[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ]
تفسير سورة الكهف
سورة الكهف مكية وآياتها عشر ومائة ، إلا الآية/ 28/ ومن آية 82 – 101 فمدنية نزلت بعد سورة الغاشية
ذكر ما ورد في فضلها:
روى الإمام أحمد عن البراء يقول: قرأ رجل الكهف وفي الدار دابة، فجعلت تنفر، فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقالاقرأ فلان فإنها السكينة تنزل عند القرآن أو تنزلت للقرآن ) أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به "وهذا الرجل الذي كان يتلوها هو أسيد بن الحضير كما تقدم في سورة البقرة".
روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالمن حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ) ......[ رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي ].
من حديث قتادة به، ولفظ الترمذيمن حفظ ثلاث آيات من أول الكهف) ......[ حسن صحيح ].
روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قالمن قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عُصِمَ من فتنة الدجال) ورواه مسلم أيضًا والنسائي من حديث قتادة به ولفظ النسائيمن قرأ عشر آيات من الكهف ...) فذكره.
مختصر تفسير ابن كثير سورة الكهف
وأخرجد الحاكم في مستدركه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالمن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قد تقدم في أول التفسير أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة، عند فواتح الأمور وخواتمها، فإنه المحمود على كل حال، وله الحمد في الأولى والآخرة، ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله عليه وسلامه. فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض إذ أخرجهم من الظلمات إلى النور، حيث جعله كتابًا مستقيمًا لا اعوجاج فيه ولا زيغ بل يهدي إلى صراط مستقيم واضحًا بينًا، نذيرًا للكافرين، بشيرًا للمؤمنين. ولهذا قال تعالى: ﴿ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً ﴾ أي ليس معوجًا ولا مائلاً بل ﴿ قَيِّماً ﴾ أي مستقيمًا ﴿ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ ﴾ أي لينذر به الذين لم يؤمنوا به عقوبة في الدنيا والآخرة ﴿ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ ﴾ أي الذين صدّقوا إيمانهم بالعمل الصالح ﴿ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ﴾ أي مثوبة من عند الله ﴿ مَاكِثِينَ فِيهِ﴾ في ثوابهم وهو الجنة خالد فيه ﴿ أَبَداً ﴾ دائمًا لا زوال له.
وقوله تعالى: ﴿ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ﴾ المعنيون بهذه الآية كل من قال هذا من أي أمة من الأمم وإن كان نزولها من أجل المشركين العرب لما قالوا نحن نعبد الملائكة وهم بنات الله ﴿ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾ بهذا الافتراء والإفك ﴿ وَلاَ لآبَائِهِمْ ﴾أي لأسلافهم ﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ﴾ أي ليس لها مستند سوى قولهم، ولا دليل عليها إلا كذبهم. ولهذا قال جل وعلا: ﴿ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً ﴾وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه الآية الكريمة فقال – ما ملخصُهُ – عن ابن عباس قال: "بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته فإنهم أهل الكتاب، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء فخرجا حتى أتيا المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله: فقالوا سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإلا فرجل متقول فتروا فيه رأيكم: سلوه عن فتية: ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه، وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه، فعاد النضر وعقبة حتى قدما على قريش فأخبراهم بما قال أحبار اليهود فجاءت قريش وسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لهم صلى الله عليه وسلمأخبركم غدًا عما سألتم عنه ) ولم يستثن(1) فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يأتيه جبريل بالوحي حتى أرجف أهل مكة وقالوا : وعدنا محمد غدًا، واليوم خمس عشرة ليلة قد أصبحنا فيها، لا يخبرنا بشيء عما سألناه عنه، وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ثم جاءه جبرائيل عليه السلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف وقول الله عز وجل: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾ [الإسراء: 85].يتابع