تجرى الان على جانبى المتوسط احدى المفارقات المؤلمة التى كثرت فى عالمنا المعاصر. فعلى كلا الجانبين تجرى الترتيبات على قدم وساق استعدادا لانتخابات لأمتين عريقتين ستجرى فى ذات الوقت ولم يتبق عليها سوى ساعات قليلة بينما كلا الشعبان يقفان على مفارق طرق حائران بين خيارين أحلاهما مر وان كنت ارى ان الغد المبهم الذى يلوح فى الأفق الشمالى اكثر أشراقا مما فى جنوبه.
وما نحن بصدده هنا ان نلقى نظرة على الشمال حيث الجزر اليونانية التى تعصف بها واحدة من اعنف الأزمات الاقتصادية التى تمر بها الشعوب
وكأن التاريخ يكرر صورة مؤلمة من تاريخ هذا الشعب. فقبل نحو 2500 عام وبينما قدماء الاغريق فى اثينا التى أقامت اول دولة ديمقراطية فى التاريخ ينعمون بالرفاهية الاقتصادية والاجتماعية انشغل حكام الدولة بالجدال السياسى والفلسفى ولم ينتبهوا لخطر الغزو الذى داهمهم وقضى على حريتهم وديمقراطيتهم ولم يستعيدوها الا فى القرن العشرين.
وها هم الاحفاد الان فى اثينا يدخل قادتهم السياسيون فى نفق الجدال والانقسام بينما ينخر الفساد والمحسوبية فى اركان الدولة حتى باتت معرضة للعزلة الدولية وشبح الافلاس اذ ما تم خروجها من منطقة اليورو.
والان اليس من الحكمة ان يجلس القادة ويحسبوا نفقات الخيارات المتاحة !!
تجرى الان على جانبى المتوسط احدى المفارقات المؤلمة التى كثرت فى عالمنا المعاصر. فعلى كلا الجانبين تجرى الترتيبات على قدم وساق استعدادا لانتخابات لأمتين عريقتين ستجرى فى ذات الوقت ولم يتبق عليها سوى ساعات قليلة بينما كلا الشعبان يقفان على مفارق طرق حائران بين خيارين أحلاهما مر وان كنت ارى ان الغد المبهم الذى يلوح فى الأفق الشمالى اكثر أشراقا مما فى جنوبه.
وما نحن بصدده هنا ان نلقى نظرة على الشمال حيث الجزر اليونانية التى تعصف بها واحدة من اعنف الأزمات الاقتصادية التى تمر بها الشعوب
وكأن التاريخ يكرر صورة مؤلمة من تاريخ هذا الشعب. فقبل نحو 2500 عام وبينما قدماء الاغريق فى اثينا التى أقامت اول دولة ديمقراطية فى التاريخ ينعمون بالرفاهية الاقتصادية والاجتماعية انشغل حكام الدولة بالجدال السياسى والفلسفى ولم ينتبهوا لخطر الغزو الذى داهمهم وقضى على حريتهم وديمقراطيتهم ولم يستعيدوها الا فى القرن العشرين.
وها هم الاحفاد الان فى اثينا يدخل قادتهم السياسيون فى نفق الجدال والانقسام بينما ينخر الفساد والمحسوبية فى اركان الدولة حتى باتت معرضة للعزلة الدولية وشبح الافلاس اذ ما تم خروجها من منطقة اليورو.
والان اليس من الحكمة ان يجلس القادة ويحسبوا نفقات الخيارات المتاحة !!
يتبع
الامه الثانيه اكيد مصر يااخى الكريم ربنا يسترها معانا
فى الواقع وبكلمات بسيطة فان الذين صمموا نظام اليورو لم يضعوا الية تنفيذية للخروج من منطقة اليورو بمعنى اصح one way "اتجاة واحد"
وعلى ذلك لا احد يستطيع ان يجزم بالخروج المنفرد من قبل اليونان او غيرها من منطقة اليورو من دون الخروج من الاتحاد الاوربى كما واننا لا نعرف الية تنفيذ هذا الخروج
ومع ذلك سنفترض جدلا سيناريو الخروج
فماذا نتوقع اذ ماقرر اليونانيون الخروج من منطقة اليورو ؟
- بالطبع العودة الى العملة الوطنية "الدراخمة" والتى ستكون قيمتها الشرائية متدنية بما لا يتيح للبلاد القدرة على تسديد ديونها
- هجرة المليارات من اليورو خارج اليونان مما يؤدى الى اغلاق المزيد من المشروعات وبالأخص السياحية ما يؤدى الى ارتفاع البطالة وانخفاض مستوى المعيشة ما يعنى اضطرابات اجتماعية فى البلاد
- سحب اليونانين للمزيد من مدخراتهم فى البنوك نتيجة عدم الثقة فى الدراخمة وبالتالى تفاقم سوء الاوضاع فى المصارف
- العزلة الدولية نتيجة حتمية للافلاس لعدم الوفاء بسداد الديون كما وايضا عدم استطاعة الاقتراض ومن ثم الانزلاق الى مستنقع الدولة الفاشلة
وبطبيعة الحال سينسحب الأثر السلبى على منطقة اليورو والاتحاد الاوربى بل والاقتصاد العالمى وربما يهدد اوربا ككيان اقتصادى موحد
***
ومع كل تلك السلبيات فان الأمل ابدا لا ينقطع
بالرجوع الى الماضى قليلا والنظر على الخريطة نجد دولة فى اقصى الجنوب من القارة الاتينية "الارجنتين" كانت قد مرت بفترات عصيبة ولاكنها حققت المعجزة فى فترة قياسية. الا يمكن ان تكون هذه الرؤية تداعب مخيلة سيريزا اليسارى مما دفعه الى ان يتحدى دول اليورو والمانيا بجلالة قدرها..