بكاؤك لن يجدي

أول قصيدة عمودية لي .. نشرت لأول مرة في مجالس الساهر بتاريخ 4\4\2009






دعيني لأحزاني أعيش لها وحدي
وصوني دموعاً للمخادع من بعدي
بكيتي وهل يُجدي بكاؤكِ بعدما
تبيّن لي وهماً .. بكاؤك لن يجدي
أتمحين عمرا من شقاءٍ و ضيعةٍ
ببضع دموع منك سالت على الخدِ؟
أبحتك قلبي فاستبحتِ مشاعري
تقلّبتِ في الحب بين الوجد والحقدِ
وعاهدتُ نفسي أن أتوب عن الهوى
فأسمو على وجدي و أعلو على حقدي
واعلم أن الحلم فيكِ قد انتهى
و أيقظني في الأجفان تلٌ من السهدِ
أحبك.. هل أنكرتُ يوماً محبتي؟
ولكن في الأحشاء سهامك ستُعْدي
نسيتِ أني من دماءٍ أسلتها
وفَرّقْتِها بين المشاعر عن عمدِ
وقطّعتِ أوصالي برفقٍ و رقةٍ
وعلّقتِها في جيدك العذب كالعقدِ
حَببْتـُكِ حتى ذاب قلبي من الجوى
فلا كان حباً قد فقدتُ به رشدي
فؤادك في صدري و نبضك في دمي
كأن كياناً منك يسكن في جلدي
أسافر في عينيك أمسي و حاضري
وما نسيتُ يوما أن أحيد عن القصدِ
مقيمٌ على حبي نهاري و ليلتي
أبيتُ على عهدي و أصحو على وعدي
و انتي معي كالبحر يخفي هدوءه
سحيقاً من الأعماق في قاعه تردي
مياهكِ زرقاءٌ.. وموجك وادعٌ
ولكن هلاكٌ فيك الجزر و المدِ
توسمت في عينيك مرسىً لزورقي
فـ تاه شراعي في بحارك يستجدي
تقاذفني التيار نحوك بعدما
تحطّم مجدافي و فارقني جهدي
بلى.. لم تكوني شاطئ الحب والهوى
و كنتِ سراباً قد ضللْتُ به وحدي
أجيئكِ مسلوب الإرادة طائعاً
أسير إلى حتفي و أمضي إلى لحدي
يعاتبني قلبي فاهرب من دمي
وادخل في نفسي و أعيى عن الردِ
و أذكر أياماً ألمّ بي الجوى
أريق دموعي في هواكِ و أستجدي
و ذلي.. وضعفي.. وانقيادي.. ولهفتي
ولهج لساني بالثناء و بالحمدِ
وآهات قلبي في الصدود و في الرضا
وقلبي على الحالين أطوع من عبدِ
وشكواي في جوف الليالي و أنـّتي
وخوفي على نفسي من الهم و الكمدِ
جمالك شيءٌ يجمع الغيّ بالهدى
وقلبك شيءُ يجمع الضد بالضدِ
لبستِ قناعاً من حنانٍ و رقّةٍ
عليه طلاء الوجه يخفي و لا يبدي
وفيك خداعٌ للوفاء وللودِ
وفيك وفاءُ للخداع وللكيد
وفي شفتيك المر يطغى على الشهد
و في وجنتيك الشوك يعلو على الوردِ
ومن عجبٍ أني حَببْتـُكِ بعدما
تبيّن من وجهيك في القرب و البعدِ
أمثلك تدري ما الغرام؟؟ فما لها
من الحسن إلا ما يُضلّ و لا يهدي
فلا انتي في عرف الغرام حبيبةٌ
ولا انتي أهلٌ للحفاظ على الودِ
ولا فيك خيرٌ ترتجيه مشاعري
ولا فيك غير الذل و القهر و القيدِ
فعلتُ ما فعلتُ بنفسي ولم يكن
غرامي سوى سيفي و قلبي سوى غمدي
أردت (( أسماءً )) أستدر حنانها
فما جاءني منها سوى الغدر و الصدِ
فما كنتِ ظلّ القيظ في اللظى
ولا كنتِ حصناً يمنح الدفء في البردِ
وما كنتِ إلا طفلةً في جموحها
وما كان عدلاً أن تقومي من المهدِ
وما كنتِ إلا طفلة قد أردتها
وأهملتها بعد الفراغ من القصدِ
فصوني دموعا كاذبات لأنه ..
تبين لي وهما .. بكاؤك لن يجدي