بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده ،والصلاة والسلام على رسول الله معلم الخير ومرشد الناس إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة
القائل
طلب العلم فريضة على كل مسلم
ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعن العلماء والدعاة المخلصين وبعد :
أذكر في البداية بالحديث الشريف الذي وردفي سند أحمد- كتاب باقي مسند الأنصار) –باب أخبار عبادة بن الصامت قال (ص):
والذي نفسي محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على
أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير
يقول أيضا عز من قائل :
(ومن يغش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ، وانهم ليصدونهم عن الذكر ويحسبون أنهم مهتدون ) الزخرف – الآية 36-37
قال تعالى :(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب – الآية 21
وأخلاق الرسول هي القدوة الحسنة لنا جميعا0
وما ورد في حياة الرسول (ص) فكان مقتصرا على بعض المناسبات المحددة مثل
النشيد في الزفاف
أتيناكم أتيناكم
فحيانا وحياكم أو (فحيونا نحياكم)
ولولا الذهب الأحمر
ما حلت بواديكم
ولولا الحنطة السمراء
ما سمنت عذاريكم.
أو في العيد :
نحن بنات النجار يا حبذا محمد من جار
ونشيد حفر الخندق :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزل السكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
ونشيد استقبال الأنصار للرسول (ص)في المدينة المنورة :
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعى لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة
مرحبا يا خير داع
وهي أناشيد فيها الدعاء إلى لله سبحانه أن ينزل السكينة على المجاهدين ويثبت أقدامهم
وكذلك أناشيد بمدح الرسول محمد (ص)
أما عن الأشعار في عهد النبي (ص)
فمعروف أن شعراء الرسول الله (ص) كانوا:
حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وكعب بن زهير ومن كان على طريقهم
كانوا يمدحون الرسول (ص) وكانوا يجاهدون بأشعارهم حتى وكانت أشعارهم مثل النبال يرمون بها أعداء رسول الله (ص) كما وصفهم النبي (ص) في حديثه لكعب عندما سأله كعب يا رسول الله إن الله قد أنزل في الشعر ما علمت فكيف ترى
قال (ص)
إن المؤمن يجاهد بنفسه وسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل
وكذلك كان شعر حسان في الرد على أبي سفيان عندما هجى النبي (ص)
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدا برا تقيا
رسول الله شيمته الوفاء
لساني صارم لا عيب فيه
ويجري لا تكدره الدلاء
تظل جيادنا متمطرات
تلطخهن بالخمر النساء
فان أعرضتمواعنااعتمرنا
وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم
يعز الله فيه من يشاء
ومن أشعارهم أيضا:
حب نبي الله مفترض
وحب أصحابه نور وبرهان
من كان يعلم أن الله خالقه
لا يرمين أبا بكر ببهتان
ولا أبا حفص الفاروق صاحبه
ولا الخليفة عثمان ابن عفان
أما علي فمشهور فضائله
والبيت لا يستوي إلا بأركان
**
أما الحديث :
(ويا حنظلة ساعة فساعة)
في سنن ابن ماجة
–كتاب الزهد-باب المداومة على العمل وجدت هذا الحديث
حدثنا أبو بكر أبي شيبة حدثنا الفصل بن دكين عن سفيان عن الجريري عن أبي عثمان عن حنظلة الكاتب التميمي الأسدي قال كنا عند رسول الله (ص) فذكرنا الجنة والنار حتى كأنا رأي العين ، فقمت إلى أهلي وولدي فضحكت ولعبت قال فذكرت الذي كنا فيه فخرجت فلقيت أبا بكر فقلت نافقت نافقت فقال أبو بكر انا لنفعله ،فذهب حنظلة فذكره للنبي (ص)
فقال ياحنظلة لو كنتم كما تكونون عندي
صافحتكم الملائكة على فرشكم أو على طرقكم
يا حنظلة ساعة وساعة
نجد من الحديث أن ما رواه حنظلة للرسول (ص)
هو اللعب والضحك مع أهله وأولاده في بيته
فكانت رخصة الرسول (ص) (ياحنظلة ساعة وساعة)
ووجدت في سنن أحمد و سنن ابن ماجة
كتاب النكاح- باب الغناء والدف ما يلي :
عن ابن عباس قال أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله (ص)فقال:
أهديتم الفتاة
قالوا نعم،قال:
أرسلتم معها من تغني
قالت لا يا رسول الله،فقال رسول الله (ص)
إن الأنصار قوم فيهم غزل فلو بعثتم معها من يقول :
أتيناكم أتيناكم
فحيانا وحياكم أو (فحيونا نحياكم)
