جريدة الفجر التونسية اليوم

جريدة الفجر التونسية اليوم






وقالت "الفجر" حسب ما ورد في نص الخطّة "إن التحرّك على جبهة الانترنيت قد انطلق بإنشاء عدد من المواقع الافتراضية في انتظار إطلاق حملة الكترونية بإعادة بثّ الومضات المصوّرة على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي على غرار تويتر". كما تمّ ضبط الجدول الزمني لإطلاق الومضات في التلفزيون الرسمي التونسي والقناتين الخاصّتين "نسمة" و"حنبعل"، إضافة إلى أغلب الإذاعات العمومية والخاصّة.
وتضمّنت الوثيقة نماذج من الومضات الإعلانية المقترحة، والتي تقوم أساسا على تخويف المرأة التونسية من التيارات الإسلامية والتحذير من التصويت لفائدتها في انتخابات المجلس التأسيسي. كما تقترح الخطّة حملة ترويج لخطاب شاب في الخامسة والعشرين من عمره يتحدث فيه عن مشروع سياسي سيمنع عمل لتشغيل الرجال.
كما نشرت الصحيفة نماذج من مضامين الومضات الإعلانية التي اعتبرت فيه أن كاتبها ساذج نوعا ما خاصة حين يدّعي أنّ الفتاة ترتدي الحجاب منذ ولادتها. وكشفت الوثيقة أن الاجتماعات التكوينية قد انطلقت منذ 16 ابريل / نيسان وانّ حملة بثّ الأشرطة الوثائقية تمتدّ من 15 أبريل إلى 15 تموز / يوليو المقبل أي 10 أيام قبل الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم عقد اجتماع هذا الأحد في أحد قصور الضاحية الشمالية للعاصمة تونس لجمع القوى المانحة داخل تونس لعرض المشروع، وسيكون احد الكتّاب التونسيين المقيمين في فرنسا ضيف شرف عليه. وذلك قبل التوجّه نحو المانحين من المنظّمات الأجنبية التي يجري ترتيب اللقاءات معها. وأكدت الوثيقة أنّ القائمين على المشروع سيبحثون طلب التمويل من التونسيين المقيمين خارج حدود الوطن.
وتقدّر تكلفة حملة الومضات الإعلامية والمعلقات وإنتاجها حوالي 400 ألف دولار أمريكي، يضاف غليها كلفة الحملة المباشرة عبر الندوات وعرض الأفلام التي قدّرت بحوالي 100 ألف دولار وبالتالي تفوق قيمة هذا المشروع الـ500 ألف دولار. وقالت الصحيفة التونسية أنّ الوثيقة قد نصّت على مقابله بالعملة الأوروبية 350 ألف أورو.
كما قالت "الفجر" التي عادت للصدور منذ 9 نيسان/ ابريل الجاري، "سيبحث القائمون على الخطّة عن مصادر تمويل من الولايات المتّحدة وتخصيصا من مدينة نيويورك إضافة على فرنسا ومونتريال الكندية ثمّ الأفراد وجمعيات في تونس.
وأكد كاتب المقال أنّه سيتمّ الكشف عن القائمين على هذه الخطّة وشركائهم خلال الأسبوع المقبل، وفي تعليق له عن الوثيقة كتب لطفي الحيدوري الصحفي بـ"الفجر" "نحن ننوّه إلى انّه لئن كن"ّا نؤمن بأنّ لكل شخص أو منظّمة الحق في التعبير عن آرائه والدعوة إليها، فإنّ الخطورة ما ورد في الوثيقة أو طلب الدعم تتعلق بمسألتين هما استخدام المال والدعم الأجنبي في التنافس الفكري والسياسي" وتساءل الكاتب "ألا تكون مثل هذه الخطط هي الأفضل لطرح ميثاق لأخلاقيات العمل السياسي، بعيدا عمّا يطرح في هيئة حماية أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي من عقد جمهوري؟ (الذي تتردّد الحركة الإسلامية في التوقيع عليه) كما طرح تساؤلا مهمّا عن دور الرقابة المالية والقانونية على الهيئات التي تعمل ضمن نظام الجمعيات ثم تتّخذ أهدافا تتعلّق بالتنافس عن السلطة؟
وحسب عدد من المتابعين للشأن التونسي، يأتي الكشف عن هذه الوثيقة على أعمدة جريدة "الفجر" الناطقة بلسان حركة النهضة الإسلامية التي تحصّلت مؤخّرا على ترخيص العمل القانوني لها، في إطار الحرب الإعلامية الدائرة رحاها بين التيار الإسلامي من جهة والتيار التقدّمي أو اللائكي من جهة ثانية.