أكد المهندس حاتم دويدار ، الرئيس التنفيذى لشركة فودافون مصر ، أن السوق لا تتحمل حالياً دخول مشغل رابع للمحمول منتقدا توجه الحكومة نحو طرح رخصة افتراضية للمحمول تسمح بدخول شركة رابعة فى سوق المحمول.
قال دويدار فى حواره لـ«المصرى اليوم» إن المنافسة بين الشركات الثلاث وصلت لمستويات غير مسبوقة، وفى حالة استمرارها بصورتها الحالية فإنها تهدد بإمكانية تحقيق خسائر كبيرة خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن الشركات طلبت من الحكومة الحصول على تعويضات عن قطع الخدمة أثناء الثورة، ولم يتم حسمها حتى الآن.
■ شركات المحمول تعارض طرح الرخصة الافتراضية للمحمول حاليا، بينما تتمسك الحكومة بطرحها!
- السوق حاليا لا تتحمل أى منافسة جديدة، فالمنافسة شديدة جدا، والاقتصاد يعانى أزمة، وبالتالى يجب عدم زيادة الضغوط على الشركات فى الوقت الحالى، فضلاً عن أن السوق تشهد منافسة كافية بين الشركات الثلاث دون طرح رخص جديدة، والأسعار تتراجع من ٢٠ إلى ٣٠% سنوياً، بجانب معدل تضخم يصل إلى ١٠%، وبالتالى يجب رفع الأسعار وليس خفضها، ولذا فالسوق لا يحتاج إلى منافسة جديدة، والحديث عن طرح رخص جديدة يكون مقبولا، حينما يكون هناك انتعاش اقتصادى، إلا أن الوضع الحالى لا يصب فى اتجاه طرح رخص جديدة.
■ ما تقييمك للوضع الاقتصادى حاليا، وتأثير ذلك على نتائج أعمال الشركات؟
- الوضع الاقتصادى لايزال متأزماً، والشركات تتأثر بالسلب من استمرار الأوضاع الحالية، فالتجوال الدولى تراجع بنسبة ٣٠%، بعد تراجع أعداد السياح عن المعدل الطبيعى بنحو ٣٠%، والتجوال أحد مصادر تحقيق الربحية للشركات، وتراجعه يؤثر بالسلب على الربحية ورغم وجود زيادة فى أعداد المشتركين فى العام الماضى فإن الشركات لم تحقق زيادة فى معدل النمو فى العام الماضى، والسبب الرئيسى وراء ذلك هو تراجع إيرادات خدمة التجوال،
بجانب أن الوضع الحالى يؤثر بالسلب على أغلب العملاء الذين يلجأون إلى ترشيد نفقاتهم، ومن بينها الإنفاق على المحمول، وهو ما يؤثر سلبا على إيرادات الشركات، وبالتالى لا يوجد نمو كاف فى القطاع، بجانب تراجع الأسعار، بجانب أن الشركات مضطرة للإنفاق على التوسع فى إنشاء الشبكات، لمواجهة زيادة عدد الدقائق، وتزايد خدمات المعلومات، وبينما الأسعار تتراجع فإن الشركات مضطرة لضخ استثمارات على إنشاء شبكات جديدة، رغم عدم زيادة إيرادات الشركات، وهناك تراجع طفيف فى الإيرادات، بجانب تراجع فى الربحية بنسبة ٢٠%.
■ شركات المحمول طلبت الحصول على تعويضات عن قطع الاتصالات أثناء الثورة، فهل اتفقتم مع الجهاز على مبالغ محددة؟
- تقدمنا بطلب للجهاز، للحصول على تعويضات عن قطع الخدمة ويتم بحثها حتى الآن.
■ وزير الاتصالات توقع إمكانية تعرض الشركات لخسائر مالية خلال عامين، فما تعليقك؟
- إحدى الشركات حققت خسائر بالفعل خلال العام الماضى لأول مرة، ووقف نزيف الخسائر مرتبط بتعافى الاقتصاد وحدة المنافسة السائدة بين الشركات، والتى لو استمرت بصورتها الحالية فستؤثر بالسلب على ربحية الشركات، والتى ربما تصل إلى حد تحقيق خسائر فى نتائج أعمالها.
■ هل ستمثل خدمات «داتا فرس» الرهان لتعويض أى خسائر محتملة؟
- طبعاً هى فرس الرهان وفى ٢٠١٠ و٢٠١١ كانت هى فرس الرهان للشركات، إلا أنها لا تمثل أكثر من ١٠% من إجمالى الإيرادات، وإذا زادت بنسبة ٢٠% مثلا فستعوض الهبوط فى إيرادات المكالمات، مع تعافى الاقتصاد وثبات إيرادات المكالمات.
■ فى رأيك متى يتعافى الاقتصاد من أزمته الحالية؟
- الاقتصاد سيتعافى خلال فترة من ١٢ إلى ١٨ شهراً، فالسياحة تحتاج إلى نحو ٦ أشهر، للعودة لمعدلاتها الطبيعية، بشرط الانتهاء من الانتخابات الرئاسية قبل نهاية يونيو، وبالتالى فمن المتوقع عودة النشاط لقطاع السياحة بحلول إجازة الكريسماس المقبلة.
