تغلق الأسواق الأمريكية أبوابها اليوم في عطلة عيد الشكر، و انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم بعد الارتفاع الكبير الذي حصل فيه يوم أمس مقابل سلّة العملات الأجنبية. يوم أمس، ساد التشاؤم في الأسواق المالية بعد فشل ألمانيا في بيع سندات حكومية أمد استحقاق 10 سنوات مما دفع البنك المركزي لشراء جزء كبير من السندات وصل إلى 39% من الكمية المطروحة حتى لا يظهر فشل ألمانيا، و هذا ما أقلق الأسواق المالية بشكل كبير دافعاً بذلك المتداولين نحو طلب الأصول المنخفضة العائد و تم التركيز على الدولار ليرتفع بشكل حاد مقابل سلّة العملات. لكن اليوم، نرى بأن الدولار عاد لينخفض قليلاً فيما تداولت مؤشرات الأسهم الأوروبية بإيجابية.
البيانات الاقتصادية الأوروبية أظهرت بأن الصادرات الألمانية تحسّنت خلال الربع الثالث، و ارتفعت أيضاً الاستثمارات الرأسمالية و ارتفع الإنفاق الحكومي، حيث ارتفعت الصادرات بمقدار 2.5% و ارتفع الإنفاق الحكومي 0.6% و حققت الاستثمارات الرأس مالية ارتفاعاً مقداره 0.9%، و رغم أن الأخير جاء ما دون التوقعات، إلا أنه اعتبر جيداً. هذا و قد نظر المستثمرون إلى ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي الألماني بمقدار 0.8% بإيجابية كبيرة.
هذه البيانات كانت داعمة للمتداولين للاتجاه نحو الأصول المرتفعة العائد، و رغم أن هذا الارتفاع يعتبر تصحيحاً طبيعياً و أن الاتجاه الهابط من المرجّح عودته، إلا أننا نرى حالياً سعر صرف الدولار ينخفض مقابل سلّة العملات الأجنبية، فقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي اليوم بعد ملامسته للأعلى عند 79.13 ليحقق الأدنى عند 78.72 نقطة.
حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي
بعد الانخفاض الحاد الذي حصل في سعر صرف اليورو يوم أمس، عاد اليوم ليرتفع مقابل الدولار الأمريكي، حيث ارتفع سعر صرف اليورو بعد أن لامس الأدنى عند 1.3331 دولار ليحقق الأعلى عند سعر 1.3410 دولار لليورو الواحد. لكن، يبدو أمامنا جلياً بأن الحركة الصاعدة التي يحققها اليورو اليوم، ما هي إلا جزء ضئيل من الاتجاه الهابط الذي حصل أمس، و الحركة الهابطة التي سيطرت على الزوج منذ أسابيع عدّة.
إن التحليل الفني يظهر بأن التداولات الحالية تعتبر مجرّد تصحيح، و أن أي تداول ما دون مستوى 1.3665 يبقي على تأثير نموذج فني سلبي على الزوج، فيما الثبات تحت 1.3380 يعطي احتمال عودة الاتجاه الهابط كبيرة جداً.
بيانات مؤشر IFO للثقة كانت أفضل من التوقعات، و تعتبر أيضاً إيجابية، فقد أظهرت بيانات مناخ الأعمال تحسّناً و ارتفاعاً لمستوى 106.6 نقطة، كذلك أظهر مؤشر الأوضاع الحالية استقراراً عند 116.7 نقطة. كذلك، القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الألماني أظهرت بأن التقديرات السابقة عند نمو 2.6% في الناتج المحلي الإجمالي تعتبر صحيحة، و هذا أيضاً ما ساهم قليلاً في دفع اليورو للارتفاع حتى لو قليلاً.
