محبة الله ورسوله
يعرف المؤمن أن لله عز وجل أولياء، فالولاية العامة هي ولاية المؤمنين في قوله تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون. (سورة يونس، الآيتان: 62-63) والولاية الخاصة في قوله عز من قائل: يختص برحمته من يشاء. (سورة آل عمران، الآية: 74) أولياء الله يحبهم ويحبونه، فيسعى المؤمن لمحبتهم ليدرجوه، ويعلموه محبة الله ورسوله. وما لصحبة الأخيار من غاية إلا أن يدلوك على الله ويحببوه إليك، فإذا علمت أن الله عز وجل يتقرب إليه بالفرض والنفل حتى يحب العبد فيكون سمعه وبصره ويده ورجله كما يليق بجلاله سبحانه، وذقت حلاوة الإيمان، ثم تنسمت ريح القربة حتى أصبح همك الأول الله، وغايتك وجهه ومحابه، ومحاب رسوله مبتغاك، فقد أشرفت على قمة العقبة.
وما يشرف عليها من لم يصبح الله ورسوله أحب إليه من نفسه ووالده وولده. روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده"، بعضهم يعمد إلى تعبير المؤمنين عن هذه المحبة كالتسييد ينتقده. يوشك هؤلاء أن ينسونا أن محبته صلى الله عليه وسلم البالغة شرط في الإيمان، لا إيمان بدونها. .
من كتاب المنهاج النبوي للأستاذ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله
منقول