اليورو سجّل أداءًا ضعيفًا في أماكن أخرى وسيواجه على الأرجح التهديد الأخطر من قبل الين الياباني في حال تابعت أسواق الأسهم انخفاضها سعر الدولار اليوم، بالكاد برز ضعف اليورو في أعقاب لجوء البنك المركزي الأوروبي الى تشديد موقفه الحذر أزاء السياسة النقدية وخطّة الطريق المتّبعة في الأسبوع السابق، بما أنّ العملة الموحّدة كانت صاحبة ثالث أقوى أداء مقابل الدولار الأميركي (اكتساب اليورو/دولار +1.30%). وفي وقت يعاني الدولار الأميركي من استمرار صدور بيانات اقتصادية ضعيفة وسط تقليص بنك الاحتياطي الفدرالي الجولة الثالثة من التيسير الكمّي، وقع التركيز هذا الأسبوع على الخروج من مواقع المخاطرة المبنيّة على الدولار.
وفي حين تشهد منطقة اليورو فائضًا في الحساب الجاري بفضل أكبر اقتصاد فيها- ألمانيا-، ثمّة ميل طبيعي للأسواق لكي تدفع معدّلات الصرف الى الإرتفاع كآلية تصحيحية. في هذا الصدد، عندما يختبر الدولار الأميركي سلسلة من الحوادث كما فعل في الأشهر القليلة الماضية- بيانات الإستهلاك الضعيفة، البيانات التجارية السلبية، أرقام العمل المخيّبة للآمال، الى جانب الدلائل المتعارضة من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي- يستقطب اليورو بشكل مباشر انتباه إيجابي. لاحظت المصارف المركزية الآتي: في الفصل الأوّل من العام 2014، اكتسب اليورو حوالى +0.35% من الحصّة الإجمالية قي احتياطيات الفوركس العالمية (الأبرز في صوف العملات الرئيسية)، في حين تراجع الدولار الأميركي بحوالى -0.55% (صندوق النقد الدولي).
جاءت البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو ضعيفة (ولهذا السبب ناقش البنك المركزي الأوروبي من جديد إمكانية توسيع دائرة التيسير الكمّي). هوى مؤشر سيتي غروب للمفاجآت الاقتصادية الى -9.9 في 11 أبريل، وهو المستوى الأدنى في العام 2014 والأدنى منذ 21 يونيو 2013. ثمّة دلائل قليلة فقط للإشارة الى أنّ المشاركين في الأسواق حافظوا على اليورو لأسباب مضاربة متفائلة.
بناء عليه، ما نشهده هو أنّ- وسط ابتعاد المصارف المركزية العالمية عن الدولار الأميركي ومواصلة منطقة اليورو التقدّم من أعماق الأزمة المالية- اليورو بات يلعب دور الملاذ الآمن البديل. فتحرّكات الأسعار في صفوف العملات الرئيسية هذا الأسبوع تدعم هذه الفرضيّة. وسط هبوط أسواق الأسهم الأميركية في النصف الثاني من الأسبوع، تبدّدت جميع خسائر اليورو مقابل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي؛ كان اليورو صاحب ثالث أقوى أداء من بعد الفرنك السويسري والين الياباني.
حتّى في وجه نفور المخاطر العالمي، تمكنّ اليورو من تحقيق مكاسب بنسبة +0.18% فقط وبنسبة +0.27% مقابل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي، اللّذين أبديا مناعة مفاجئة أزاء المخاوف المحيطة بنمو السوق الناشئة بفضل الأداء الملحوظ لإقتصادهما المحلّي. كانت متدنّية رغبة التّجار للإبتعاد عن العملات ذات العائدات الأعلى والتوجّه نحو تلك ذات العائدات الأدنى.
في حال تحسّنت البيانات الاقتصادية الأوروبية، فمن المحتمل حينها أن يعود اليورو الى تحقيق المكاسب وسط التخمينات المحيطة بالنمو. هذا الأسبوع، كان اليورو نوعًا ما "ضدّ الدولار الأميركي". تجدر الإشارة الى أنّ الدعامة المالية لليورو بعيدًا عن البيانات الاقتصادية الضعيفة، هي ضعيفة أيضًا. هذا وتواصل معدّلات الإقراض ما بين البنوك ارتفاعها في الأسابيع الأخيرة: في أبريل، وصل معدّل EONIA الى 0.212%؛ في مارس كان 0.192%. على ضوء هذه الوقائع، ما من دلائل كثيرة تشير الى تبدّد تهديدات البنك المركزي الأوروبي بتوسيع دائرة التيسير الكمّي في أي وقت قريب، ما يترك اليورو ضعيفًا في حال تحسّنت البيانات الاقتصادية في أماكن أخرى حول العالم.
DailyFX 
انعزال ارتفاع اليورو مقابل الدولار الأميركي وسط استمرار تهديدات البنك المركزي الأوروبي بتو
المواضيع المتشابهه 
