رد: خيمة الذهب!!!! دببه ام ثيران
الذهب يرتفع متحدياً الظروف من حوله
ارتفعت أسعار المعادن الثمينة خلال جلسة يوم الجمعة الماضي متحديّة الظروف السلبية في الأسواق المالية، فقد ساعد انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي على الارتفاع الذي شهدته أسواق المعادن الثمينة إلى جانب أن هذا الانخفاض في سعر صرف الدولار خفف من تأثير انخفاض سعر النفط. لو نظرنا إلى مؤشرات السلع، سوف نرى تبايناً فيما بينها، فقد انخفض مؤشر S&P GSCI للسلع بمقدار 1.12 نقطة، لكن في المقابل، شهد مؤشر RJ/CRB ارتفاعاً طفيفاً مقداره 0.88، حيث أن المؤشر الأول يتأثر في أدوات الطاقة التي شهدت ضغطاً سلبي كبير مع انخفاض سعر النفط، فيما المؤشر الثاني يتأثر في المعادن الثمينة بشكل أعمق، و نلاحظ هنا اختلاط حركة أسواق السلع و مؤشراتها و المعادن الثمينة استطاعت الارتفاع.
خلال جلسة يوم الجمعة الماضي، ارتفع سعر الذهب بمقدار 1.13% و أغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1592.10 دولار، كما و قد ارتفع سعر الفضة بمقدار 2.39% و أغلق الجلسة عند مستوى 28.72 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر البلاتين، فنراه و قد ارتفع أيضاً لكن بمقدار أقل من كل من الذهب و الفضة، و اكتفى البلاتين بمكاسب بلغت 0.14% خلال جلسة نيويورك بإغلاقه الأسبوع الماضي عند سعر 1451.00 دولار للأونصة الواحدة.
في الحقيقة، القلق من التباطؤ الاقتصادي الدولي ما زال قائماً، و هذا ما يبقي على الميل الهابط في أسواق السلع بسبب توقعات استمرار انخفاض الطلب، فيما أزمة الديون السيادية الأوروبية التي سببت ركوداً في عديد من الدول الأوروبية منها إسبانيا و إيطاليا و اليونان، تؤثر على الاقتصاد الدولي و تزيد احتمالات مزيد من التباطؤ، و أكثر الأمثلة وضوحاً هو ركود الاقتصاد البريطاني بتأثير من انعكاس أزمة الديون السيادية الأوروبية على الاقتصاد الدولي ككل.
ما سبب الفرق بين حركة أسعار المعادن الثمينة و عديد من السلع و الأصول الأخرى هو الانخفاض الواضح الذي أصاب أسعارا لمعادن الثمينة أهمها الذهب، حيث انخفض سعر الذهب لمستويات 1526.00 دولار خلال الأسبوع الماضي، و هذا ما أنشأ طلب مضاربي في السعر السوقي إلى جانب طلب استهلاكي من قبل تجّار المجوهرات مما ساعد على عدم استمرار السلبية، و بعد هذا، تبعت طلبات الملاذ الآمن وسط حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية، و بذلك نرى بأن الطلبات تنوّعت على الذهب، لكنها متلاحقة، فالمضاربة تبعها طلب تجارة المجوهرات، ثم أخيراً طلب الملاذ الآمن.
هذا اليوم، نستطيع أن نرى بأن أداء سعر الذهب ما زال إيجابياً، فيتداول سعر الذهب على ارتفاع مقداره 0.29% مقارنة في إغلاق نيويورك الأسبوع الماضي، و هذا بتداول السعر الآن عند مستوى 1596.70 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر البلاتين، فقد ارتفع أيضاً هذا اليوم، فنجده و قد حقق مكاسب بلغت 0.69% ليتداول الآن عند مستوى 1461.00 دولار للأونصة. لكن بالنسبة لسعر الفضة، فقد انخفض قليلاً متأثراً في بعض عمليات جني الأرباح، ليتداول في هذه اللحظات عند سعر 28.62 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.35% من إغلاق نيويورك الأسبوع الماضي. حتى انخفاض الفضة، يعتبر قليلاً و ما زال السعر يتداول بإيجابية عامة بقياس افتتاح يوم الجمعة الماضي. الأسعار المشار لها في هذه الفقرة كما هي حوالي الساعة 02:24 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:24 بتوقيت غرينتش ).
قال الفيدرالي الأمريكي مؤخّراً بأنه ما زال مستعدّاً لاستخدام سياسات مالية جديدة لدعم الاقتصاد في حال احتاج الاقتصاد الأمريكي ذلك، و مع استمرار التباطؤ الاقتصادي الدولي و تعمّق أزمة الديون السيادية الأوروبية، زادت التوقعات بين المتداولين في الأسواق المالية الدولية بأن يقوم الفيدرالي فعلاً باستخدام هذه السياسة، و بذلك نرى بأن الذهب يتجاوب مع هذا، و يترفع.
لا يجب أن ننسى بأن طلبات الملاذ الآمن متأثرّة جداً في استمرارية الاتجاه الصاعد، كذلك المضاربة، و لو توقّف سعر الذهب و المعادن الثمينة الأخرى عن الارتفاع، فقد نرى موجات جديدة من جني الأرباح ليعود السعر للانخفاض. لكن من المستجدات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً، مشيرة إلى ضعف عام في الاقتصاد الدولي، فإن استطاع الذهب الاستقرار اليوم فوق مستوى الحاجز النفسي 1600.00 دولار، فقد نرى اندفاع صاعد آخر بسبب نشوء موجات أخرى من طلبات الملاذ الآمن و المضاربة. لكن، الفشل في الثبات فوق ذلك المستوى فسوف يدفع المتداولين للبحث عن ملاذ آمن و مضاربة أخرى في غير أسواق المعادن الثمينة.
خلال آخر ثلاث جلسات من تداولات الأسبوع الماضي، تداولت أسعار سندات الخزانة الأمريكية في ميل صاعد أضعف مما اعتدنا سابقاً، كذلك فعلت سندات الخزانة الألمانية. و هذا الأسبوع، افتتحت أسعار السندات على انخفاض، و هذا ما ساعد على اتجاه المتداولين نحو أسواق المعادن الثمينة. لكن، في حال عاد الطلب إلى أسواق السندات بعودة الاتجاه الصاعد لها، و توقّف الموجة الصاعدة في أسواق المعادن الثمينة، فقد نرى انتقال واضح لطلبات الملاذ الآمن من أسواق المعادن الثمينة إلى أسواق السندات من جديد، لذلك، قد يتعلّق هذا بالنسبة للذهب في مستوى الحاجز النفسي 1600.00 دولار للأونصة الواحدة.
ICN.C O M