وعن عائشة قالت دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث ، قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر ابمزمور في بيت رسول الله (ص) وذلك في يوم عيد فقال (ص)
يا أبا بكر إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا
كلمة الختام :
أورد لكم ماورد في الفقه الإسلامي على المذاهب الأربعة
الإصدار 1.25 لعبد الرحمن الجزيري
الجزء الخامس –القسم الثاني –في حكم الغناء التالي :
اختلف العلماء في حكم الغناء واستماعه ففي
المذهب الحنفي :
قالوا الغناء إما أن يكون من امرأة أو رجل ، فان كان من امرأة وكان بصوت غير مرتفع بحيث لا يسمعه الأجانب فلا مانع منه أما إذا كان الغناء بصوت مرتفع يسمعه الأجانب فهو حرام وخصوصا إذا كان مشتملا على كلام يهيج للشهوة ومثير للفتنة كتحسين الخمور وأوصاف النساء أو دعوة إلى الحب والغرام إلى غير ذلك
أما الرجل
فان كان غناؤه لدفع الوحشة عن نفسه أو كان لحماس الجند أو الحث على العمل والجهاد فهو جائز أما إذا كان الغناء مشتملا على ذكر الغرام والحب ويخشى أن تفتتن به امرأة أجنبية
فيكون في هذه الحالة حراما كما هو حاصل في الإذاعة والسينمات ودور الملاهي والتمثيل
وكذلك غناؤه في حادث سرور مباح إذا كان بغير آلة ولم تكن فيه عبارات مهيجة ولم تحصل منه فتنة وكان الاجتماع فيه محذور لا تختلط فيه النساء مع الرجال وكان الغناء على غير آلة اللهو ولم يكن سببا لمحرم
أما إذا لم يستوف هذه الشروط فغناؤه حرام كما هو الحال في الأغاني الذي يذيعها المطربون والمغنون
**
وفي المذهب المالكي:
الغناء حرام على النساء وسماعه حرام إلا إذا كانت الأغاني من الرجال بعبارات حماسية في الحرب أو تسلية للإبل على المسير في الصحراء ولم تصحبه آلة لهو وطرب
**
وفي المذهب الشافعي :
إن الغناء الماجن مع آلات الطرب واللهو حرام على النساء والرجال وسماعه حرام
نقل على الأمام الشافعي (رض) قال الغناء لهو مكروه يشبه الباطل من استكثر منه فهو سفيه وترد شهادته
وفي المذهب الحنبلي :
الغناء حرام سواء كان من النساء أو من الرجال إذا كان القول بثير الشهوة لمن استمع إليه أو أدى إلى اختلاط الرجال بالنساء أو خرج عن حشمة ووقار وما أدى إلى حرام فهو حرام كالنظر إلى الأجنبية بشهوة أو لمسها أو الخلوة بها.
**
يقول الإمام الشافعي :
(وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته ثم غلظ القول فيه فقال فهي دياثة)
وفقنا الله جميعا لكل خير فيه صلاح هذه الأمة وهدايتها ورشدها كي تعود إلى جادة الصواب والحق انه على كل شيء قدير
انقل لكم الفتوى الإسلامية للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
ما حكم الشريعة الإسلامية في الاستماع إلى الموسيقى؟
إن مسألة الموسيقى عموماً تدخل في باب: (ما حرّم من أجل غيره).
عندما حرّمت الخمرة تحريماً كلّياً بنصوصها القاطعة، كانت مجالس الخمرة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمعازف والقيان (المغنّيات)، من هنا فقد كان لا بدّ من القضاء على الأجواء التي تذكّر بالخمرة وتثير الحنين إليها. ومن أبرزها وأهمها أجواء المعازف والموسيقى.
تلك هي باختصار علّة تحريم الشارع للمعازف عزفاً عليها أو إصغاء إليها. أي فالعلّة ليست ما قد تحدثه من طرب، بل ما قد تجرّ إليه من مجالس الخمر والفسوق. ولذا كانت الآلات الموسيقية المحرّمة، كل ما كان منها من دأب الفسّاق وأهل المجون، أما غير ذلك فلا.
ومن مقتضيات هذه العلّة للحكم ما قاله أكثر الفقهاء من أنّ المحرم إنما هو حضور هذه المجالس، فإنها قلّما تخلو من الفسوق وأسبابه. أما سماع هذه الآلات دون حضور مجالسها، كمن يصغي إليها من وراء جدار، أو كمن يسمعها من إذاعة أو آلة تسجيل، فليس في الأمر ما يستدعي الحرمة. بسبب انفصاله عن العلّة التي كانت مصدر التحريم. اللهم إلاّ أن يكون نوع اللّحن الذي يصغي إليه مما يثير غرائز جانحة، (وهو شيء يختلف عن الطرب الحقيقي الذي تحدثه الآلات الموسيقية في النفس) فإن الإصغاء إلى مثل هذه الألحان يدخل في قائمة المحرّمات، لأسباب أخرى لا تخفى على الباحث المنصف.
هذه إجابة وجيزة جدّاً، ولعلها تغني عن التفصيل والتطويل، فإن أصرَّ السائل على معرفة معلومات أشمل وأوفى فليقرأ ما كتبه الإمام الغزالي في باب السماع من كتابه (إحياء علوم الدين)
لهو الحديث
المواضيع المتشابهه 
