• 5:39 صباحاً




ضرب الطفل الرضيع

إضافة رد
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 1,400
معدل تقييم المستوى: 12
حياة الجنة is on a distinguished road
13 - 01 - 2014, 11:07 PM
  #1
حياة الجنة غير متواجد حالياً  
افتراضي ضرب الطفل الرضيع



تشمل حالات اللهو مع الطفل وقذفه في الهواء

رج الطفل الرضيع في حالات الغضب يمزق دماغه وقد يؤدي إلى الوفاة سريعا


صور تظهر بعض حالات العنف ضد الأطفال.
نوير الشمري من الرياض
لم تتوقع أم أسامة (24 عاما) أن رجها القوي لطفلتها ذات العام بعد نوبة الغضب الليلية التي إصابتها نتيجة بكاء الطفلة المستمر، أنها ستنهي قدرتها على الحركة وتصيبها بإعاقة دائمة نتيجة ضمور مخها ليقف الطب عاجزا عن إعادتها سليمة كما كانت.
د.مها المنيف


وفسرت لـ "الاقتصادية" الدكتورة مها المنيف، المدير التنفيذي لبرامج الأمان الأسري الوطني، ما يحدث للطفل الرضيع عندما يهزه أحد الوالدين بقوة قائلة: "يدور الدماغ داخل تجويف الجمجمة؛ ما قد ينتج منه إصابة أو تدمير في أنسجة الدماغ، وقد تتمزق الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ؛ ما يؤدي إلى نزيف"، مبينة أن النزيف يزيد الضغط داخل الجمجمة مسببا تلفا إضافيا في الدماغ قد يؤدي إلى نزيف في الشبكية (الجزء الخلفي من العين)، وهي النتيجة الشائعة لهز الرضيع.
وأوضحت المنيف، أن رؤوس الأطفال كبيرة وثقيلة نسبيا إذا ما قورنت بجسم الطفل، حيث يشكل الرأس نحو 25 في المائة من الوزن الكلي لجسم الطفل، في حين أن عضلات الرقبة ضعيفة جدا ولا تستطيع دعم الرأس، مؤكدة أن أدمغة الأطفال غير ناضجة، وهي قابلة للإصابة والعطب بسهولة بسبب الهز والرج العنيفين، في حين أن الأوعية الدموية حول دماغ الطفل أكثر عرضة للتمزق في مثل هذه الحالات.
ونوهت، أن هناك نتائج فورية قد تحصل بسبب هز الطفل أو الرضيع بعنف أثناء الغضب، منها: توقف التنفس أو صعوبته مما قد يؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ، تهيج شديد، نوبات صرع، تصلب في الأطراف، الغيبوبة أو انخفاض مستوى الوعي، القيء وعدم القدرة على الرضاعة، توقف القلب، الوفاة الفورية.



وتزامنت تحذيرات المدير العام لبرنامج الأمان الأسري الوطني مع تأكيد الإحصائيات على أن أعلى حالات الإيذاء التي يتعرض لها الرضع هي متلازمة الطفل المرتج نتيجة جهل بعض الأسر بخطورتها على الطفل.
وقالت المنيف: "إن الإحصاءات المتوافرة عن إيذاء الرضع في المملكة بسيطة ومحدودة وتبلغ نسبتها 4،8 في المائة من أصل 291 حالة سُجِلت في السجل الوطني للعام الماضي"، موضحة أن عدد الذكور الذين تعرضوا للعنف أو الإساءة أكثر من عدد الإناث، ووصل عددهم إلى 153 طفلا بنسبة 52،4 في المائة و139 من الإناث بنسبة 47،6 في المائة.



ضرب الطفل الرضيع



وأشارت إلى أن عواقب رج الطفل وتعنيفه قد تحدث على المدى الطويل كصعوبات في التعلم؛ ما يؤدي إلى التخلف، إعاقات جسدية، إعاقات بصرية أو عمى، ضعف السمع، إعاقة الكلام، الشلل الدماغي، اضطرابات في السلوك، الضعف المعرفي.



