قالت منظمة أوبك يوم الاثنين ان تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو سيؤدي لمزيد من الانخفاض في طلب المنطقة على النفط وقد يؤثر على الاستهلاك في الاقتصادات الناشئة التي تقود النمو في الاستهلاك العالمي للوقود.
وأضافت المنظمة في تقريرها الشهري أن انتاجها النفطي في ديسمبر كانون الثاني سجل أعلى مستوى في ثلاث سنوات مع تعافي الامدادات الليبية ليتجاوز بصورة كبيرة المستوى المستهدف الجديد للمنظمة البالغ 30 مليون برميل يوميا.
وتوقعت أوبك أن يتراجع الطلب على النفط في الدول الاوروبية الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 160 ألف برميل يوميا في 2012 وأن يتراجع أكثر اذا تفاقمت أزمة منطقة اليورو.
وقالت "اذا أصبح الموقف أكثر سوءا فان تأثير ذلك على السوق سيتضح ليس فقط من خلال مزيد من تراجع الطلب على النفط في أوروبا وانما أيضا عبر انتشار التأثير على الطلب الى الاقتصادات الناشئة في سوق تتلقى امدادات كافية."
وتتوقع أوبك أن يبلغ الطلب العالمي على النفط 88.90 مليون برميل يوميا هذا العام نصيب أوروبا 15 مليونا منها. وقالت المنظمة ان أزمة منطقة اليورو لم يكن لها تأثير يذكر حتى الان على الطلب على النفط خارج المنطقة.
ولم تدخل أوبك التي يضخ أعضاؤها الاثنا عشر ما يزيد على ثلث النفط العالمي سوى تعديل طفيف بالخفض على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2012 بمقدار عشرة الاف برميل يوميا الى 1.06 مليون برميل يوميا.
ويأتي هذا الخفض في توقعات أوبك بعد خطوة مماثلة من ادارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الامريكية. وخفضت الادارة في الاسبوع الماضي توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2012 بواقع 120 ألف برميل يوميا.
ويعطي تقرير أوبك مزيدا من الاشارات الى أن المنظمة تضخ أكثر من سقف الانتاج اليومي البالغ 30 مليون برميل الذي اتفقت عليه في اجتماعها في 14 ديسمبر كانون الاول اذ أن ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل لا يشجع على خفض الامدادات.
وقال التقرير ان انتاج نفط أوبك ارتفع بحسب مصادر ثانوية الى 82ر 30 مليون برميل يوميا في ديسمبر كانون الاول وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر تشرين الاول 2008 وبما يتماشى مع نتائج مسح لرويترز نشر في الرابع من يناير كانون الثاني.
وقال محللون ان السوق يمكنها فيما يبدو استيعاب المزيد من النفط رغم أن هذا الرقم يزيد على توقعات أوبك لمستوى الطلب على نفطها في 2012 وهو 30.15 مليون برميل.
وقال بول توسيتي من بي.اف.سي للطاقة "الارقام تشير الى زيادة في الانتاج لكن السوق متماسكة. من العوامل التي ترفع الاسعار القلق بشأن توافر الامدادات الايرانية