السلام عليكم
أهلا بكم جميعاً داخل موضوعي المتهالك المتآكل .. المتناهي في الهرم
بالطبع قرأتم عنوان الموضوع
وهو صحيح .. ويتكلم عني أنا وليس عن شخص آخر
كلكم هنا فقط لتجاوبوا على سؤالي وليس لشيء آخر
منذ وقت ليس بالبعيد أو القريب
كنت بالمرحلة الإبتدائية .. ( ولأسميها بالنسبة لي .. مرحلة اللا فهم )
ليس أنا من لم اكن أفهم الجميع .. ولكن كان الجميع ليس يفهمني !!
كنت أشد ذكاءً من الجميع .. حتى أنني كنت أعرف مايدور ببالهم وبخاطرهم
وأعرف كل ما سيقولونه من قبل أن يتكلموا فقط لأنني أعرف أن التاريخ يعيد نفسه
ولأنهم نسوا أنهم كرروا تلك الكلمات كثيراً وفي نفس الموقف
لذا فمن البديهي أن يكرروها مرة أخرى
كانوا يظنون أنهم يضحكون علي ببعض الكلمات حتى أسمع كلامهم
رغم انني أنا من كنت أقصد أن أشعرهم بأنهم فعلوا ذلك .. لأشعرهم بالرضا والإنتصار !!
في هذه المرحلة كنت مقيداً بالكامل .. ليس مسموحاً لي بأن أفعل أي شيء سوى الدراسة والأكل والنوم
نعم هذا فقط .. فكنت أتغلب على ذلك في نومي .. فهي الفرصة الوحيدة لكي أبدع وأبتكر وأفعل مالا أفعله في صحوي
فكنت في نومي أغير العالم !! .. أصنع المعجزات .. أسافر هنا وأذهب هناك وأخترع أشياءً وأنجح كل مرة !!
وعندما أستيقظ .. أعرف ما يتحتم علي فعله .. أن أؤدي دوري في الحياة ( دور الطفل ) ولكي أفعل ذلك
فلابد ان أتصرف مثلما يتصرف جميع الأطفال .. ولكن ماذا لو كان جميع الأطفال مثلي ؟!! .. لا .. إنها
فرضية بعيدة .. فلو كانوا كذلك لعرفت – فأنا أعرف ما يدور ببال الجميع – لذا .....
تنتهي هذه المرحلة وأنا كما أنا – أؤدي دوري على أكمل وجه – دون خطأ واحد !!
............................................
مرحلة جديدة : المرحلة الإعدادية .. ( ولأسميها بالنسبة لي .. مرحلة اللا وزن )
نعم .. أصبحت أشعر أنني معدوم الوزن .. بل الأخف بين الجميع
لا قيمة .. لا شكل .. لا دور .. لا مضمون .. نعم هكذا كان يظنني الجميع
دون أن يعرفوا أنني لازلت أعرف ما يدور بخاطرهم .. وأعرف جيداً كيف ينظرون إلي
في هذه المرحلة فقط بدأت معي القراءة .. فقرأت كتب الرياضيات والفيزياء والفلك والطب
والكيمياء و الفلسفة والمنطق والجغرافيا والتاريخ والإجتماع و و و ...... إلخ
رغم أن الجميع يعرف انني لا أحب القراءة !!!
وكان جميع أساتذتي يندهشون ويضربون كفاً بكف عند رؤية نتيجة إمتحان الرياضيات
فهذا الطالب البليد الذي لا يأتي بكشكول ولا يصنع واجباً ولا يحل مسألة طوال الشهر
يأتي بالدرجة النهائية في الإختبار !!! ... كيف هذا ؟!!!
ولا أنسى حين أتى موجه الرياضيات في الفصل ثم كتب مسألة معقدة على السبورة
وقال من يستطيع حل هذه المسألة ؟!!
في حين مسك الجميع أقلامهم وأوراقهم رفعت أنا يدي !!!
فاستغرب استاذ الرياضيات .. فهو يعرف جيداً هذا الطالب الذي يرفع يده
إنه محمد علي .. الطالب ( الخائب ) الذي لا يحل أي مسألة يسأله إياها !!
فقال الموجه قم أنت .. ما هي الإجابة ؟!! .. فأجبته على الفور بالناتج !!
فاندهش الموجه .. وقال كيف عرفتها فلم أكتبها في أي مدرسة أو فصل وعرفها أحد
وأنت عرفتها دون أن تمسك قلما ؟!!
فسكت كما العادة .. فكان معروف عني السكوت !!
وتأتي قدراً فرصة العمر .......
أدخل مركز النت أمام المدرسة .. أفتح موقعاً .. أرى إعلاناً باللغة الإنجليزية
عن إختبارات الذكاء .. التي يقدمها مركز أي كيو بلندن
دخلت وفي اقل وقت ,.. أنهيت الإختبار .. وقمت !!
