شهدت أسواق الصرف فترة من التوطيد خلال الدورة المسائية، في وقت لم يشهد الدولار الأميركي تغييرات تذكر مقابل معظم نظرائه الرئيسيين.
أبرز العناوين
* لم يشهد الدولار الأميركي تغييرات تذكر خلال الدورة المسائية على الرغم من المكاسب الهائلة التي حقّقتها الأسهم الآسيوية
* تستمرّ أزمة الديون الأوروبية وسط غياب الإتّفاق اليوناني حول إشراك القطاع الخاصّ في عملية الإنقاذ، وترقّب مزادات بيع السندات التالية
* تتسلّط الأضواء على شهادة الرئيس برنانكي، في ظلّ رصد التّجار أي دلائل حول اعتماد جولة ثالثة من التيسير الكمّي
شهدت أسواق الصرف فترة من التوطيد خلال الدورة المسائية، في وقت لم يشهد الدولار الأميركي تغييرات تذكر مقابل معظم نظرائه الرئيسيين (بإستثناء الدولار الأسترالي التي تقدّم عقب الأرقام الإيجابية للميزان التجاري). يتعارض هذا الركود مع الأداء المتميّز الذي سجّلته بورصات الأسهم الآسيوية، حيث اكتسبت الأسهم ما يناهز 1.2%، عقب انحسار المخاوف المحيطة بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بعد أن أظهرت البيانات التي صدرت في الساعات الأربع والعشرين السابقة توسّع الأنشطة التصنيعية في الصين وأوروبا والولايات المتّحدة وفق وتيرة فاقت التوقّعات في يناير. يشير هذا التفاوت الى أنّ التسارع الصعودي الذي اختبرته البورصات الآسيوية هو ليس مجرّد ردّة فعل أزاء التطوّرات التي حدثت عند إقفال دورة أميركا الشمالية، مع رصد التّجار عن كثب الرياح المعاكسة التي تعصف بالقارّة العجوز.
على صعيد البيانات، يبدو أنّ هنالك أسباب عديدة تثير القلق. فلا يزال غائبًا الإتّفاق حول إشراك القطاع الخاصّ في عملية إنقاذ اليونان الثانية- الذي من دونه لن تحصل البلاد المثقلة بالديون على شريحة التمويل اللازمة لسداد حوالى 14 مليار يورو أوائل مارس، وإلاّ ستشهر إفلاسها. وفي حين يواصل مسؤولو الإتّحاد الأوروبي وممثّلو معهد التمويل الدولي- الجسم الذي يجري المفاوضات نيابة عن دائني اليونان- يحرزون بعض التقدّم، حلّت فترات استحقاق نهائية عديدة ولم يبرز بالنسبة إليهم أي شيء ملموس، وهو أمر يلقي بثقله حتمًا على الثقة. في إطار مختلف، ستجري اليوم فرنسا وأسبانيا مزادات لبيع ديونها، مع تطلّع التّجار الى معرفة حجم الطلبات ومعدّل الفوائد من أجل قياس درجة مخاطر الإفلاس في الأسواق. علاوة على ذلك، من المرجّح أن تشكّل المفكّرة الاقتصادية محرّكًا آخر لتجدّد الضغوطات الهبوطية على اليورو، في وقت يتوقّع أن يبيّن مؤشر أسعار المنتجين هبوط تضخّم الجملة الى أدنى مستوى له في أربعة عشر شهرًا، دلالة على تنامي رهانات تقليص البنك المركزي الأوروبي معدّلات الفائدة.
في وقت لاحق من الدورة، تتوجّه الأنظار نحو رئيس بنك الإحتياطي الفدرالي بن برنانكي الذي سيدلي بشهادته أمام لجنة الميزانية التابعة لمجلس النواب حول وضع الاقتصاد الأميركي. ونظرًا الى إعلان السياسة الحذر للغاية الذي صدر عن مجلس الإحتياطي الفدرالي في الأسبوع السابق، يبدو من المعقول أن يدلي الرئيس برنانكي بتعليقات مشابهة. بناء عليه، من المحتمل أن تعكس قدرة تلك الشهادة على توليد تحرّكات في الأسواق درجة تنامي فرص اعتماد جولة جديدة من التيسير الكمّي في الأشهر القادمة. بكلّ بساطة، إذا ما كان برنانكي أكثر حذرًا ممّا هو متوقّع، سيصبّ ذلك لصالح شهية المخاطر على حساب الأخضر وسط آمال أن يبذل المصرف المركزي ما بوسعه من أجل تعزيز الوتيرة المتحسّنة للإنتعاش الأميركي. في المقابل، سيتجاهل المستثمرون أي تصريحات تلقي الضوء على الوضع الراهن فقط، ليركّزوا على تقرير الوظائف الأميركية الذي سيصدر يوم الجمعة.
Daily FX