احد التقارير الختامية للجنة حقوق الطفل، التابعة للأمم المتحدة، عن بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا، أبدى قلقه الزائد تجاه تفشي العقاب الجسدي العنيف تجاه الاطفال، كوسيلة لتربيتهم. ووقفة متأنية لملاحظة ذلك في مجتمعنا، نجد ان الكثير من الاسر تستخدم الضرب كوسيلة اساسية في التربية وتعليم السلوك المرغوب، على الرغم من ان ديننا الحنيف جعل الضرب آخر الوسائل، ووضع الشروط لاستخدامه، كتحديد عمر عشر سنوات لضرب الطفل، الا يكون قاسيا ومؤذياً جسدياً أو نفسياً، وألا يكون على الوجه، وغيرها من الشروط... فهل نقوم بالعمل بذلك؟ ام ان الحالة الانفعالية هي ما تفرض علينا الضرب بعنف، والذي ينتج عنه الكثير من الامور التي لا تحمد عقباها؟ وسأوجز بعض السلبيات المؤثرة في الاطفال نتيجة استخدام الضرب العنيف، والتي ذكرها دكتور بيتر نيويل وهي كما يلي: قد يولد ضرب الاطفال شخصية عدوانية وعنيفة للطفل، ممكن ان يؤدي الى امراض او عاهات جسدية دائمة ومؤثرة على نموه وصحته، وقد تصل الى الوفاة، يؤدي الى كره الطفل لوالديه وقد يمتد الى عدم برهما اثناء الكبر، صرف الطفل عن تعلم طرق حل المشكلات بطرق فعالة ومسالمة، قد يخلق الضرب على مؤخرة الطفل، حيث انها منطقة حساسة، الى ربطه بين الألم والمتعة، الضرب اسفل الظهر يرسل موجات الصدمة على امتداد العمود الفقري، مما ينتج عنه الشلل اثناء الطفولة، أو آلام اسفل الظهر بعد البلوغ، يعزز القناعة لدى الطفل بأن العنف هو الحق، يتعلم الطفل ان الضرب احدى وسائل التعبير عن المشاعر. • • •
ضرب الاطفال على الظهر
• مجرد اقتراح: ــــ الطفل قبل عمر عشر سنوات لا يعي التصرفات ولا يحسبها كما يحسبها الراشدون. ــــ وضع القواعد البسيطة المناسبة لعمر الطفل وعقله وليس لعقل الراشد. ــــ أغمض عينيك او اشرب الماء اذا غضبت من طفلك ولا تعاقبه اثناء الغضب. ــــ انزل بمستوى عين الطفل اثناء الحديث معه عن الاخطاء وتحاور معه. ــــ تجنب الوجه والرأس والظهر عند الضرب، وهَزّ الطفل بعنف الذي قد يتسبب بنزف دماغي او خلل عصبي دائم. ــــ استخدم اسلوب الحرمان والتجاهل والارشاد، وكرر ذلك كل مرة يخطئ فيها الطفل. ــــ لا بد من تثقيف الوالدين بخصائص كل مرحلة عمرية. د. ناصر سعود المنيّع (جامعة الكويت - قسم علم نفس)