يخيم الهدوء على الأسواق الأوروبية بانتظار قراءة الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول يوم غد
يوم هادئ و لا تزال المنطقة الأوروبية تكافح بمواجهة الركود الاقتصادي الأعمق بتاريخ تأسيس البنك المركزي الأوروبي، فشلت تدخلات واضعي السياسات بالحفاظ على مستويات الثقة بالأسواق المالية و لا نزل ننتظر البيان الاقتصادي الأكبر يوم غد و الذي يحمل في طياته القراءة التمهيدية للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول و يتوقع أن ينكمش النمو خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 4.1%.
أكد السيد كينغ أمس بأن الاقتصاد البريطاني قد بدأ يتعافى من الركود الاقتصادي ولكن بشكل بطيء و يتوقع أن يبقى معدل التضخم دون المستويات المقبولة خلال الثلاثة أشهر القادمة كنتيجة لتعمق الركود الاقتصادي في المملكة المتحدة الذي يعد الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
يتوقع البنك المركزي البريطاني بأن يستمر الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الحالي قبل أن يتحقق الانتعاش ببداية عام 2010 و صرح واضعي السياسة النقدية ضمن تقرير التضخم بأن معدلات التضخم ستنخفض لتصل لمستويات 0.4% خلال العام الحالي، و أكدوا بأن انخفاض قيمة الجينة الإسترليني ستدعم مستويات العامة للأسعار.
أبقى البنك المركزي البريطاني في اجتماع لجنة السياسة النقدية في السابع من الشهر الحالي معدل الفائدة المرجعي عند مستويات 0.5% بالإضافة لتوسيع نطاق سياسة التخفيف الكمي ليصل الإجمالي إلى ما قيمته 125 بليون جينة لضخ السيولة للأسواق المالية و فك جمود عمليات الإقراض للحفاظ على معدلات التضخم ضمن المستويات المقبولة.
كان لهذا التقرير الأثر الواضح على أسواق الأسهم الأوروبية التي أغلقت أمس منخفضة حيث أغلق مؤشر الداوجونز الأوروبي متراجعا بنسبة 2.7% ليسجل مستوى إغلاق عند مستويات 2357.30، وأغلق مؤشر FTSE100 بنسبة 2.13% ليسجل مستوى إغلاق عند مستويات 4331.37 نقطة، و انخفض الجينة الإسترليني أمام الدولار ليسجل الأدنى عند مستويات 1.5085 بعد أن كان حول مستويات الأعلى عند 1.5330.
تأثرت أسواق الأسهم الأوروبية أيضا بتقارير الخسائر لكل من شركةING Groep NV و Material التي زادت التشاؤم لدى المستثمرين بشأن قرب انتهاء الأزمة الحالية ،أصدرت شركة ING Groep NV التي تعد أكبر شركة خدمات مالية في هولندا بياناتها المالية للربع الأول من عام 2009، بلغت قيمة الخسائر خلال الربع الأول من هذا العام 793 مليون يورو، مقارنة مع الأرباح التي حققتها خلال الوقت نفسه من العام الماضي و التي بلغت قيمتها 1.54 بليون يورو. فاقت هذه الخسائر التوقعات التي المقدرة بقيمة 524 مليون يورو، كانت أهم أسباب هذه الخسائر قيام الشركة تخفيض قيمة أصولها، و بالإضافة للخسائر القروض.
ننتظر اليوم على الأجندة اليومية التقرير الشهري للبنك المركزي الأوروبي و الذي سيمدنا بتفاصيل اجتماع لجنة السياسة النقدية الماضي الذي أسفر عن تخفيض سعر الفائدة المرجعي بنسبة 0.25% ليصل معدل الفائدة عند 1.00% بالإضافة لتخفيض سعر فائدة الإقراض بنسبة 0.50% ليصل لمستويات 1.75% لتخفيف وطأة الأزمة الائتمانية، ثبتت البنك المركزي معدل الفائدة على الإيداع عند ما نسبته 0.25%.
أقر البنك المركزي الأوروبي لأول مرة بتاريخه سياسية التخفيف الكمي بقيمة 60 بليون يورو و المتضمنة شراء أدوات الدين الحكومية لتخفيف وطأة الركود الاقتصادي و ضخ السيولة لمنطقة اليورو و دعم المستويات العامة للأسعار التي تعاني من أعمق ركود اقتصادي بتاريخ البنك المركزي الأوروبي.
عزيزي القارئ لا يسعنا اليوم إلا الانتظار لنرى قراءة الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول يوم غد و يتوقع أن ينكمش الاقتصاد في الربع الأول بنسبة 4.1% ليعكس تراجع أداء كافة القطاعات الاقتصادية في منطقة اليورو المتأثرة بارتفاع معدلات البطالة عند مستويات 8.9% و تراجع مستويات الطلب و الأنفاق.