لماذا ترتفع البورصة المصرية؟.. يدور هذا التساؤل فى خطر عدد كبير من مستثمرى ومهتمى وحتي خبراء البورصة المصرية، بعد الارتفاعات الكبيرة التي حققتها البورصة منذ بداية العام.
فقد سجل المؤشر الرئيسي للبورصة '' اي جي اكس 30'' صعودا بلغت نسبته 40% منذ بداية العام، اي فى أقل من شهرين، لتربح أكثر من 80 مليار جنيه، معوضة جزء من خسائرها التي تحققت فى عام 2011، والتي افقدت المؤشر الرئيسي نحو 50% من قيمته، وقلصت رأس المال السوقي بنحو 194 مليار جنيه خلال نفس العام.
ويأتي ارتفاع البورصة خلال الأسابيع الماضية، كمفاجأة سارة للمستثمرين الذين لاطالما عانوا من خسائر قياسية خلال السنوات الماضية، وادت لانتخار عدد منهم نتيجة الخسائر والديون.
ورغم سعادة المستثمرين والخبراء من الارتفاع الكبير للبورصة منذ بداية عام 2012، الا إن التساؤل يثير حيرة المهتمين بالسوق، لعدم وجود سبب اقتصادي أو سياسي لتحقيق هذا الارتفاع الكبير، مع عدم استقرار الأمور سياسيا، والخسائر التي لا تزال تحيط بقطاعات الاقتصاد المختلفة.
فسياسيا.. لا تزال الاوضاع غير واضحة، مع استمرار المجلس العسكرى فى الحكم، وسط اعتراض عدد من الائتلافات الشبابية، والتي دعت الى تنظيم اضرابات وعصيان مدني لاجبار الاول على الرحيل وتسليم السلطة.
وأدت حالة عدم اليقين السياسية، الي هبوط متكرر للتصنيف الائتمانى لمصر، كان اخرها تخفيض وكالة ستاندرد اند بورز، لتصنيفها للعملة الصعبة بمصر، لخمس درجات .
إما اقتصاديا.. فلم يظهر جديد على الوضع الاقتصادي المتردي، مع استمرار خسائر السياحة، خاصة مع حوادث خطف السائحين بسيناء، والتي قلصت نسبة الاشغال الفندق بأكثر من 20%، اضافة الي انخفاض الاحتياطي النقدي الأجنبي الي 16 مليار دولار، وعدم وجود جديد بشأن طلب مصر الحصول على قروض دولية.
ويدفع بعض الخبراء بفرضية تأثر المستثمرين بالانخفاض الواضح فى أسعار الاسهم، إضافة الي الاتجاه الشرائي للمستثمرين الاجانب، ما خلق موجة من التفاؤل لدي المستثمرين.
في حين يري عدد من المهتمين بالسوق، أن الارتفاع الواضح للبورصة مؤخرا، يأتى تأثرا بوجود معلومات غير متداولة لعدد قليل من المستثمرين.
وتأثرت البورصة مؤخرا بأنباء صفقة بين اوراسكوم للاتصالات والتكنولوجيا، وفرانس تيليكوم، حول بيع جزء من حصة الاولى، للاخيرة، فى شركة موبنيل، ما صعد بسهم موبنييل بنحو 28% خلال أسبوع، كما دفع بسهم أوراسكوم للاتصالات بأكثر من 26%.