لأقعدن على الطريق وأشتكي وأقول مظلوم وأنت ظلمتني ولأشكينك
ثمّة حرب طاحنة، أُعلنت في مدريد .. ثمّة ضجيج أبيض .. ثمّة صوتٌ يعلو في مدريد
علمٌ هناكَ يلوحُ بالأفق .. علمُ التحدّي يا سادة !
مدريد أيتها الطفلة الحزينة .. يا وجعَ المساكين .. مدريد يا جرحاً ينزف فوقَ خد المجدلية .. لُمّي الشتات
غادري .. الباب الخلفي من هناك، هيّـا أيتها المسكينة .. قبل أن يستمر النزيف، أخشى عليك من الأجل المحتوم !
.
.
حينمـا أمر بجانب الرفاق .. بجانب الأصحاب والأحباب، يسألونَ بشغفٍ لا يصفهُ تعبيرٌ ولا يخطّه قلم : ماذا عمل كارليس ليلة الكلاسيكو في برنابيو ؟
ألم يعدّ لتوّه من إصابة عثت به لموسمٍ أو يزيد؟
هذا هو كارليس الذي أحببناهُ من قبل .. نعم هذا كارليس .. كيف خرج بهذه الصورة في تلك الأمسية .. أخبرنـا ؟
يقف بحنجرتي النداءُ ويموتُ القلـم .. ويُنادي الأسى: أفلاً تواسونَ المُحبَّ المُنكسر؟
ولماذا تضعني في هذا الموقف المُحرج يا كارليس ؟
لمَ لمْ تخبرني؟ الآن .. قلّي بربّك كيف أحفظ كرامة التعبير الذي مات في صدري ألف مرّة ؟
ماذا عن الأصوات التي تتحشرج في داخلي ؟ والعينان اللآتي تذرفان لمحبوبها .. يا حُبـاً يأسرني كل السنوات !
أنا لا أتحدثُ فنياً فحسب .. رغم أني كدتُ أبكي من شدّة الإعجاب .. من شدّة الذهول .. من شدّة الفرح بأن أراك بكل هذا الاستبسال والنجاح ..
حتّى أني رأيت اللامنطق .. حكم العمر تضرب به عرض الحائط، قليلاً من الرأفة بتاريخ المُسنـين !
لابدّ أن أحكي بصدقٍ عن الروح التي تجعلني أشعر بثقة لم أعهدها من قبل، أي روحٍ هذه التي تعيدك إلى سن الزهور ..
وعلى ذكر الزهور .. إني أرى زهرةً ترفضُ الذبول !
نُكمل .. إنه وحينما دخل الهدف في الثواني الأولى .. بخلاف أني صفقت له قبل أنصار مدريد أجمع لعلمي أنّهم أشعلوا فتيل غضبٍ ما كان لُيشعل لو صبروا أكثر ..
بخلاف ذلك، عُدتَ بي إلى معركة 3-3 في كامب نو حينما سجّل الريال الهدف الأول .. إنها ذات الحركة ..
ذات القفزات المتتالية وحركة اليدين التي تشحذ الهمم .. إنها التي لو وُجِّهت لثيّبٍ لغدى يركضُ كالوغدَان !
وكأنك لاتشعر بالذي يحتضر خلف شاشة التلفاز .. لكونه يعرف مقدار تأثير هذه الحركة على اللاعبين،
قادرٌ على أن أقول .. أبٌ روحيٌ يا بويول، وشيء .. شيء أعجز أن أحكيـه !
لذا .. ولكوني عاجزٌ عن التعبيرِ أيها الزاهي على سطح القمر ..
أيها المتلألىء في سماء مدريد .. بلا أن تحسب للضحايا أيّ حساب ..
بلا أن تُلقي لهم بالاً، والبال مع كتلونيـا .. في انشغـال، يا أجمل انشغـال