اليورو فشل في تجاوز سعر 1.32$- والمأساة اليونانية تدخل المرحلة الأخيرة
هذا ما يمكن أن يكون الوضع عليه. نحن في صدد قول ذلك منذ أشهر عدّة، إذ يلعب قادة منطقة اليورو لعبة خطيرة مع الساسة اليونانيين والمشاركين في الأسواق.
الآفاق الأساسية لليورو:سلبية
يشير الإتّجاه السائد الى إمكانية بلوغ اليورو قمم جديدة
انحسار التسارع الصعودي على خلفية فشل اليورو في الإرتفاع فوق مستوى 1.3200
انعكاس الدولار الأميركي يلوح في الأفق واليورو يستهدف مستوى 23.6%
هذا ما يمكن أن يكون الوضع عليه. نحن في صدد قول ذلك منذ أشهر عدّة، إذ يلعب قادة منطقة اليورو لعبة خطيرة مع الساسة اليونانيين والمشاركين في الأسواق، بعد أن دفعونا الى الإعتقاد بأنّ الحالة وصلت الى حدّ الإنهيار لمرّات عديدة في النصف الأوّل من العام 2011. وخلافًا لمرّات أخرى، حيث بدت العوامل جميعها ذات الأهداف البعيدة الأجل المماثلة، يبدو أنّ المأساة اليونانية أخذت تدخل مرحلة جديدة- الخروج من منطقة اليورو.
كان لسيناريو غير المحتمل الإشارة الى إمكانية خروج اليونان تمامًا من منطقة اليورو، وسط تبلور إفلاس منظّم. تغيّر النص في الأسبوع السابق، مع وصول التوتّرات الى الدول التي تشكّل عصب منطقة اليورو، في وقت تناضل الدول العظمى الأوروبية لإيجاد جواب لمأزق الديون اليونانية. وعقب أشهر من المفاوضات، ومرّات لا تعدّ ولا تحصى حيث سمعنا تصريحات ببروز حلّ "في الساعات القادمة"، يدلّ الوضع الراهن على أنّ الحلول لا تزال بعيدة المنال. علاوة على ذلك، صرّح البنك المركزي الأوروبي علنًا بأنّه يرفض إعفاء الديون اليونانية ولن يشارك في تلك العملية؛ يهدّد رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس بالتخلّي عن منصبه بسبب المفاوضات؛ هدّد الترويكا الأوروبي بتعليق أي أموال إنقاذ الى حين إتمام صفقة الديون وتطبيق المزيد من التدابير التقشّفية؛ كما طالبت القيادة الألمانية بإحكام قبضتها على الشؤون المالية اليونانية.
تعمّ الفوضى ذلك الوضع. تشير التوتّرات القائمة الى إمكانية تبلور إفلاس اليونان في القريب العاجل وخروجها من المنطقة بعد فترة وجيزة. لم تقدّر الأسواق ذلك نظرًا الى التسارع الصعودي الأخير، ووحدها القراءة الإيجابية لسوق العمل الأميركية التي صدرت يوم الجمعة ألقت بظلالها على هذه التطوّرات. في رأي الخاصّ، إنّ المشاركين في الأسواق يقلّلون بشكل كبير من أهمّية الإفلاس اليوناني؛ وفي حين من المحتمل استبعاد حلول "لحظة ليمان" بفضل عملية إعادة التمويل البعيدة الأجل التابعة للبنك المركزي الأوروبي، تتمثّل المسألة قيد البحث بما قد يحدث بالإتّجاه. لا أزال أشكّك للغاية بمرور إفلاس اليونان مرور الكرام؛ سيحتاج البنك المركزي الأوروبي الى بذل جهود أكبر من أجل تفادي ارتفاع عائدات سندات دول أخرى على خلفية مخاوف العدوى. إنّها النقطة الأساسية التي ينبغي التيقّظ حيالها خلال الأيّام القادمة.
وعلى ضوء التفاؤل السائد مؤخّرًا، ناضل اليورو هذا الأسبوع لإختراق المستوى السيكولوجي القائم عند 1.3200 مقابل الدولار الأميركي. جسّد هذا المستوى دعمًا رئيسيًا في منتصف ديسمبر، ومنذ ذلك الحين، فشل اليورو/دولار في تسجيل إقفالات متتالية فوق مستوى 1.3200. يعتبر هذا المستوى رئسيًا من أجل تحقيق الأصول المرتبطة بالمخاطر المزيد من التقدّم، ولا سيّما أسواق الأسهم والسندات.
بناء عيله، يتمثّل الحدث الأوروبي الأبرز المحفوف بالمخاطر المرتقب في منتصف الأسبوع بقرار فائدة البنك المركزي الأوروبي. لقد جنّب برنامج البنك المركزي الأوروبي لإعادة التمويل البعيد الأجل الاسواق الإنهيار. علاوة على ذلك، ساهم برنامج البنك المركزي الأوروبي لشراء الأصول- الذي اعتبره دراغي "مؤقّت بطبيعته"- في تخفيف مخاوف تسجيل فوائد السندات الإيطالية والأسبانية المستحقّة في عشرة أعوام اختراقًا لما فوق عتبة ال 7.000%، وهي العتبة التي طلبت عندها اليونان والبرتغال الحصول على المساعدة الدولية. وفي وقت من المستبعد تقليص المعدّلات، يشكّل المؤتمر الصحفي الذي سيعقده دراغي عقب الإعلان ذات أهمّية بالغة وقد يمثّل لحظة حاسمة جديدة في الأزمة وسط فشل مفاوضات الديون اليونانية.
اليورو فشل في تجاوز سعر 1.32$- والمأساة اليونانية تدخل المرحلة الأخيرة
المواضيع المتشابهه 
