الجنيه الاسترليني يتطلّع الى القيمة الأساسيّة لمؤشر أسعار المستهلك لاستنباط الدلائل حول آف
الجنيه الاسترليني يتجاهل نتائج القراءة الرئيسيّة لمؤشر أسعار المستهلك البريطاني، ويستمدّ اتجاهه من القراءات الأساسيّة
أزمة اليونان لا تزال في دائرة الأضواء مع اجتماع وزراء ماليّة منطقة اليورو في بروكسيل
تدخل أرقام مؤشر أسعار المستهلك البريطاني الخاصّة بشهر يناير دائرة الاهتمام خلال ساعات التداول الأوروبيّة. ويتوقّع أن تشهد القراءة الرئيسيّة لمعدل التضخّم السنوي تراجعًا وصولاً الى 0.4%، وهو المستوى الأدنى لها منذ العام 1989 على أقلّ تقدير، بيد أن الموقف المتفائل الذي يعتنقه بنك انجلترا في هذا الصدد سيقوّض على الأرجح النتائج المحتملة المترتّبة عن هذه الأرقام. وفي سياق تقرير التضخّم الفصلي الذي تمّ نشره في الأسبوع المنصرم، أعرب الحاكم مارك كارني عن نوايا المصرف المركزي بتجاهل صدمات التضخّم الهبوطيّة خلال الأجل القريب الناجمة عن هبوط أسعار الغذاء و[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ].
وعوضًا عن ذلك، ستتوجه الأنظار الى القراءة الأساسيّة لمؤشر أسعار المستهلك – وهي قراءة تستثني الآثار المترتّبة عن العناصر التي تتمتّع بقدر عال من التذبذبات والتي عمد بنك انجلترا الى استبعادها – حيث يتوقّع أن ترتفع للشهر الثاني على التوالي وصولاً الى 1.4%. ومن المحتمل أن تعزّز النتائج الإيجابيّة الرهانات المعوّلة على رفع معدلات الفائدة هذا العام، ما قد يدفع الجنيه الاسترليني الى الارتفاع. مع ذلك، كان أداء بيانات نمو الأسعار البريطانيّة ضعيفًا مقارنة بالتوقعات خلال العامين المنصرمين. فإذا كان هذا الأمر ينذر بقراءة مخيّبة للآمال، من المحتمل أن تسجّل العملة البريطانيّة تراجعًا.
وفي هذه الأثناء، يستعدّ وزراء ماليّة الاتحاد الأوروبي للاجتماع في بروكسيل، في وقت ما انفكّت أزمة التزامات الديون اليونانيّة تلوح في الأفق. وقد انتهى اجتماع عقيم جديد للمجموعة الأوروبيّة يوم أمس بالتأكيد على أن الطريق لا يزال مسدودًا. لدى اليونان الآن مهلة حتّى نهاية الأسبوع لالتماس تمديد برنامج الإنقاذ الراهن – وهي خطوة تعارضها بشدّة حكومة سيريزا المنتخبة حديثًا – أو مواجهة خطر الإفلاس.
غنيّ عن القول، إن السيناريو الثاني يحمل في طيّاته نتائج كارثيّة محتملة، حيث أنّه في أسوأ الأحوال يحتّم خروج اليونان من منطقة اليورو. وبأخذ ما تقدّم بعين الاعتبار، سيرصد المستثمرون باهتمام بالغ أي مستجدّات أساسيّة قد تتمخّض عن اجتماع اليوم. وفي حين أن السيناريو القائم منذ اندلاع أزمة الديون في مطقة اليورو تمثّل في بلوغ الوضع السياسي شفير الهاوية قبيل التوصّل الى اتفاق، إلا أن إمكانيّة الفشل حقيقيّة. يلقي هذا الأمر بظلال قاتمة على آفاق اليورو والعملات التي تتمتّع بحساسيّة عالية أزاء الاتجاه، على غرار الين الياباني، في خضمّ الغموض المهيمن في الوقت الراهن.