بعدها بيومين .. إتصال هاتفي ,,........ :
أنا: السلام عليكم
هو : وعليكم السلام .. أستاذ محمد ؟!
أنا : نعم .. من معي ؟
هو : أنا أستاذ خالد من لندن !!
أنا : وماذا تريد ؟!
هو : أنا من مركز آي كيو للذكاء !
أحب أن أتشرف بمعرفة والديك !!
أنا : هما غير موجودان ماذا تريد منهما ؟!!
هو : أنت خضت إختبارا للذكاء .. صحيح ؟؟؟
أنا : نعم منذ أول أمس !!
هو : أنت حصلت على أعلى درجة في اختباراتنا منذ 80 سنة !!!
ونريدك أن تخوض بعض الإختبارات التي لو نجحت فيها ستلتحق بمعهدنا للذكاء في لندن !!
أنا : حسناً .. سوف أخبر والدي لاحقاً !!
....
وبالطبع لم أخبر والدي أي شيء .. لأنني مازلت أعتبر نفسي في نظرهما مجرد طفل !!
ثم أخوض بعدها إختبارات فصول المتفوقين للإلتحاق بالمدرسة الثانوية العسكرية وأحصل على 97 % بأقل مجهود .. وأنا الأول بالطبع ( فحينها كان الترند صاعد وبشدة )
لكن من أرسلته أمي لكي يأتي لي بالنتيجة حينها قال لها بأنني حصلت على 40 % فقط
ولم أعرف نتيجتي الحقيقية سوى بعده بعام كامل عندما قابلت من كان يجلس بجواري في الإختبارات !!
وهنا تنتهي هذه المرحلة .........
.................................................. ................................................
المرحلة الثانوية ( مرحلة الصداع النفسي )
( لن أتكلم عن تلك المرحلة .. لأنها حقاً كانت مؤلمة .. وسأقول فقط أنني حصلت في النهاية
على مجموع 78 % في مجموع الثانوية العامة شعبة علمي رياضيات !!! )
ولا تسألوا كيف تم هذا الإنحدار من أعلى إلى أسفل ( فلربما تم كسر الترند الصاعد !!! )
.................................................. ..........
المرحلة الجامعية ( مرحلة إعادة الإحياء .. أو إعادة إختبار ترند الفشل )
السنة الأولى هي إكمال لمرحلة الإنحدار .. وإحساس باليأس والفشل لا يوصف
إكتئاب من الدرجة الأولى !!
كنت ذاهباً .. لكلية التجارة ببورسعيد .. لميولي الرياضية ( وبالطبع إنتساب )
فحدث خطأ في وضع الرغبات فجاءت لي كلية آداب دمياط
ذهبت لأحول منها إلى التجارة .. حدث شيء ما جعلني أقطع فكرة التحويل تماماً وأظل في كلية الآداب إلى أن تخرجت منها الآن منذ أكثر من شهر !!
رأيت فتاة .. كانت هي بلورة أحلامي في كل هذه المراحل السابقة .. فقد كانت دائماً هي رفيقتي في كل أحلامي
ولأول مرة أراها حقيقية أمامي وليست في أحلامي ( طبعاً هتقولوا بدأ شغل الجنون يظهر )
أما المهم .. هو أنني قررت البقاء بكلية الآداب للبقاء معها !!
ماحدث .. هو أنني خلال الثلاث سنوات الأخيرة كنت أحاول أن أرجع إلى سابق عهدي وأكسر ترند الفشل
لكي استطيع الصعود مرة أخرى !!
ومع عدة محاولات وتذبذب صعوداً وهبوطاً
جاءت آخر 14 شهراً في الكلية ,.. والتي استطعت فيها أن أتعلم أشياء كثيرة جداً
التصميم والبرمجة و المونتاج و رجعت لهوايتي القديمة – كتابة الشعر – وعدت لأشعر ببعض البصيص من الأمل مرة أخرى
وانتهت المرحلة الجامعية
وتقدمت بالفعل لخطبتها .. وسارت الأمور أسهل مما توقعت ... ولكن ,......
هناك مشكلة واحدة فقط
نعم إنها مشكلة المادة - المال - النقود ( الفلوس )
عادت لي العقدة القديمة ...
فلقد تذكرت الآن ....
أنا في نظر الجميع مازلت هذا الفاشل الذي فشل أن يأتي بمجموع جيد في الثانوية العامة
وحتى الان ليست معه حرفة او صنعة يأتي لنا بالمال من خلالها
يقول أفكار غريبة عن الطموح و النجاح الباهر
مرة يقول مشروعات ومرة يقول فوركس ومرة يقول ....... وهكذا
ويعود التساؤل الأول لأطرحه من جديد .... هل أنا فاشل ؟!!
التعديل الأخير تم بواسطة محمد علي نوارج ; 23 - 07 - 2009 الساعة 02:34 PM