للرجوع للموضوع الاصلي
..................................................
---الجزء الاول ---
العامل الاهم لنجاحك هو انت !!
--- الفصل الثالث ---
الدرس الاول بعنوان ..
التـحـــيــــز
..................................................
لا يوجد ما استطيع ضمانه لك في السوق سوى انك خاسر لا محاله ..مهما كنت محترفا ومهما كانت
خبرتك في استخدام ادوات التحليل النفسي والمالي والفني
فانك خاسر !! .. لا تغضب ولا تسخط من قولي هذا ..فانا اعني حقا ما اقول .. لا اعلم لماذا اثارت هذه
العباره السابقه شيئا من السخط في نفسك ان كنت تعلمت في الدروس الماضيه ان
الخساره جزء لا يتجزء من العمليه كلها ... و سوف اخبرك سرا .. سوف اجعلك تتمنى الخساره في
نهايه الجزء الثاني من هذا الكتاب باذن الله مع الملحق المالي
نعم ,, اجعل من ضمن اهدافك وخططك في السوق ان تخسر ..
لا تجزع عزيزي ,, فلست انا بمجنون .. ولكن ما اقصده ان يكون في تخطيطك للعمل جزء خاص بمقدار الخسائر المتوقعه وان توقن تماما بوجوب وقوع خساره
في صفقاتك طالما شرعت في العمل كتاجر في اسواق المال .. وطالما ايقنت بهذا فعلا فلماذا لا نستغل وجوبيه وقوع الخساره لمصلحتك ؟!
سوف نتعرف على الجواب لاحقا وسوف نعيد احياء هذا الحديث من جديد في نهايه هذا الكتاب ان شاء ربي ,, دعنا الان نكتفي بالمعنى الطبيعي للخساره وهي ان تخطط لخسارتك بمعنى ان تكون مستعدا لوجودها وتحددها مسبقا كما حددت ربحك سابقا
في هذا الدرس سوف نتعامل مع نوع من المؤثرات النفسيه التي يطلق عليها التحيز ,,
الانحياز أو التحيز (1)
هو حكم مسبق في موضوع أو قضية خاصة أو عامة، عادة يكون عن طريق تبني أو مساندة وجهة نظر أو عقيدة معينه.
الانحياز يؤدي بالإنسان إلى القبول أو عدم قبول صحة إدعاء ما، ليس بسبب قوة الإدعاء ومؤيداته وبراهينه، لكن لأن هذا الإدعاء لا يلائم معتقداته وأفكاره المسبقة.
قبل الربط بين التحيز ونفسيه المتاجر سوف نتوقف عند بعض القواعد التي ينبغي ان تكون ملما بها في هذه المرحله المهمه من فهم ماهيه التحيز الا وهي قواعد التحيز
القاعده الاولى : وهي حتميه التحيز ! وذلك لعده اسباب منها ان التحيز مرتبط اصلا ببنيه عقل الانسان ذاتها , فهذا العقل لا يسجل تفاصيل الواقع كالاله الصماء, ولكنه عقل فعّال يدرك الواقع من
من خلال نماذج معينه فيستبعد بعض التفاصيل ويبقي بعضها الاخر
القاعده الثانيه : التحيز قد يكون حتمي ولكنه ليس نهائي !
فالتحيز ليس بعيب او نقيصه , بل على العكس يمكن ان يجرد من معانيه السلبيه ويصبح هو حتميه التفرد والاختيار الصحيح
واقصد بانه ليس نهائي اي يمكن التغلب عليه بالاجتهاد وسوف نكتفي بان نعرف التحيز حقا حتى نكون في بدايه الطريق لاجتيازه
فإدراك حتمية التحيّز هو أولى الخطوات لتجاوزه، فالعقل الإنساني قاصر ولكنه فعّال، وهو يواجه الواقع المركب ويتفاعل معه، فيبقي ويستبعد ويجرّد وينفي ويصحح ويركّب ويصوغ نماذجه المعرفية الخاصة التي يدرك العالم من خلالها.
وهذا الإدراك لحتمية التحيّز يساعدنا على فهم السلوك الإنساني المرتكز على تلك النماذج المعرفية التي يصوغها العقل البشري من خلال تفاعله مع الواقع.
وقد يتسائل سائل الان كيف يكون التحيز محمودا وليس بعيب وتدعونا للتخلص منه وتجاوزه ؟! وكيف يكون التحيز حتميا على الانسان وتريد مني ان اتخلص منه واحاربه داخل نفسي ؟
وانا سوف اعطيك مثالا لبيان ما اقصد بحتميه التحيز ولكنه ليس نهائي وكيف ان ادراك هذه الحتميه تساعدك على فهم سلوكك وتخلصك من اثار انحيازك السلبي
لو انك تسير في طريق سريع في سفر طويل وكانت قيادتك على سرعه 120 ميلا في الساعه وادركت في منتصف الطريق ان هناك خللا اصاب مكابح السياره وكنت على علم مسبق بانه لا يوجد اي مراكز صيانه على الطريق
فقمت بتخفيف سرعه السياره الى 40 ميلا في الساعه حتى تستطيع السيطره عليها
وهنا سل نفسك ,, هل قمت بحل المشكله او اصلاح نظام المكابح برغم معرفتك المسبقه بها ؟
بالتاكيد لا فنظام المكابح مازال يعاني من عطل ولكن قرارك بتخفيض السرعه ادى الى تمالك الامر بل
وانه اصبح ايجابيا لان سرعتك الحاليه اصبحت اقل بكثير مما يعني احتمال خطر حدوث حادث على
المركبه اصبح اقل
وهذا ما اقصده التخلص من الاثر السلبي والتحول الى الاثر الايجابي .
لا اريد الدخول في تفاصيل نحن في غنى عنها الان وحاولت الا اطيل في هذا الجزء التعريفي اكثر
بعدا عن التعقيد وفتور اسطري من التشويق لكم ايها المتداولون
وبدايه من الدرس القادم سوف يكون حديثنا مسلطا اكثر على التحيز باسواق المال
ادعو لوالدّي بالرحمه
------------------------------------------------------------------------------
(1) الحديث عن مفهوم التحيز وتعريفه في هذا الدرس يعتمد بالدرجة الأولى على الكتاب الذي وضعه الدكتور المسيري كأساس لنظرية التحيّز
، والذي صدر ضمن سلسلة الأبحاث المنبثقة عن مؤتمر التحيز الأول الذي عُقد في الفترة من 19 ـ 21 شباط / فبراير 1992 م (الموافق 15 ـ 17 شعبان 1412هـ ) في القاهرة، وهو بعنوان إشكالية التحيز،
رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد، المقدمة: "فقه التحيز"، د.عبد الوهاب المسيري، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، سلسلة المنهجية الإسلامية (9)، الولايات المتحدة الأمريكية، فيرجينيا، هيرندن، ط3، 1418هـ / 1998م.
--------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظه
عــــــلي عبـــــــــده