• 1:59 مساءاً




قصة قصيرة للاطفال مع تحليلها

إضافة رد
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 1,481
معدل تقييم المستوى: 11
facebook. is on a distinguished road
07 - 09 - 2014, 11:11 AM
  #1
facebook. غير متواجد حالياً  
افتراضي قصة قصيرة للاطفال مع تحليلها


~ مصـــــرع ذئــــــــــب ~

من منّا لم يكن يعرف ( سعد نجيب ) ؟ ! أطفال قريتنا والقرى المجاورة كانوا يرتعدون
لمجرد ذكر اسمه والنسوة يرين فيه مثالا للقسوة والجسارة , يوخفن علي ازواجهن منه والرجال يرددون
اسمه في كثير من الرهبة , الكل اجتمعوا علي الخوف منه , والكراهية الشديدة له , والغريب انه اذا سار
في قرية من قرى المنطقة احيط بهالة كبيرة من التقديس والتوقير كان الناس يتسابقون لمصافحته والترحيب
به , وبعضهم يقسم ايمانا مغلظة ان يتناول القهوة في بيوتهم , وسعيد الحظ من يتعطف عليه (سعد نجيب )
ويزوره في بيته واذا حدث ذلك فان صاحب البيت يرفع رأسه في كبرياء , ويفخر بان سعد قد جليس معه ..

انها صورة غريبة تجمع المتناقضات كراهية وترحيب , خوفا واكبارا , و كان سعد بدوره صورة اخرى للتناقض
بين مظهره ومخبره ; فهو فاحم الوجه ; لكنه يبتسم دائما ; يبتسم في طيبة تبدو حقيقية , كلماته رقيقة
معسولة , فارع العود , قوي البنيان , لكنه يبش للاطفال الخائفين منه ويربت علي ظهورهم في حنان و قد
يجود عليهم بالملاليم , فكيف يتفق هذا كله مع ما كان يمارسه من سفك للدماء البريئة , كان يجيد اصابة
الهدف , لم يقع في قبضة السلطة متلبسا يوما ما برغم كثرة ضحاياه , و كان يقتل ويأخذ ثمن في اغلب
الاحيان , ونادرا ما كان يقتل خصومه الخصوصيين , لانه لا يعقل ان يعاديه احد عداء صريح , لكنه كان يعتبر
ظهور اي قوة جديدة عداء صريح لسلطانه وبطشه ; فما ان يظهر رجل من رجال القرى المجاورة بمظهر
القوة , ويدعم مركزه بالسطو او التهديد او العدوان حتي يبادر ( سعد نجيب ) بسحقه ,
انه يأبى الا ان يظل القوة المسيطرة الوحيدة ..

وفي الحقيقة ان ( سعد نجيب ) لم يكن يرتكب كل تلك الجرائم التي كانت تنسب
اليه , هناك جرائم تافهة لا صح ان يرتكبها بل يترك امرها لبعض خاصتها المقربين , كل حسب مركزته لديه ,
وكان المجال الاكبر الذي يصول فيه سعد ويجول هو الخلاف بين الاسر الكبيرة التي تتنافس مثلا علي منصب
العمدية او علي عضوية مجلس النواب او التنافس علي شراء ارض يزيد بها الاثرياء رقعة العزب التي يملكونها ,
ان الصيد في هذه الحالات صيد ثمين , والثمن يكون كبير , وقد ينحاز سعد لاسرة ثم ينحاز مرة ثانية لخصومها ,
لانه لا يعرف الوفاء ولا الصداقة ... فهو احيانا يتصرف حسب هواه ... او حسب الثمن المقدم اليه .

وفكر عامة الشعب في قريتنا تفكيرا طويلا في امر سعد . لم تستطع قوة ان تقهره حتي الان , اذا ما وقع في
يدي الشرطة _ وقلما يحدث ذلك _ لم يجدوا ما يدينه واذا ضيقوا عليه الخناق تطوع اصحاب النفوذ لا نقاذه ,
وهكذا عاش سعد سلطانا , وظل الناس يرزحون تحت اعباء الخوف , ويتحدثون في مجالسهم الخاصة عن هذا
الوباء الذي ابتلاهم الله به , ويحلمون باليوم الذي يصحون فيه علي خبر وفاته , لكن الايام تمر , وتنقضي تسع
سنوات , وسعد باق علي عرشه الملوث بالدم , يذيق الناس الهوةان والخوف , وذهب بعضهم الي الشيخ
عارف وهو رجل من اولياء الله الصالحين , قال احدهم :

_ يا مولانا لقد طفح الكيل ... لماذا لا تقرأ عليه عدة ياسين ؟

ويتمتم الشيخ :

_ يا ضعيفي الايمان ... انتم تخافون سعد اكثر من الله ؟

ويقول اخر :

_ انه لا يعرف الرحمة , ضربته والقبر ..