ورجحت المنيف، أن الاعتداء على الأطفال الرضع غالبا ينتج من الإحباط أو الغضب الذي قد يصيب من يرعى الطفل بسبب عدم القدرة على إيقاف بكائه أو السيطرة عليه أو عند وجود صعوبات في التدريب على استعمال المرحاض أو نتيجة مشاكل غذائية، مبينة أنه قد يحدث هذا مع الوالدين أو الإخوان أو سواهم ممن يُعهد إليه برعاية الطفل.
واعتبرت أن عدم معرفة الطرق السليمة لتهدئة الطفل، إضافة إلى الجهل بوسائل التعامل مع التوتر والإحباط لدى الكبار بحيث يؤديان إلى مثل هذه الأفعال، خاصة الأمهات الحديثات، لافتة إلى أن كثرة بكاء الطفل وحرمان الأم من النوم يؤثر على أعصابها ويعلي من نسبة التوتر لديها؛ مما قد يسهم في حدوث الأخطاء التي قد يكون بعضها قاتلا وخطيرا، داعية إلى ضرورة توعية الأم الحديثة بأن بكاء الطفل كثيرا شيء طبيعي في كثير من الأحيان، وحث أفراد الأسرة على مساعدتها.
وكشفت بدورها الدكتورة فاطمة الأسطواني، استشارية طب الأطفال، أن المداعبات العنيفة التي يستخدمها بعض الأشخاص مع الأطفال الرضع مثل رميه في الهواء أو الدوران به أو رميه على السرير أو ضربه بشدة على ظهره من شأنها أن تؤذي الطفل وتصيبه بمتلازمة الطفل المرتج وفقده القدرة على الحركة.
وأضافت الأسطواني قائلة: "أتفاجأ بتصرفات غريبة من بعض الأسر لدى زيارتي في العيادة كرغبة الآباء في رمي أطفالهم أو رميهم بصورة مستمرة في الهواء نتيجة السعادة والحب الكبير بهم"، مضيفة: "أواجه بالغضب ومغادرة العيادة من بعض الأسر عند تحذيرهم من هذه التصرفات المؤذية لحياة الطفل؛ نتيجة جهلهم بمخاطر تصرفاتهم"، مؤكدة في الوقت ذاته أن أغلب حالات العنف ضد الرضع لا يتم الإعلان عنها وتشخص تشخيصا خاطئة من قبل مقدمي الرعاية الطبية من أطباء الأطفال والأشعة والعيون، وتفسر على أنها حالات صرع أو أمراض خلقية ووراثية مع الأسف الشديد.
وبينت الأسطواني، أن متلازمة الطفل المرتج تنهي حياة ثلث الأطفال الذين يصابون بها، في حين يصاب الثلث الآخر بأمراض عصبية شديدة، منوهة بأن مخاطر رج الطفل لا تقتصر على الأطفال دون العامين، وتحدث أيضا عند الأطفال دون الخامسة من العمر، وتتمثل أعراضها في نزف في شبكية العين، كسور متعددة، نزيف في المخ.
وأبانت استشارية طب الأطفال، أن هناك بعض المؤشرات التي يمكن أن تعرف من خلالها الأم إذا كان طفلها مصابا بمتلازمة الرج، وهي البكاء المستمر، رفض الرضاعة، خمول، تقيؤ مستمر، التشنجات، توسع حدقة العين، مشيرة إلى أنه في العادة يستلزم على الكوادر الطبية إبلاغ إدارة المستشفى في مثل هذه الحالات وتحويلها للجهات المسؤولة، كالإمارة والأمان الأسري، لكن في الحقيقة ما زالت هذه الأنظمة غير واضحة للأطباء على أرض الواقع؛ ما يتوجب - على حد قولها - تفعيل طريقة عبر الإنترنت للتواصل مع الأطباء والتبليغ في حال تعرض أي طفل للعنف، خاصة أن الرضيع لا يمكن له الشكوى أو التعبير عن آلامه إلا بالبكاء؛ ما يفرض مسؤولية قانونية وأخلاقية على المستشفيات والمؤسسات الصحية.
إلى ذلك، اعتبر عسير القرني، المستشار القانوني، أن العنف ضد الأطفال يشمل كل سلوك مباشر أو غير مباشر لفظي أو غير لفظي يترتب عليه إلحاق أذى أو ضرر أو سوء معاملة سواءً كان هذا الأذى جسديا أم جنسيا أم عاطفيا أم إهمالا يترتب عليه آثار جسيمة نفسية واجتماعية، موضحا أنواع العنف تشمل العنف العاطفي، وهو نمط من السلوك يهاجم الجوانب العاطفية للطفل ويؤثر على صحته النفسية وإحساسه بقيمته الذاتية كالشتم والترهيب وخلافه.
مبينا أن الإهمال من أصناف العنف وتتمثل في سوء المعاملة والفشل في توفير الاحتياجات الضرورية مثل المسكن والملبس والتعليم والرعاية الصحية. وهو ما يعني أن مجرد الإهمال في توفير الاحتياجات الأساسية للطفل وذويه قادرين على ذلك يعد عنفا.
وأضاف القرني قائلا: "ليس هناك إحصائيات دقيقة وموثقة حول هذه الظاهرة وأن شاع في الأوساط الإعلامية أن أكثر من 45 في المائة من الأطفال في المملكة يتعرضون للعنف، إلا أنه في رأي الشخصي وبحسب تعريف العنف فإن النسبة قد ترتفع إلى أكثر من ذلك بكثير"، مشددا على أن القوانين في المملكة تعاقب أحد الوالدين أو كلاهما إذا ثبت أنهما مارسا العنف على أطفالهما.



ضرب الطفل الرضيع

التوقيع

sign
رد مع اقتباس


إضافة رد

أدوات الموضوع


جديد مواضيع استراحة بورصات


05:39 AM