ إجمالي الديون الحكومية 120% من الناتج المحلي الإجمالي، بات من غير المضمون أن يساهم دعم هذا المصرف بتقليص التوّترات المالية الإيطالية.
تشكّل ثقة الأسواق نقطة تحوّل رئيسية في ما يتعلّق يالإضطرايات المالية السائدة في منطقة اليورو وتلك التي تعترض العملة الأوروبية بحدّ ذاتها. لطالما أوردنا بأنّ أهمّية المسائل المالية في اليونان وإيرلندا والبرتغال لا تكمن بتأثيرتها على تلك البلدان وإنّا بما يترتّب عنها من مخاطر لإنتشار عدوى الأزمة الى جوهر الإتّحاد النقدي الأوروبي. تمثّل إيطاليا وأسبانيا ثالث ورابع أوسع اقتصادين في منطقة اليورو، وإنّ برامج الإنقاذ المتوافرة ليست كافية لإنقاذ أي من الحكومتين. هذا وينذر التشاؤم المهيمن على الأسواق المالية، الى جانب أسوأ أداء أسبوعي لمؤشر S&P500 منذ الأزمة المالية بتخييم اضطرابات أكبر خلال الأسبوع.
من المرجّح أن يكون قرار فائدة مجلس الإحتياطي الفدرالي الأميركي المرتقب في أوائل الأسبوع محوريًا بالنسبة الى تحرّكات الأسواق الأوسع نطاقًا، وبالتالي الى زوج اليورو/دولار. من المحتمل أن نكون في صدد الوقوف عند نقطة تحوّل حقيقيّة، لطالما يبقى القلق محيطًا بالسندات الإيطالية والأسبانية. تواصل سندات الخزانة الأميركية ارتفاعها (وسط هبوط العائدات) على خلفية نفور المخاطر المالي الواضح، ولا تنفكّ مخاطر العدوى تنذر بتفاقم حدّة الأزمة.
إنّه لمن المفاجىء الإشارة الى المناعة النسبية التي يتمتّع بها زوج اليورو/دولار في وجه الإضطرابات الأخيرة. هذا وينبغي على المرء التساؤل الى أي مدى يمكنه مواجهة ضغوطات الأسواق- ولا سيّما مع تسجيل المؤشر الفرنسي CAC40 رقمّا قياسيًا وسط هبوطه على مدى عشرة ايّام متتالية.
الإضطرابات كثيفة ويعتبر هذا الأسبوع مصيريًا في صفوف الأسواق المالية. من المرجّح أن تحدّد ردود فعل الدولار الأميركي والعملات الرئيسية الأخرى أزاء قرار فائدة مجلس الإحتياطي الفدرالي الأميركي المسار المستقبلي. إذا ما تبلورت قراءة مخيّبة للآمال، نتطلّع الى استمرار التوتّرات واختبار الدولار الأميركي انعكاسًا محتملاً.
من المرجّح أن يختبر اليورو موجة هبوطية حادّة إذا ما تراجعت السندات الإيطالية والأسبانية أك
المواضيع المتشابهه 