ويرد الشيخ :

_ لكن فرعون لم يغرق بالبحر كما تتصورون ... لقد غرق في ظلمه ... كان صغيرا تافها ... لكنه تحدي اله موسي ...
الا تفهمون ؟

ويمتون , والشيخ يتمتم وانامله تحرك حبات مسبحته , ثم يهتف في حمق :

_ انتم صانعوا هذا العذاب ,

ويرد احدهم :

_ لم يكن لنا بالامر حيلة ...

_ كذبتم ... من الذي يدفع له ؟ من الذي يوجهه الي الضحايا ... ومن الذي يتوسط له اذا ما ضاق حول عنقه الخناق ؟
تبتسمون في وجهه , وتبيعون له اللحم والمشرب والملبس ... اتذكرون القصة الخالدة ( جمل السلطان ) ؟
لا شك انكم تعرفون لكن سعد انساكم كل حكمة , وسوف ارويها لكم مرة اخرى .
كان للسطان جملا عزيز , لكنه كان يتلف محصولات الناس , وهو يرتع في حقلهم , وقرروا ان يرفعوا للسلطان
مظلمة .. تعرفون قسوة السلطان , وارتجف ممثلهم , وهو بين يدي السلطان ليقدم المظلمة , صرخ السلطان :
ماذا تريد ؟ فشحب وجهه فتلعثم ثم قال :
جئنا نناشدك ان تبحث لجملك علي عروس تناسبه ! فانظروا ! واخذ الشيخ يجفف عرقه ويقول :
لكني اؤكد لكم ان سعدا سيلقي مصرعه ,

_ متي

_ عندما تصرعون الخوف الذي يملاء قلوبكم !

وخرجوا من عند الشيخ دون ان يصلوا الي حل حاسم ..

الشيخ يتكلم بلغة لا يستطيعون فهمها , ويلقي عليهم التبع وكأنهم هم القتلة وليس سعد .. هم يريدون
كلاما واضحا محددا ونتيجة نهائية لهذا العذاب كي ينتهي العهد الخوف والاتاوات و القتل . ومع ذلك فقد بقي
سعد محوطا بالرهبة والوقار اينما سار , وبقيت صلته بحضرة العمدة بالذات علي احسن ما يرام , وكان العمدة
سعيدا بهذه العلاقة الودية , لانها _ علي الاقل _ ستكف شره عنه وتجعله في وضع اقوى من منافسيه
وتدعم مركزه في القرية ; لكن سعد يأتي الي العمدة ذات مساء ويهمس باسما :

_ ان لي عندك مطلبا عزيزا يا عمدة

_ ومنذ متي رفضت لك طلبا ورجالي تحت امرك ..

_ انه شيء غير ذلك كله

_ لا شك انه امر يتعلق بالشرطة

_ لا .. لا .. انت تعرف اني لا اكترث لاحد

لم يستطع العمدة ان يخفي قلقه , وبدت الحيرة في عينيه وساد الشحوب جبينه الاسمر , وتمتم :

_ يا سعد .. اطلب تجد

وقال سعد في نبرات هادئة :

_ اريد ابنتك

وارتعشت شفة العمدة , وكادت الدموع تنبثق من عينيه وصرخ :

_ ماذا ؟

_ تستكثر عليّ هذا الشرف

_ لكن

_ تكلم يا عمدة , ترفض او تقبل ؟ طريقتي ان اختصر الطريق , المواقف المائعة تثيرني .. الست ندا لك ؟
انني املك المال والرجال .

_ انت تعرف يا سعد , ان ..

اهو الرفض اذا ؟ لا استطيع ان ارغمك علي امر كهذا .. لكن لا تنسى ان كرسي " العندية " الذي تجلس عليه
قد صنعته لك تضحياتي .. بقوتي .. انت تعرف , الحياة اخذ وعطاء .. وقد اعطيتك الكثير يا عمدة , واريد اليوم
ان اتزوج " انصاف " .