بالنسبة لأنصار التحليل الأساسي، فهم يعتقدون بأن اليورو قد يبقى ضعيفاً، و أن الاتجاه الهابط قد يستمر، فأزمة الديون السيادية تمتد و تتعمّق، و كل ما نراه من صانعي القرار هو إجراءات العديد منها لم يتم تنفيذه، فيما التوقعات تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يكون مجبراً على القيام بتخفيضات أخرى في سعر الفائدة خلال الفترة القادمة مما يبقي على سعر صرف اليورو ضعيفاً.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
باستفادة من انخفاض سعر صرف الدولار، استطاع الجنيه الإسترليني هذا اليوم أن يرتفع بعد أن لامس الأدنى له عند سعر 1.5500 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و هذا الارتفاع لم يتوقّف قبل ملامسة مستوى 1.5564 دولار. لكن كما نرى، فتداولات اليوم ضعيفة جداً، و في نطاق محدود يقع في الجزء الأدنى سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي منذ العاشر من شهر تشرين الأول الماضي.
إن التحليل الفني متشاءم جداً تجاه الزوج، فقد أثبت مستوى المقاومة 1.5580 قوّته و الثبات ما دون هذا المستوى سوف يبقي على الميل الهابط للزوج وارداً، بل إن أي تداول تحت مستوى 1.5720 قد يبقي على الميل السلبي للزوج رغم عدم استبعاد تذبذب كبير و ربما تصحيحات صاعدة بين الحين و الآخر لتشبع مؤشرات العزم في البيع و ظهور إشارة إيجابية على مؤشر القوّة النسبية.
البيانات الاقتصادية البريطانية أشارت بأن القراءة التمهيدية للناتج المحلي الإجمالي البريطاني كانت 0.5% خلال الربع الثالث، فيما كان الربع الثاني أضعف من هذا بكثير عند 0.1%، لكن عند التدقيق في البيانات الاقتصادية البريطانية و رغم أن العديد منها جاء أفضل من التوقعات، فهي تظهر ضعف الاقتصاد عموماً، خصوصاً و أن محضر اجتماع البنك البريطاني أظهر حالة عدم يقين من النمو المحتمل في الاقتصاد خلال الفترة المقبلة مع إشارات التأثر سلباً في التباطؤ الاقتصادي الدولي و أزمة الديون السيادية و تأثيرهما المباشر على الاقتصاد البريطاني.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
يكاد الدولار الأمريكي يفقد كل المكاسب التي حققها مقابل الين الياباني يوم أمس، فنراه اليوم قد انخفض من مستوى 77.37 الذي لامسه كأعلى سعر و أسفر الاتجاه الهابط عن ملامسة مستوى 76.99 ين للدولار الأمريكي الواحد. إن الميل السلبي للدولار الأمريكي دعمه موجة تصحيحية هابطة للدولار رافقها بعض الطلب على الين الياباني في ظل السلبية العامة في الثقة في الأسواق المالية التي أسفرت عن انخفاض في مؤشرات الأسهم و أسعار الأصول المرتفعة العائد خلال الجلسة الآسيوية قبل دخول الأسواق الأوروبية لنرى فيها انخفاض في سعر صرف الدولار و بعض التحسّن في القابلية للمضاربة في الأسواق.
التحليل الفني يشير إلى أن ثبات الزوج فوق مستوى 75.80 يبقي على احتمال عودة الاتجاه الصاعد، بل و يشير التحليل الفني إلى أن أي تداول فوق 76.10 يزيد من احتمال عودة الدولار للصعود. لكن في المقابل، ينصح التحليل الفني برقابة حثيثة للزوج، إذ أن الثبات فوق 77.15 ضروري لزيادة فرصة العودة للاتجاه الصاعد بالنسبة للدولار.
سوف نكون لاحقاً من ليلة اليوم مع بيانات أسعار المستهلكين في اليابان، و هذه البيانات من المتوقع لها أن تظهر انخفاضاً في الأسعار مقداره 0.1% مما يشير إلى أن الاقتصاد الياباني ربما يشهد مراحل اقتصادية شبيهة في حالة انكماش التضخم، بل هي هذه الحالة بعينها إن استمرت لفترة أطول. و هذه البيانات قد تؤثر بشكل واضح في الزوج، فارتفاع سعر صرف الين الياباني يزيد من احتمالات انكماش التضخم إلى جانب أن ارتفاع سعر صرف الين يقلل من الصادرات اليابانية في وقت نرى فيه اليابان في أمس الحاجة الآن لدعم الناتج المحلي الإجمالي.
التوقيع
جميع مشاركاتي لا تمس الواقع بصلة ... واي تشابه بينها وبين الواقع فهي أغرب من الخيال