• 10:05 مساءاً




حكم دعاء الاستفتاح عند المالكية

إضافة رد
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 1,370
معدل تقييم المستوى: 13
ربيع الحياة is on a distinguished road
11 - 08 - 2012, 06:11 AM
  #1
ربيع الحياة غير متواجد حالياً  
افتراضي حكم دعاء الاستفتاح عند المالكية
دعاء الافتتاح عند المالكية غير مسنون





بقلم الشيخ عدنان الزهار


ليس دعاء التوجه بواجب ولا سنة.
روى أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والبيهقي عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يسكت بين التكبير والقراءة إسكاتة، قال: فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إسكاتة بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: "أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد".
* دلالة الحديث:
قال الشوكاني : "والحديث يدل على مشروعية الدعاء بين التكبير والقراءة.اهـ وكذا قال الحافظ في "الفتح" .
وقال النووي في "شرح مسلم ": "وفيه دليل للشافعي، وأبي حنيفة، وأحمد، والجمهور رحمهم الله تعالى، أنه يستحب دعاء الافتتاح".
وجاءت فيه أحاديث كثيرة في الصحيح منها هذا الحديث.





حكم دعاء الاستفتاح عند المالكية




* مذهب المالكية:
جاء في المدونة : "وكان مالك لا يرى هذا الذي يقول الناس سبحانك اللهم وبحمدك، وتعالى جدك ولا إله غيرك" اهـ
قال ابن جُزي في "القوانين الفقهية ": "المسألة الثانية: لا يقدم قبل القراءة دعاء ولا توجها، خلافا للشافعي في تقديم وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض الخ وخلافا لأبي حنيفة في تقديم "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك".
وقال القاضي عياض في "الإكمال" : "ذهب الشافعي والأوزاعي وأحمد وإسحاق إلى أن على الإمام ثلاث سكتات بعد التكبيرة لدعاءالافتتاح وبعد تمام أم القرآن ليقرأ من خلفه فيهما. وذهب مالك إلى إنكار الكل وذهب أبو حنيفة إلى إنكار الأخيرتين".
* توجيه مذهب المالكية:
مشهور المذهب كراهة دعاءالاستفتاح الذي وردت الأخبار الصحيحة باستحبابه، وقد استدل الأصحاب لقولهم بما يلي:
الأول: عمل أهل المدينة، ذكره ابن رشد في "البداية" فقال: "وقال مالك ليس التوجيه بواجب في الصلاة ولا مستحب، وسبب الاختلاف معارضة الآثار الواردة بالتوجيه للعملعند مالك" اهـ
قلت: ولعل هذا الاستدلال لا يصح لكوننا لم نقف على تصريح من مالك بذكر هذا الدليل ولا نسبه أحد أعيان مذهبه إلى العمل، ويزيد هذا المحمل قوة ما ذكره ابن شعبان في "مختصر ما ليس في المختصر " من أن مالكا كان يقوله في خاصة نفسه لصحة الحديث به، وكان لا يراه للناس مخافة أن يعتقدوا وجوبه". اهـ
قلت: ولو كان عمل أهل المدينة، على خلافه لما علم به مالك مع صحته مما يدل على ضعف هذا الدليل وبعده.
الثاني: حديث المسيء صلاته ، قال القرطبي في "أحكام القرآن " والحجة لمالك قوله صلى الله عليه وآله و سلم للأعرابي الذي علمه الصلاة: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ"، ولم يقل سبح كما يقول أبو حنيفة ولا قال" وجهت وجهي" كما يقول الشافعي ". اهـ
قلت: هذا دليل على عدم فرضية الدعاء لا على نفي مشروعيته واستحبابه، لأن حديث المسيء اتفق فقهاء الأمة على أنه اقتصر فيه على ذكر أركان الصلاة، ولذلك لم تذكر فيه أمور كثيرة وردت من فعله صلى الله عليه وآله وسلم، مما هو من مذهب المالكية كرفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، والقنوت وغيره….
الثالث: حديث أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال له: "كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟" قال أبي: فقرأتالحمد لله رب العلمين حتى أتيت على آخرها".
وقالوا هذا دليل على عدم مشروعية الافتتاح، والقول في هذا الدليل كالقول في سابقه. الرابع: قالوا إن حديث أبي هريرة وغيره المفيد مشروعية التوجيه في الصلاة محمول على أن ذلك يقال قبل التكبيرة لا بعدها.
قال القرطبي : "فإن قيل: فإن عليا قد أخبر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوله، قلنا: يحتمل أن يكون قاله قبل التكبير ثم كبر، وذلك حسن عندنا، فإن قيل: فقد روى النسائي والدارقطني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم يقول: "إن صلاتي ونسكي.." الحديث، قلنا: هذا نحمله على النافلة في صلاة الليل، كما جاء في كتاب النسائي عن أبى سعيد قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا افتتح الصلاة بالليل قال: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك".
قلت: لكن يشكل عليه حديث الباب الذي فيه التصريح بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول ذلك بعد التكبير، بدلالة لفظ أبي هريرة حيث قال" بين التكبيرة والقراءة" ولعل هذا الإشكال هو الذي جعل القرطبي يحتمل من أحاديث دعاءالاستفتاح أمرا آخر أقرب إلى رأي الجمهور، وهو كونه يحمل على الاستحباب لا الوجوب. فقال : "وإن صح أن ذلك كان في الفريضة بعد التكبير فيحمل على الجواز والاستحباب، وأما المسنون فالقراءة بعد التكبير، والله بحقائق الأمور عليم". اهـ
* خـلاصـة:
بعد النظر في أدلة الأصحاب لقولهم المشهور بكراهة دعاءالاستفتاح في الصلاة يتبين أنها لا تخلو من ضعف، خصوصا وأن مالكا لم يأت عنه نص صريح صحيح يبين فيه مدركه في هذه المسألة.
فإن صح ما ذكره عنه ابن شعبان في "مختصر ما ليس في المختصر" من أنه كان يقوله في خاصة نفسه وينهى عنه مخافة أن يظن العوام فرضيته، فهو ما يمكن أن نوجه به قولالمالكية في هذه القضية.

هذا ورَد الأحاديث الصريحة والصحيحة بدون أن تخالف القواعد القطعية المذكورة لا يقبل. والله أعلم .






حكم دعاء الاستفتاح عند المالكية

التوقيع

التوقيع
رد مع اقتباس


إضافة رد

أدوات الموضوع


جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم دعاء القنوت في صلاة الصبح عند المالكية ربيع الحياة استراحة بورصات 0 10 - 08 - 2012 07:38 AM
حصري الأذكار + دعاء القنوت + أدعية ليلة القدر + دعاء ختم القران + الرقية الشر alex_m استراحة بورصات 2 31 - 07 - 2011 06:27 PM


10:05 PM