كانت الكلمات تحتبس في حلق العمدة ودارت به الارض . مستحيل ان يتصور ان تصبح ابنته في يوم من الايام
بين ذراعي هذا الذئب المتوحش الذي يبلغ الخامسة والاربعين , مستحيل ان تكون " انصاف "
الرقيقة المهذبة زوجة له , ان العمدة لو وافق علي ذلك لكان مثله كمثل الجلاد .. الجلاد الذي يقدم وحيدته
لحبل المشنقة .. اي اشمئزاز وتقزز عمرت بهما نفس العمدة وهو يقيس سعد بنظراته الحائرة الخائفة ..
لم يكن العمدة ينظر اليه الا نظرته لاداة يسخرها في تحقيق اطماعه , ولايمكن ان تربطه بهذا الوحش رابطة
انسانية نبيلة .. عديد من المشاعر والانفعالات كانت تصطرع في قلب العمدة , وادرك في هذه اللحظات _ اكثر
من اي وقت مضى _ ان سعدا كارثة كبرى وبلاء بشع , وصورة مجسمة للانتقام الالهي , وتمني العمدة في
هذه اللحظات ان يفقد منصبه وماله ةسطوته مقابل ان يتخلي سعد عن امنيته الشاذة , ولكن الرفض معناه
القتل ... معناه الضياع له ولاسرته , ولكل ما يستمتع به في الحياة .. فماذا يفعل ؟ وجاءه صوت سعد :

_ انا رجل اعرف كيف أتسعد النساء .. لا تنظر الي سواد وجهي , قلبي ابيض كاللبن الحليب .. وقد اكون
شائك الملمس كالتين الشوكي لكني لذيذ الطعم , واخذ يقهقه قهقهة مزعجة .. فقال العمدة :

_ لكن انصاف مخطوبة .. انت تعرف الخطبة رباط واهي يا عمدة .. لم يعقد قرانها بعد

_ لكني اطيت كلمتي كرجل شريف ..

_ اذن فانت ترفض يا عمدة ,

_ اقصد ان الوضع حرج يا سعد

_ ساعطيك غرصة للتفكير , ساعود بعد اسبوع ..

قصة قصيرة للاطفال مع تحليلها

ارتجت القرية بعد سماعها بهذا النبأ , اكثر من ارتجاجها لجرائمه العديدة , وبدت انصاف في نظرهم واحدة من
اتعس ضحاياه , ولزم لعمدة بيته لا يغادره , ترقب الناس نتائج هذا الامر الشائك الخطير , والعمدة _ كما
يقولون _ رجل من الاشراف , واخذ الشيخ عارف يضحك , ويقول :

_ ليس هناك كبير بين عروس جمل السلطان وعروس الذئب سعد

ولاول مرة يتألم الناس , وهم يستعرضون مأساة العمدة , ولعل المهم كان اكثر حينما يفكرون في " انصاف "
الفتاة الخجولة الجميلة , صاحبة القلب الطيب , والتي قلما تقع عليها العين , وكان الجميع يعرفون انها علي
جانب كبير من الخلق , وانها تختلف كثيرا عن ابيها , لمنهم اصيبوا بالذهول عندما راجت شائعة تقول ان
انصاف قد قبلت الزواج من سعد نجيب وأخذوا يتساءلون عن سبب هذا التصرف الغريب , و زعم البعض ان الفتاة العاقلة قد ضحت بنفسها من اجل ابيها وحقنا للدماء , وقال اخرون :

_ وماذا ينقص سعد حتي يغذو واحدا من اصهار اسرة العمدة انه قوي مقتدر لا يشقى بالفقر .. ولزم العمدة
الصمت , ولم يحاول ان يتكلم , لقد هدته المأساة , ولم يعد يسير الا منكس الرأس , لكن عينيه كانتا تشيان
بالكثير من العذاب والذلة , ورأي الناس فيما حدث عقوبة الاهية حاقت بالرجل الذي لطالما انزل بهم المظالم ,
لكن هذا كله لم يمنع من تألمهم وحزنهم العميق من اجل الحمامة التي تقدم نفسها طائعة مختارة بين فكي
الوحش , يا لها من لحظات قاسية , انصاف تحضر بثوب الزفاف الابيض محتنقنة العينين , والناس لا يرونه ثوبا
للزفاف ; بل كفنا يرافقا الي كفنها الاخير , وابوها يمضي مهزوما فاغر الفم , ترشقه نظرات المواسين
والحانقين والشامتين , وامها تشهق باكية .. ولكن سعد نجيب يقف منصب القامة في ردائه الصوفي القاتم
واسنانه الناصعة تستطع بين ظلام وجهه كقنديل محاصر , وابتسامة السعادة ترقص علي محياه .. والدنيا
لا تكاد تسعه من الفرحة .