■ الحكومة أعلنت عن طرح تراخيص الجيل الرابع للمحمول قريباً، رغم أن الجيل الثالث لم يحقق الانتشار الكافى، فهل التوقيت الحالى مناسب لذلك؟
- الجيل الثالث نجح بشكل ملموس فى مصر، وأغلب مشتركى «اليو.إس.بى» الخاص بالإنترنت معتمد على الجيل الثالث، وعدد مشتركى الإنترنت يتزايد من وقت لآخر، ولذا فالجيل الثالث حقق انتشاراً ملموساً وإن كان أقل من المعدلات المستهدفة، وذلك بسبب وجود عملاء لديهم أجهزة محمول قديمة «معمرة» لا تدعم الجيل الثالث، وبعض الأجهزة مر عليها أكثر من ٧ سنوات إلا أن عدداً من الأجهزة التى يتم طرحها حاليا تدعم الجيل الرابع للمحمول، وهو لا يستهدف تغطية جميع المناطق، وإنما سيركز على المناطق ذات الاستخدام المكثف للبيانات كمناطق الأعمال والفنادق والأماكن السياحية، ويمكن طرحه مؤقتا فى القاهرة والمدن الكبيرة، لكنه يحتاج إلى فترة زمنية للانتشار.
■ فى حالة فوز الشركة المصرية للاتصالات بالرخصة الافتراضية، فهل ستطالب شركات المحمول بدخول مجال التليفون الثابت؟
- من الوارد أن تطالب شركات المحمول بدخول مجال التليفون الثابت، فى حالة فوز الشركة المصرية للاتصالات بالرخصة الافتراضية، بحيث لا تحصل شركة واحدة على ميزة غير متوافرة للشركات الأخرى، لتوفير منافسة عادلة فى السوق.
■ ماذا عن معاناة شركات المحمول مع الإدارات المحلية بالمحافظات؟
- هناك معاناة مع الإدارات المحلية، للحصول على تراخيص إنشاء محطات المحمول وهناك نموذج صارخ لذلك فى محافظة كفر الشيخ، والأزمة لاتزال مستمرة، ولم يتم حلها، وتقارير الجهاز حول جودة المحمول بهذه المحافظة سيئة، بسبب عدم قدرة الشركات على إنشاء محطات جديدة منذ أكثر من عامين، بسبب تعنت الإدارات المحلية هناك.
■ وزير الاتصالات انتقد ضعف الجودة لشبكات المحمول، وتركيز الشركات على زيادة مبيعات الخطوط، على حساب جودة الخدمات.
- الشركات مهتمة بتحسين جودة خدماتها، وهناك توازن بين اهتمام الشركات بالجودة وزيادة مبيعاتها من خطوط المحمول، وهناك سيارات تجوب جميع المحافظات، لقياس جودة الخدمة، بجانب أن بعض المحافظات ترفض منح تراخيص، لإنشاء محطات جديدة، وبالتالى فإن جودة الخدمة بهذه المحافظات تتأثر بالسلب، فضلاً عن أن التوسع فى المبانى المخالفة، وتعلية أدوار جديدة بالمبانى أثرا بالسلب على جودة الخدمة.
■ شركة فودافون العالمية أعلنت قبل الثورة عن نيتها التخارج من السوق، فهل هذا وارد حاليا؟
- هذا غير وارد حاليا، والأمر كان مطروحاً قبل الثورة، إلا أنه غير وارد حاليا، وهناك ٣ أسواق ناشئة بالنسبة للشركة، وهى إلى جانب مصر كل من الهند وجنوب أفريقيا، والشركة تنظر لهذه الأسواق على أنها أسواق واعدة، وتنظر للسوق المصرى باعتبارها سوقاً واعدة، ولذا فهى مستمرة فى مصر.
■ هل تلقيتم طلبات من مرشحى الرئاسة، لتقديم خدمة الدعاية للمرشحين؟
- تلقينا استفسارات عن خدمة الرسائل وأسعارها، ولم نتفق مع مرشح محدد على تقديم خدمة محددة، لكن هناك اهتماماً من أغلب المرشحين بهذه الخدمة كوسيلة للدعاية الانتخابية.
■ لماذا ترفض الحكومة السماح للشركات بتقديم خدمة الدفع عبر المحمول؟
- الجهاز قرر تأجيلها، انتظارا لاستقرار الحالة الأمنية، وأطالب الجهاز بإعادة النظر فى هذا القرار، لأن الظروف الحالية هى المثلى، لتطبيق القرار، فانتشار السرقات وحوادث السطو يجعل من الدفع عبر الهاتف المحمول وسيلة آمنة، ولذا فلابد من الإسراع فى تطبيق هذه الخدمة.
رئيس فودافون مصر : السوق لا تتحمل مشغلاً رابعاً للمحمول
