المستثمر بين التحليل المالي والتحليل الفني

من أكثر الأسئلة التي تدور بين المستثمرين والمهتمين بالبورصة بشكل عام والتحليلات المالية خاصة هي أيهما أفضل للمستثمر تعلم التحليل المالي (الأساسي) أم تعلم التحليل الفني وأيهما أكثر استخداما؟ وهل اكتفي بالتحليل الأساسي بالاستثمار بالشركة أم استخدم التحليل الفني: وهل التحليل الأساسي مهم للمضارب أم اكتفي بالتحليل الفني؟ ويدور المستثمر ويحتار بين الفريقين فأعضاء كل فريق يدافع عما يقوم به ويحاول ان يظهر انه الجانب الأفضل والاصح وهو صراع لا ينتهي...

لذا سوف نحاول قبل ان نشير بأيهما أفضل للمستثمر ان نوضح ما التحليل الأساسي وما هو التحليل الفني وبعض الفروق بين نوعي التحليل وأيضا نبين العيوب والمزايا لكل نوع منهما باختصار.

فالتحليل الأساسي هو تحليل القوائم المالية للشركات، ومحاولة تقييم الأسهم بقيمتها العادلة في السوق بناء على وضعها وأرباحها الحالية وأرباحها المستقبلية، آخذين بعين الاعتبار وضع القطاع الذي تعمل به الشركة والاقتصاد الذي تعمل فيه بشكل عام.

أما «التحليل الفني» فهو دراسة حركة السوق والتي تشمل البيع والشراء والسعر وحجم التداول من خلال الرسوم البيانية.

الشارت

والهدف من هذه الدراسة هو التنبؤ بالحركة المستقبلية للسوق بشكل عام أو السهم بشكل خاص في ثلاثة أركان أساسية وهي ان السوق يتحرك في اتجاهات وان حركة الأسهم تعكس كل المعلومات المتاحة وبان التاريخ دائما ما يعيد نفسه.

ويعتبر «التحليل الاساسي» هو الأساس ولا نستطيع ان نستغني عنه ومن خلاله نحدد ما اذا كان لدينا سوق كفؤ أم لا ويعتبر تحليل الأساسيات للمستثمر طويل الأمد ويتسم التحليل الفني بعدد من المزايا التي خلقت له أتباعا ومؤيدين كثر وفي مقدمة هذه المزايا السهولة والسرعة.

فبمجرد تحديد الوسيلة أو القاعدة الفنية التي سيعتمد عليها المحلل في التنبؤ بالأسعار يصبح تطبيقها آليا وعلى أي ‏عدد من الأسهم.

وكل ذلك دون حاجة الى تجميع وتحليل الكم الهائل من المعلومات التي يحتاجها التحليل الأساسي والتي تتطلب وقتا ‏وجهدا وفيرا.

اما الميزة الثانية فهي ان أساليب التحليل الفني يسهل تعلمها وتطبيقها بواسطة أي مستثمر مهما كان مستوى ثقافته ‏وهي ميزة لا يتيحها التحليل الأساسي.

ويضاف الى ذلك ميزة ثالثة هي ان المعلومات التي يحتاجها المحلل عن الأسعار والصفقات تتاح يوميا بانتظام من ‏خلال التقارير التي تظهر في شبكة الانترنت وبالطبع الوضع يختلف كثيرا بالنسبة للتحليل ‏الأساسي لان التقارير المالية التي يقوم عليها التحليل الأساسي تغطي فترة ماضية كما انه يصعب الاعتماد على ‏محتوياتها لأنها قد لا تكون خالية من تلاعب مجالس الادارات وبصورة متعمدة في الأرقام. كما ان التحليل الأساسي لا يستطيع تحديد اتجاه السهم والسعر الا في حالات قليلة ونادرة جدا.

ويمثل تفسيرا لما يحدث للسهم بعد وصوله الى مراتبه السعرية المستحقة.

بينما يستطيع التحليل الفني تحديد مسار سهم ما من خلال الاشارات الفنية بغض النظر عن وضع السهم أو محفزاته بحيث نجد ان التحليل الأساسي غير قادر على تفسير ارتفاع سهم ما بشكل مفاجئ.

وبعكس التحليل الفني الذي يعطي اشارات دخول وخروج دقيقة وعلى سبيل المثال لاحظنا في الرسوم البيانية والتحليل الفني لسهمي «اجيليتي» و«الصناعات الوطنية» والتي نشرت في «الوطن» قبل فترة قصيرة وحددنا اشارة دخول لسهم اجيليتي من سعر 330 وكان يستهدف 380 وبالفعل تحقق الهدف وبزمن قياسي وأيضا سهم الصناعات الوطنية تحدثنا بأنه أعطى اشارة دخول بعد ارتداده من 212 وكان يستهدف 250 وبالفعل وصل الى الهدف وبزمن قياسي أيضا وبنسبة ربح تعتبر جيدة جدا للسهمين ولذا فإن الذي حققه التحليل الفني في أسبوع الذي لا يستطيع التحليل الأساسي تحقيقه في سنة.

وبقي ان نتساءل هل يغني التحليل الفني عن التحليل الأساسي او بالعكس يمكن الاستغناء عن التحليل الفني والاعتماد على الأساسيات وحدها؟ وينبغي هنا ان نشير قبل ذلك بالمجال الذي نتحدث عنه فنحن نتحدث في مجال محدد للتنبؤ بالأسعار والاستثمار والمتاجرة بالأسهم فقط بعيدا عن وضع السياسات الاقتصادية.

ومع أني من أنصار التحليل الفني الى أنى أجد كل منهم مكملاً للثاني ويجب على المستثمر ان يتعلم بل ويحاول فهم التطبيق حتى يصل الى نتيجة قد تكون أفضل.

التوقيع