وانفض السامر وعادت القلوب الكسيرة تطوي اساها باكية . علي انصاف المحبوبة , والعمدة خارت قواه
فارتمى في بيته يشهق كأنثى عاجزة , ويشرق الصباح , ويرى الناس منظرا غريبا امام بيت سعد , ان
عروسه تخرج الي الشارع تزغرد , ويتجمع الناس ويتساءلون : ماذا جرى ؟
لا شك ان انصاف قد اصابها مس من الجنون ,
لكن انصاف تشير الي الداخل , فيقف الناس متسمرين , كيف يجسرون علي دخول بين الذئب ؟
لكنهم _ تحت الحاحها _ يدخلون فيجدون سعدا غارقا في دمائه وقد لفظ انفاسه الاخيرة , وتعم الافراح
القرية .. وتؤخذ انصاف الي المركز للتحقيق في موكب رائع مقدس .. ويتمتم الشيخ عارف :

_ مات سعد عندما استطاعت امر؟أة ان تصرع الخوف في قلبها ,ءارأيتم امرأة احست بالمأساة الكبرى ..
من خلال مأساتها الخاصة .. فعبرت عن ارادة التعساء .


***

طبعا خبرتي بالتقد والتحليل كونتها من القصائد والقصص والمسرحيات التي مرت عليّ في مراحل الدراسة , وتحليل ونقد هذه القصة طلب مني كوظيفة .. لذا انا سأبدأ بنقدي واتمني منكم ان تشاركوني بوجات نظركم
لان خبرتي بهذا المجال متواضعة , و قد استفيد من النقد الذي ستقومون بتوجيهه ..


في البداية لو قارنت هذه القصة بعناصر القصة القصيرة والتي تتكون من عدد من العناصر الاساسية وهي
الشخصيات والزمان والمكان ...... و الاحداث والصراع والنهاية والحل والاشخاص ..

اذكر باننا استفسرنا من الدكتور اي من عناصر القصة اهم الاسلوب ام الاحداث ام العقدة وحلها .. فقال
بان جميعها اساسية ومهمة وبنفس القدر , ولو لا حظتم معي بالقصية السابقة بانها خالية من الاحداث
الي بعد منتصفها .. نصف القصة اوصاف للبطل وللقرية ولخوفهم منه و و .... الخ

ايضا حل العقدة لم يفصل بشكل دقيق كما فصلت شخصية البطل وكما فصل السيناريو الذي بمنتصف القصة
طبعا ربما يكون حديث الاب مع المجرم ضروري لكن تحليل الحل وتفصيله اكثر اهمية بحسب اعتقادي ..

ايضا من خلال الرسم للشخصيات تظهر لنا شخصية البطل بانه شخص قوي مفتول العضلات متنبه لما يجرى
من حوله , فهو شخص مهدد باي وقت , ورغم ذلك يقتل بليلة زفافه دون ان يلحق اي ضرر بعروسه ؟
وكما يظهر بالقصة بان عروسه قبلت علي الرغم منها وكانت مخطوبة لغيره , ايضا كانت عيناها محتقنة
هذا دليل صريح علي انها كانت تكرهه , الم يخطر بباله انها كانت تبيت له النية ؟

ايضا شخصية الفتاة انصاف , رسمت بانها شخصية رقيقة حساسة وجميلة .. ذات خلق رفيع .. ورغم ذلك
وضعها الكاتب بدور اجرامي بانها قتلت زوجها , طبعا قد يبدو منظرها بطوليا لكن احتمال تحققه علي ارض
الواقع لا يتعدي 9 % , فهي فتاة + مصرية كما فهمت من القصة + رقيقة + زوجها مجرم مأجور اي انه من
الصعب القضاء عليه الا من خلال استخدام منوم , لكن هنا يظهر تشابه كبير بين هذه القصة وبين مسرحية
لشكسبير اي ان حل العقدة يكون مقتبس عن مسرحية عالمية سبقت عصر الكاتب بفترة طويلة ..

الي جانب ان هناك بعض التعبيرات والتشبيهات لم تكن دقيقة .. وربما صياغة بعض الجمل كانت ستكون افضل
بشكل اخر ..

طبعا انا نقدت القصة بغض النظر عن الكاتب الذي كتبها , وهو الدكتور نجيب الكيلاني .. ها قد كتبت ما
لدي ,

ارجوان تعطوني اراءكم حول هذه القصة ..

تحياتي للجميع


قصة قصيرة للاطفال مع تحليلها

التوقيع

s i g n
رد مع اقتباس


إضافة رد

أدوات الموضوع


جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة للاطفال facebook. استراحة بورصات 0 06 - 09 - 2014 03:52 PM
قصة قصيرة جدا جدا للاطفال facebook. استراحة بورصات 0 04 - 09 - 2014 12:09 PM
قصة قصيرة جدا جدا جدا للاطفال facebook. استراحة بورصات 0 04 - 09 - 2014 12:51 AM
قصص قصيرة جدا للاطفال مادنيس استراحة بورصات 0 21 - 04 - 2011 03:28 AM
قصص قصيرة للاطفال hames استراحة بورصات 0 24 - 03 - 2010 04:33 AM


01:59 PM